عادي
خلال ندوة في اتحاد الكتّاب

بدعم سلطان.. شمس المسرح العربي تشرق في العالم

23:17 مساء
قراءة 4 دقائق
عائشة ارويمة ود.محمد يوسف وخالدة مجيد خلال الندوة

الشارقة: جاكاتي الشيخ

نظم اتحاد أدباء وكتاب الإمارات مساء أمس الأول، الأربعاء، في مقره بالشارقة، ندوة حوارية حول «المسرح التاريخي في إبداعات صاحب السمو حاكم الشارقة»، وذلك بمشاركة كل من الفنانين: د. محمد يوسف، وخالدة مجيد، وأدارتها الإعلامية عائشة أرويمة، وبحضور جمهور متنوع من رواد الثقافة.

افتتحت عائشة أرويمة الجلسة باستعراض أعمال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة المسرحية، التي أبدعها من فيض رؤية تمزج الواقع بالتاريخ، فالمسرح لديه هو «الواقع صورة طبق الأصل»، يحكي لنا شغف الإنسان ب«القضية»، في عوالم «عودة هولاكو»، وتمرد «النمرود»، وغطرسة «شمشون الجبار»، وفوضوية ثورة «داعش والغبراء»، و«طورغوت» الغريب، ورمزية «الحجر الأسود»، وعذرية حب «علياء وعصام»، وتاريخية «مجلس الحيرة»، إلى غير ذلك من الأعمال الإبداعية الرائعة، لتقدم بعد ذلك ضيفيْ الندوة اللذين كانا ممن جسّدوا هذه الأعمال بالمشاركة فيها، فالدكتور محمد يوسف هو أحد رُوّاد الفن الإماراتي، درَّس في كلية الفنون الجميلة في جامعة الشارقة، وأحد أوائل المشاركين في أعمال مسرح الشارقة الوطني، وله العديد من المشاركات في البيناليات المحلية والعالمية، أما خالدة مجيد، فهي مسرحية وممثلة معروفة في العراق وقدِمت إلى الشارقة لتعمل مساعدة مخرج لزوجها قاسم محمد في العديد من أعمال سموه.

مميزات

ناقشت الندوة ثلاثة محاور: الأول تناول الخصائص المميزة لمسرح صاحب السمو حاكم الشارقة، فتحدث المحاضران عن بدايات سموه في مساره الإبداعي، وشغفه بالمسرح، وامتلاكه لمميزات المبدع، ما ساعد على نجاح تجسيد أعماله بإسقاطاتها التاريخية، وقال: «إن صاحب السمو حاكم الشارقة انطلق من الكشافة، والرياضة، وحب الثقافة، وظهر اهتمامه بالمسرح مبكراً، منذ حداثة سنه في الشارقة، ورافقه ذلك أثناء دراسته في الكويت، رغم تخصصة في الزراعة، فأخذ على عاتقه تنمية هذا المجال والعمل فيه ورعايته، خاصة في جانبه التاريخي، فقدم للخشبة الكثير من الأعمال»، وأضاف يوسف بأن معالجة التاريخ في المسرح تختلف عن معالجته في السينما، حيث تكون أسهل في الأخيرة، مشيراً إلى أن أفضل من نفذ أعمال سموه هو فريق مسرح الشارقة الوطني، بحكم تواصله الدائم مع أعضائه، حيث كان سموه يحضر بعض تدريباتهم ويبدي وجهة نظره، لحرصه الشديد على توصيل المادة التاريخية الممسرحة بالأداء الذي يريده، فالمسرح لا يقوم على الديكور والشكل فحسب، بل هو رسائل وومضات يجب فهم فحواها، خاصة أن سموه يربط التاريخ بالحقبة والحدث الآنيين من خلال العمل على الخشبة.

أما خالدة مجيد فقالت: «إن صاحب السمو حاكم الشارقة يذهب إلى التاريخ ليُنبِّه الحاضر وينير المستقبل، ويطرق الماضي من أبواب ووجهات نظر متعددة، إضافة إلى أن حواراته فلسفية عميقة، تستحوذ على الخشبة والمتلقي معاً، فأعمال سموه تستحوذ على قلوب الجماهير فهو حريص على أن يفهم الممثل ما يقول، ولماذا يقوله، وكيف يقوله، كما أن لديه هدفاً أساسياً من وراء كل ذلك، أوضحه في مسرحية «القضية»، وهو التحذير مما هو قادم، فخصوصية ثيمته الأساسية هي أنها إسقاطات من التاريخ تقول إنه يُعيد نفسَه، ومن هذه الرؤية يتلقى الفريق المسرحي العمل ويبدأ بتنفيذه، وهو بذلك يستخدم المسرح كوسيلة تعبيرية تفيد الراهن».انتشار

ناقش محور آخر من الندوة عالمية مسرح صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي اعتبرته خالدة مجيد مهماً جداً لانتشار المسرح العربي على المسارح العالمية، خاصة مسرحية «النمرود»، التي طافت مسارح.

ليضيف محمد يوسف أن نجاح تلك العروض عالمياً تجلَّى من خلال إعجاب المتخصصين الدوليين، وتفاعل الجمهور معها، إضافة إلى الجاليات العربية والمسلمة في المهجر التي كانت تجد نفسها في هذه العروض، وتندمج معها كثيراً، ورأى يوسف أن رعاية سموه للمسرح جعلت شمس المسرح العربي تشرق في كل مكان، وخاصة ما يقدم عن طريق الهيئة العربية للمسرح، فما ينشده سموه هو أن يكون المسرح المرآة العاكسة للمجتمع وآداة رُقيّه، ولذلك تقوم الهيئة بنشره في مناطق عدة من آسيا وإفريقيا، وتمّ تأسيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية بتوجيهات من سموّه، لتقدم المسرح بطريقة احترافية، وهو ما جعلها تستقطب الكثير من الخبرات والمواهب من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى المهرجانات المسرحية التي تنظم من طرف دائرة الثقافة، بمشاركة مسرحيين من مختلف الدول العربية

إسهامات

قال محمد يوسف إنه لعب أدواراً في عدد من مسرحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، مثل: «الحجر الأسود»، و«القضية»، ولكن أهم دور له كان في مسرحية «النمرود»، التي كانت مسرحية عالمية، وقال «أمضينا اثنتي عشرة سنة ونحن نعرضها، وكان سموه حريصاً على اختيار الدول التي تعرض فيها، حتى في بعض البلدان غير العربية، التي كان الجمهور فيها يتابعها مترجمة، فكان لها تأثير ونجاح عالمي كبير».

وتحدثت الفنانة خالدة عن تجربة زوجها المخرج الراحل قاسم محمد، الذي كانت له بصمة خاصة في مسرح صاحب السمو حاكم الشارقة، مشيرة إلى أنه جاء إلى الشارقة ليُسند إليه سموه إخراج (عودة هولاكو)، وقد اشتركَتْ معه بصفة مساعد مخرج في عملين، هما «الواقع طبق الأصل» و«القضية»، تقول خالدة: «فشاركت معه وأنا أتوجس خيفة بسبب تكليفي بالإشراف على مجاميع الجيوش، وعمليات المعارك والمبارزات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ffsm4k8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"