عادي
خفض الفائدة بستة تحركات هذا العام

«وول ستريت» تطرب لمرونة الاقتصاد وثورة التكنولوجيا

00:08 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد: هشام فتحي

يستمر سوق الأسهم في الارتفاع إلى مستويات قياسية جديدة يركز خلالها المستثمرون على الأجزاء المفيدة، ويتجاهلون السيئة منها، بغضّ النظر عن مدى السوء الذي قد تصله في بعض الأحيان. عدا عن أن احتمالات تباطؤ الاقتصاد والاضطرابات الجيوسياسية في واشنطن لم تعد، إلى حد كبير، تمثل هاجساً، فالكثير من هذه التهديدات لم يُبصر الواقع.

وبدلاً من ذلك، احتل الأداء الاقتصادي الجيد مركز الاهتمام بشكل ملحوظ، وتراجع التضخم، مع سلسلة من التطورات الإيجابية في شركات التكنولوجيا الكبرى التي تفوقت على أي تداعيات كان على السوق تحملها.

قال ميتشل غولدبرغ، رئيس شركة «ClientFirst Strategy» للاستشارات المالية: «إذا كان المستثمرون يبحثون عن سبب ليكونوا سلبيين، فمن الصعب العثور عليه». مضيفاً أن أغلبية الأخبار المكثفة على مدار الساعة هي في الواقع ضجيج لا علاقة له بالاقتصاد والتمويل الشخصي، مع الكثير من المعلومات الزائدة.

ونظراً لأنه استوعب الرياح العكسية والتحديات المختلفة، يجمح السوق نحو مستويات إغلاق مرتفعة. وفي الواقع، اخترق مؤشر «إس آند بي» ذروته في ختام تداولات الأسبوع الماضي، ليواصل الزخم الذي أنهى به عام 2023.

وقاد عمالقة التقنية هذه المهمة بنجاح، بتحقيق أكبر ثلاث شركات رابحة في المؤشر، «إنفيديا»، و«جونيبر نتوركس»، و«إيه إم دي»، أرباحاً مميزة، مدعومة جزئياً بالحماس الذي أشعله الذكاء الاصطناعي التوليدي.

الصورة
  • توقعات الفائدة

في الوقت نفسه، كانت البيانات الاقتصادية خارج قطاع التصنيع والإسكان قوية في الأغلب، بخاصة عندما يتعلق الأمر بسوق العمل الذي بدا متماسكاً. ومع ارتفاع التوقعات بأن تشكل أسعار الفائدة المرتفعة تهديداً لاستمرار نمو التوظيف، وصلت مطالبات البطالة الأولية، الأسبوع الماضي، إلى أدنى مستوى لها منذ سبتمبر/ أيلول 2022. وإلى جانب التعليقات الصادرة عن العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، ساهم ضيق سوق العمل بتهدئة توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة هذا العام.

وبينما كان السوق قبل أسبوع على يقين تقريباً بأن الفيدرالي سيبدأ بخفض أسعار الفائدة في مارس/ آذار، ويستمر في ستة تحركات إضافية بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام، تغيرت الأسعار، يوم الجمعة الماضي. ويعتقد المتداولون في سوق العقود الآجلة للأموال الفيدرالية الآن أن هناك فرصة أقل من 50% لخفض الأسعار مع نهاية الربع الأول للعام الجاري. ويرون الآن احتمالاً أكبر لخمسة تخفيضات هذا العام، وفقاً لبيانات مجموعة «سي إم إي». ومع ذلك، ظلت الأسواق إيجابية حتى مع التوقعات الباهتة لتخفيف السياسة النقدية.

  • صعود ستاندرد آند بورز

في الواقع، كان أداء السوق جيداً منذ بدء المركزي رفع أسعار الفائدة 11 مرة، بما يعادل 5.25 نقطة مئوية في الدورة الأكثر عدوانية والتي تعود إلى بداية الثمانينات. ومنذ الزيادة الأولى في 17 مارس/ آذار 2022، ارتفع مؤشر «إس آند بي» بأكثر من 8%. ومع آخر ارتفاع في 27 يوليو/ تموز 2023، صعد المؤشر بأكثر من 5.5%. والآن تتوقع السوق، ربما بحماسة أقل، أن يبدأ الفيدرالي دورة خفض أسعار الفائدة.

ولفت مايكل هارتنت، استراتيجي الاستثمار في «بنك أوف أمريكا»، بأن معنويات المستثمرين تتجه صعوداً ما يعني قرب انخفاض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية. وبأن الجمع بين قوة الاقتصاد ومرونة بنك الاحتياطي الفيدرالي وتفوق قطاع التكنولوجيا سيؤدي في نهاية المطاف إلى صيغة رابحة.

بدوره، قال كوينسي كروسبي، كبير الاستراتيجيين العالميين في «»إل بي إل فاينانشال»، إن الأسماء السبعة الكبار في مجال التكنولوجيا تنسجم مع خلفيتين اقتصاديتين مختلفتين للغاية. الأولى نابعة من خشية أن يتباطأ الاقتصاد بشكل كبير، والمشهد الثاني هو أنها محفزات محددة للذكاء الاصطناعي في ظل تركيز السوق على تطوير الأعمال باستخدام التكنولوجيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/j7h4myjf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"