عادي

الصحراء ملاذ من صخب المدينة في العراق

17:15 مساء
قراءة دقيقتين
أشخاص مخيمون في الصحراء يحتسون الشاي (أ.ف.ب)
لقطة جوية لعراقيين قبل بدء التخييم (أ.ف.ب)
لقطة جوية لعراقيين قبل بدء التخييم (أ.ف.ب)
لقطة جوية لعراقيين قبل بدء التخييم (أ.ف.ب)
وسط الكثبان الرملية، نصب شبّان خيمهم قبل أن يتجمعوا حول النيران للتدفئة في عمق الصحراء في جنوب العراق التي باتت تجذب مزيداً من العراقيين الملتجئين إلى سكونها بعيداً من صخب المدن وتلوثها.
في عطلة نهاية الأسبوع، يترك غضنفر عبد الله خلفه هموم عمله في قطاع النفط وإيقاع الحياة السريع والصاخب في مدينة البصرة، ويتخذ من صحراء السماوة التي تبعد عنها نحو 200 كم، ملاذاً له مع العديد من أصدقائه.
ويروي الشاب البالغ من العمر 35 عاماً «أنا أحبّ هذا الأمر منذ أن كنت صغيراً، لكنني أمارسه بشكل منظم منذ شتاء العام 2018 و2019 مع مجموعة أصدقائي المقربين».
لسنوات، بقيت هذه الممارسة محصورة ببعض الهواة، لكنّها الآن بدأت تلقى رواجاً تدريجياً بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والاستقرار الذي تعرفه البلاد بعد سنوات طويلة من النزاعات.
في أحد أيام الشتاء، وسط صحراء قاحلة تمتد حتى الأفق وتغيب عنها كل أشكال التمدن، نصب نحو عشرين شاباً خيمهم، منها تقليدية للسهر، وأخرى حديثة تستخدم للنوم.
مع ذلك، «تبقى هناك مخاوف عند الناس»، وفق عبد الله، إذ يسأل بعضهم «كيف تذهب إلى الصحراء، حيث لا ماء لا تغطية (للشبكة الهاتفية)؟ الأمر صعب لو حصل حادث كيف يمكن أن يتم التبليغ عنه؟».
لكن «حالياً انكسر هذا الأمر، وبدأت الناس ترى أن الموضوع آمن. هي طبعاً مغامرة»، كما يرى الشاب.
وتبقى أنشطة التخييم هذه محصورة بفصل الشتاء؛ لأن درجات الحرارة في الصيف تتخطى في بعض الأحيان الخمسين مئوية. وقد تراوح كلفة هذه الرحلة في عطلة نهاية الأسبوع بين 100 ألف و150 ألف دينار (بين 75 و100 دولار)، متضمنة المأكل والنقل والمنامة.
وشكّلت صحراء العراق محطّ جذب لسنوات، خصوصاً للصيادين القادمين من دول الخليج المجاورة. لكن سلسلة الحروب والنزاعات التي عرفتها البلاد أثّرت بشكل كبير على هذه الرحلات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wuun476x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"