عادي

اليوم الأخير من ماراثون انتخابي أوروبي.. هل يُعيد تشكيل المشهد السياسي للقارة؟

19:11 مساء
قراءة 4 دقائق

«الخليج» - وكالات

يصوّت ملايين الأوروبيين في نحو عشرين دولة من الاتحاد الأوروبي الأحد لاختيار برلمان جديد للتكتل، في اليوم الأخير من ماراثون انتخابي يعيد تشكيل التوازنات السياسية مع ترقب صعود اليمين المتطرف ولا سيما في إيطاليا وفرنسا.

وافتتحت اليونان هذا اليوم الانتخابي، تلتها معظم دول الاتحاد الأخرى وبينها فرنسا وألمانيا وإسبانيا.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن «الائتلاف الكبير» الحالي بين اليمين والاشتراكيين والليبراليين الذي يحسم التسويات في البرلمان الأوروبي، سيحتفظ بالغالبية، غير أن هامش المناورة أمامه سيتقلص، ما سيرغمه على البحث عن قوى مؤيدة له، وهو ما ينذر بمفاوضات شاقة.

وقالت الناخبة الألمانية تانيا ريث (52 عاماً) «أعتقد أن الاتحاد الأوروبي لن ينجح إلا إذا شكل تكتلاً وبقي متحداً، وأعتقد أنه من المهم الوقوف إلى جانب السلام والديمقراطية، خصوصاً في هذا العالم حيث يبحث الجميع عن عزل أنفسهم عن الآخرين».

وبعد نحو عامين ونصف العام على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، دعي بالإجمال أكثر من 360 مليون أوروبي للإدلاء بأصواتهم من أجل اختيار 720 نائباً في البرلمان الأوروبي.

وانطلقت الانتخابات الخميس في هولندا حيث أكدت بحسب التقديرات صعود «حزب من أجل الحرية» بزعامة اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، ولو أنه يحل في المرتبة الثانية بعد ائتلاف الاشتراكيين الديمقراطيين والبيئيين.

فون دير لايين تصوّت في ساكسونيا السفلى

وأدلت رئيسة المفوضية الأوروبية، الألمانية أورسولا فون دير لايين الساعية لولاية ثانية مدتها خمس سنوات، بصوتها صباحاً في مدينة بورغدورف في ولاية ساكسونيا السفلى، برفقة زوجها.

ومن جهته قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بعد الإدلاء بصوته في بودابست «آمل أن تفرز هذه الانتخابات غالبية مؤيدة للسلام».

وينتقد الزعيم القومي بروكسل بشدة دائماً، ويكثّف هجماته على حلف شمال الأطلسي، متهماً إياه بجرّ دول الحلف إلى «حريق عالمي».

ورأى أستاذ الرياضة فيرينك هاموري (54 عاماً) الذي أدلى بصوته في قرية قرب بودابست أن الاتحاد الأوروبي سيكون في موقع أفضل إن ضم بين قادته عدداً أكبر من المسؤولين على غرار رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان، مبديا أسفه لأنه «سيفوز في الانتخابات هنا، لكنه سيبقى في الأقلية في بروكسل».

وفي البلدان المجاورة لروسيا التي تخوض حرباً مع أوكرانيا، يشكل الأمن مصدر قلق لبعض الناخبين.

وقال أندريه زمييفسكي، وهو طبيب يبلغ 51 عاماً، بعدما أدلى بصوته في وارسو «أتمنى أن يتم تعزيز الأمن، أو حتى نشر فرقة أوروبية على أراضينا».

وتشكل تعبئة الناخبين أحد الرهانات الكبرى في هذا الاستحقاق.

وفي فرنسا حيث دُعي 49 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم لاختيار 81 نائباً أوروبياً، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تشكيل حاجز بوجه اليمين المتطرف، محذراً من أن صعوده يهدد بـ«عرقلة» أوروبا.

وبلغت نسبة المشاركة في فرنسا 19,81 في المئة ظهراً (10,00 بتوقيت غرينتش) مقارنة بـ 19,26 في المئة خلال الانتخابات السابقة العام 2019.

وتتوقع استطلاعات الرأي الأخيرة فوزاً تاريخياً للتجمع الوطني بزعامة جوردان بارديلا بحصوله على أكثر من 30% من الأصوات، متقدماً على حزب ماكرون «النهضة» وعلى اليسار الاشتراكي الديمقراطي بزعامة رافايل غلوكسمان.

كذلك، يتصدر اليمين المتطرف التوقعات في ألمانيا، حيث يبقى حزب البديل من أجل ألمانيا في موقع قوي رغم الفضائح التي طالت رئيس قائمته ماكسيميليان كراه للاشتباه في ارتباطه بروسيا والصين، ما أدى إلى إقصاء الحزب من الكتلة التي كان ينتمي إليها في البرلمان الأوروبي إلى جانب التجمع الوطني.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المحافظين الألمان سيحلون في الطليعة بفارق كبير مع حصولهم على 30,5% من نوايا التصويت، في نكسة كبرى للمستشار الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس. ويخوض حزبه إلى جانب الخضر منافسة شديدة على المرتبة الثانية مع حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يستغل التباطؤ الاقتصادي والمخاوف المرتبطة بالهجرة لحشد الأصوات.

«ننقسم بشكل متزايد»

وتقام الانتخابات غداة تعرض رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن لاعتداء، أتى بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي الشعبوي روبرت فيكو الشهر الماضي.

وفي إيطاليا حيث بدأت عمليات التصويت السبت وتتواصل الأحد، تشير التوقعات إلى تصدر حزب «فراتيلي ديتاليا» (فاشيون جدد) بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني مع ترقب فوزه بـ22 مقعداً في البرلمان الأوروبي في مقابل ستة حالياً.

وقالت ميلوني السبت إن هذه الانتخابات «ستحدد السنوات الخمس المقبلة» مؤكدة مجدداً عزمها على «الدفاع عن الحدود بوجه الهجرة غير النظامية، وحماية الاقتصاد الفعلي، ومكافحة المنافسة غير النزيهة».

من جهته حث رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز، الناخبين على التوجه إلى صناديق الاقتراع. وقال بعدما أدلى بصوته في مدريد «ما يتقرر اليوم مهم جداً لمستقبل إسبانيا ومستقبل أوروبا».

وستكون المهمة الأولى أمام النواب الأوروبيين بعد انتخاب رئيسهم أو رئيستهم، التصويت لاختيار رئيس للمفوضية الأوروبية.

وستجتمع الدول الـ27 في قمة في بروكسل في نهاية حزيران/يونيو، وفي حال أعادت تسمية أورسولا فون دير لايين، فإن تصويت البرلمان، الذي يتوقع أن يتم خلال جلسة عامة في ستراسبورغ في منتصف تموز/يوليو، سيكون حاسماً.

وفي العام 2019، عندما سمّيت فون دير لايين في هذا المنصب بشكل مفاجئ، منحها البرلمان ثقته بغالبية ضئيلة جداً (تسعة أصوات).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/9zz4hvxj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"