عادي

محاكمة تاريخية لإسرائيل.. وأجواء متوترة بين عباس وبلينكن

11:54 صباحا
قراءة 3 دقائق
محاكمة تاريخية لإسرائيل.. وسط تلاسن و«توتر» بين عباس وبلينكن
محاكمة تاريخية لإسرائيل.. وسط تلاسن و«توتر» بين عباس وبلينكن

تنطلق، الخميس، جلسات محاكمة تاريخية لإسرائيل في لاهاي أمام العدل الدولية في دعوى رفعتها جنوب إفريقيا، إذ تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في الحرب على غزة، وتطالب بوقفها بشكل عاجل.
يأتي ذلك في ظل تقارير إعلامية أكدت حدوث تلاسن بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال لقائهما في إطار جولته الرابعة بالمنطقة منذ اندلاع الحرب، إذ أشارت التقارير إلى أن اللقاء شابه التوتر، خصوصاً بعد تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن «الولايات المتحدة لا تؤيد وقفاً لإطلاق النار حالياً في غزة».
مواجهة قانونية
وأرسلت جنوب إفريقيا عدداً من أبرز محاميها إلى لاهاي، من أجل مواجهة قانونية في محكمة العدل الدولية، لإجبار إسرائيل على وقف هجومها على قطاع غزة، والذي خلف أكثر من 23 ألف قتيل ومئات آلاف الجرحى والمشردين.
ومن جانبها أعدت إسرائيل العدة للدفاع عن نفسها أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة ضد اتهامات بارتكاب إبادة جماعية في غزة، فيما أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً و​​للمرة الأولى رفضاً لدعوات بعض الوزراء المنتمين إلى اليمين لاحتلال القطاع بصورة دائمة.
ووسط استمرار احتدام الحرب الإسرائيلية في غزة، من المقرر أن تعقد محكمة العدل الدولية «المحكمة الدولية»، جلسات استماع يومي الخميس والجمعة في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتقول فيها إن الحرب الإسرائيلية في غزة تنتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.
وقال إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء: «غداً، ستمثل دولة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لدحض فرية (سفك) الدماء التي أطلقتها جنوب إفريقيا، إذ تمنح بريتوريا غطاء سياسياً وقانونياً لنظام حماس».
وستتناول جلسات الاستماع بشكل حصري طلب جنوب إفريقيا باتخاذ إجراءات عاجلة تأمر إسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في غزة، بينما تستمع المحكمة إلى حيثيات القضية في عملية قد تستمر لسنوات. وعبرت كولومبيا والبرازيل عن دعمهما لجنوب إفريقيا في وقت متأخر من الأربعاء.
وأطلقت إسرائيل حربها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب هجوم مباغت من جانب حركة حماس، وقالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين.
ومنذ ذلك الحين، دمّرت القوات الإسرائيلية مناطق شاسعة من قطاع غزة، واضطر جميع سكان القطاع تقريباً والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة للنزوح مرة واحدة على الأقل، ما تسبب في كارثة إنسانية. كما قُتل أكثر من 23 ألف فلسطيني.
ماذا حدث عشية الجلسات؟
وعشية الجلسات، عبر نتنياهو للمرة الأولى علناً ​​عن معارضته لدعوات وزراء ينتمون إلى تيار اليمين في حكومته، ومن بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير للفلسطينيين لمغادرة غزة طوعاً، بما يفسح المجال للإسرائيليين لتوسع استيطاني في القطاع.
ورغم أن هذا الموقف هو السياسة الرسمية لإسرائيل، فإن تصريحات سابقة لنتنياهو حول الاحتلال الدائم لغزة كانت غير متسقة وغامضة في بعض الأحيان.
وقال نتنياهو عبر منصة إكس: «أريد أن أوضح بعض النقاط بصورة قاطعة: إسرائيل ليس لديها أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين».
أجواء متوترة
وتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في إطار جولته الرابعة بالمنطقة، منذ انطلاق الحرب، إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة، الأربعاء، والتقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وقالت وزارة الخارجية إن بلينكن عبر عن دعمه لقيام دولة فلسطينية وناقش الجهود المبذولة لحماية ومساعدة المدنيين في غزة، فيما قالت السلطة الفلسطينية إن عباس شدد لبلينكن على عدم السماح بتهجير أي فلسطيني من غزة أو الضفة الغربية.
من جانبه، حذر أبو مازن من خطورة ما يقوم به الاحتلال من إجراءات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وجدد تأكيد أن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصل القطاع، أو اقتطاع أي جزء منه. وفي الوقت ذاته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: إن «الولايات المتحدة لا تؤيد وقفاً لإطلاق النار حالياً في غزة لأنه سيكون في صالح حماس».
وتحدثت مصادر فلسطينية متطابقة وتقارير إعلامية عن لقاء شابه التوتر بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكي بلينكن.
وأشارت المصادر إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رد على مطالب وزير الخارجية الأمريكي بإصلاحات في مؤسسات الحكومة الفلسطينية وأجهزة الأمن، بأن على الأمريكيين إصلاح سياستهم في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأكدت التقارير أنه عندما طلب بلينكن أن يكون هناك أفق لحل الدولتين، رد أبو مازن بأنه يجب أن يكون هناك جدول زمني وخطة وآليات عمل ومبادرة أمريكية، موضحة أن عباس حذر، خلال لقائهما في رام الله، من خطورة الخطوات التي تتخذها إسرائيل لتهجير سكان غزة والضفة الغربية والقدس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/msn59a8f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"