عادي
بايدن في «صراع مفتوح» مع نتنياهو بسبب قتل المدنيين في غزة

انقسامات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية.. وغانتس يطرح نفسه كرئيس وزراء محتمل

21:54 مساء
قراءة 3 دقائق
انقسامات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية.. وغانتس يطرح نفسه كرئيس وزراء محتمل

(أ ف ب)

تشهد حكومة الحرب الإسرائيلية، منافسة سياسية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والزعيم الوسطي، بيني غانتس، المتقدم في نوايا التصويت.

وكشفت الزيارة التي لم يباركها بنيامين نتنياهو، وقام بها بيني غانتس لواشنطن، الاثنين والثلاثاء، ولندن الأربعاء، عن الخلافات العميقة بين الرجلين، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية الكبرى في غزة.

ويرى محللون أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وبنيامين نتنياهو في «صراع مفتوح»، بسبب استمرار نتنياهو في قتل المدنيين بالجملة في غزة من دون أن يكون لديه خطة لمعرفة ما يريد فعله بعد الحرب. كما يشيرون إلى أن زيارة غانتس لواشنطن ولندن، تأتي في إطار طموحاته السياسية لعرض مكانته كرئيس وزراء محتمل بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة. ويحاول نتنياهو، بأي ثمن، تجنب السقوط، ويرفض إجراء انتخابات مبكرة.

  • الثقة بنتنياهو في أدنى مستوياتها

ووفقاً ليوهانان بليسنر مدير المعهد الديمقراطي الإسرائيلي، مركز الأبحاث الليبرالي، فإن زيارة غانتس إلى الداعم الرئيسي لإسرائيل «تظهر أن ثقته بنتنياهو في أدنى مستوياتها، وأنه قرر التعبير عن صوت آخر في واشنطن».

وأحدثت هذه الزيارة ضجة كبيرة في إسرائيل، حيث أثار زعيم الوسط غضب وزراء حزب الليكود اليميني، الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو.

ونددت وزيرة المواصلات ميري ريغيف بالقول «إنه يتصرف من وراء ظهر رئيس الوزراء»، واصفة هذه الخطوة ب«التخريبية».

ووافق خصم نتنياهو السياسي، وزير الدفاع السابق وزعيم حزب الوحدة الوطنية الوسطي، على الانضمام إلى حكومة الحرب من أجل الوحدة الوطنية بعد الصدمة التي أحدثها الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول وأشعل فتيل الحرب في قطاع غزة.

  • غانتس «يحضر خروجه» من الحكومة

«لكن التوترات لم تهدأ أبدا» بين الرجلين اللذين «يكره بعضهما بعضاً»، كما يوضح رؤوفين حزان، الأستاذ في قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس.

وتضم حكومة الحرب خمسة أعضاء، أبرزهم نتنياهو، وغانتس، ووزير الدفاع يوآف غالانت. وبالنسبة لرؤوفين حزان، قام بيني غانتس بهذه الزيارة إلى واشنطن ولندن لعرض مكانته كرئيس وزراء محتمل في المستقبل، وقبل كل شيء للبدء ب«التحضير لخروجه من الحكومة»، وهو أمر لا مفر منه، بحسب الأستاذ الجامعي.

وبالتالي يحاول الاستفادة من القلق المتزايد الذي تبديه واشنطن من مسار الحرب في قطاع غزة المهدد بالمجاعة، بحسب الأمم المتحدة.

ويشير رؤوفين حزان، إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وبنيامين نتنياهو في «صراع مفتوح». فقد حثت واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي على عدم «الاستمرار على هذا النحو في قتل المدنيين بالجملة في غزة من دون أن يكون لديه خطة لمعرفة ما يريد فعله بعد» الحرب.

  • مقرّب من الأمريكيين

وأكد أن «غانتس ليس نتنياهو، إنه أقرب إلى (موقف) الأمريكيين» ما بعد الحرب.

وأضاف يوهانان بليسنر أنه «شريك أسهل» لواشنطن «وأكثر انفتاحاً على الحوار مع الشركاء المعتدلين في المنطقة»، وحول الدور الذي يمكن أن تؤديه السلطة الفلسطينية في غزة بعد الحرب.

والأسبوع الماضي، رحب غانتس أيضاً بإصلاح نظام الخدمة العسكرية الذي أعلنه يوآف غالانت لدمج اليهود المتشددين المعفيين لأسباب دينية.

  • قنبلة سياسية

كان لهذا الاقتراح مفعول قنبلة سياسية في إسرائيل، حيث اعتبرته وسائل الإعلام أنه دليل على عدم ثقة يوآف غالانت، بنتنياهو، على الرغم من أنهما عضوان في الحزب نفسه.

ويضع الاقتراح رئيس الوزراء في وضع محرج للغاية، في حين أن الحزبين الرئيسيين اللذين يمثلان اليهود المتطرفين يمكنهما إسقاط ائتلافه الهش في أي لحظة.

  • تجنّب السقوط

ويحاول نتنياهو بأي ثمن تجنب السقوط، من خلال رفضه إجراء انتخابات مبكرة لغانتس مصلحة فيها، وقد نجح في ذلك حتى الآن، لكن «إذا كانت هناك قضية واحدة يمكن أن تؤدي إلى انهيار الائتلاف، فهي تجنيد اليهود المتشدّدين»، على حد قول بليسنر.

على غانتس الآن أن يجد الوقت المناسب للنأي بنفسه عن رئيس الوزراء «من خلال إظهار أنه يدافع عن مصالح إسرائيل» على المدى الطويل «وأن نتنياهو يحرص على حماية مصالحه الشخصية فقط»، كما يقول رؤوفين حزان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/528ux5h9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"