عادي

بسبب تكدسها بالمصابين.. أوضاع مأساوية لمستشفيات غزة جراء الحرب الإسرائيلية

22:26 مساء
قراءة 3 دقائق
بسبب تكدسها بالمصابين.. أوضاع مأساوية لمستشفيات غزة جراء الحرب الإسرائيلية

دير البلح - رويترز

كان الطفل حازم فرج الله يبكي، وهو يرقد في ممر مستشفى بقطاع غزة، وحول رأسه ضمادة، وبجانبه إحدى قريباته، بعد أيام من إصابته بقصف إسرائيلي، ووسط احتمالات ضئيلة في الحصول على رعاية طبية كافية.

ولم يتفوه حازم (10 سنوات) بكلمة منذ إصابته، في غارة الخميس، على مدرسة تابعة للأمم المتحدة تُستخدم كملجأ، وتظهر جروح الشظايا على ظهره وصدره، ورأسه.

وقالت قريبته أم ناصر: «له أربعة أيام ملقى على الأرض، المفروض أن يكون في العناية المركزة، لكن لا مكان له فجلس على الأرض، لا توجد رعاية، وهناك حشرات، وحتى الأطباء والتمريض لابد من استدعائهم».

وفي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، يرقد حازم مصاباً، ولا يوجد حتى حوامل كافية لتعليق المحاليل عليها.

وقالت أم ناصر: «طفل له أربعة أيام لا يحكي. لا نعرف أيه مضاعفات الإصابة التي في رأسه. ظهره أيضاً مملوء بالشظايا، نعاني من اجل وضع المحلول له ولا توجد أدوية، أو علاج، ندفع من اجل كل ذلك، المفروض ان يتوفر العلاج للأطفال والمصابين هذه مأساة.. مأساة.. مأساة».

وفي محنة حازم تتجلى الحالة المزرية لمستشفيات غزة المتضررة، والتي تعاني نقص التجهيز ونقص الطواقم البشرية، بعد ثمانية أشهر من الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة التي قتلت اكثر من 37 ألفاً من المدنيين.

وأدى انهيار النظام الصحي في غزة في مواجهة القصف الإسرائيلي المكثف، إلى تفاقم مجموعة كوارث أخرى تتكشف أبعادها، من أزمة الجوع إلى انتشار الأمراض. ولم يعد بوسع الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة الحصول على الرعاية الأساسية.

كما دفعت الحرب بتدفقات كبيرة من المصابين بجروح خطرة إلى القليل مما لا يزال يعمل من المستشفيات، حتى في الوقت الذي تكافح فيه للحصول على الإمدادات الطبية، ما أرهق الأطباء والممرضات الذين يتعاملون مع محدودية توافر المساحات، ومع إصابات رهيبة.

وقال الطبيب خليل الدكران من مستشفى شهداء الأقصى: «مستشفى شهداء الأقصى هو الوحيد الموجود في المحافظة الوسطى، ولا يستطيع استقبال هذه الإصابات، بخاصة أن المستشفى كان مملوءاً عن بكرة أبيه بالمصابين، حيث قمنا بتكويم المصابين بين الممرات الداخلية، وبين الأسرة، ولا يوجد مكان على الإطلاق، وقمنا بتكديسهم في الخيم الخارجية. المستشفى مملوء الآن بالكامل، وأعداد المصابين تفوق بخمسة أو ستة أضعاف عدد الأسرّة، وهذا يعني أن القدرة السريرية لا تستطيع أن تتحمل مثل هذه الأعداد».

  • إصابات تغيّر الحياة

وبعض الجرحى في حالة حرجة. وأصيب توفيق رائد أبو يوسف البالغ من العمر أربع سنوات بشظية في الرأس خلال القصف الإسرائيلي لمخيم النصيرات للاجئين، السبت الماضي، خلال عملية تحرير رهائن.ونُقل الطفل إلى المستشفى، لكن إصابته كانت بالغة لدرجة أن رجال الإنقاذ لم يجدوا فيه أثر لنبض، واعتقدت الأسرة أنه توفي.

وكان أبو يوسف يحفر قبر الطفل حين سمع أنه ما زال على قيد الحياة في المستشفى، لكن إصاباته لا تزال تمثل تهديداً لحياته، وستغيّرها بالتأكيد.

وقال الجراح عمر أبو طاقية: «في ظل الاستهداف العنيف في المنطقة الوسطى بالقطاع بوصول عدد كبير من الإصابات، عدد القتلى تجاوز اليوم في آخر إحصائية 228 قتيلاً تقريباً، وعدد الإصابات 500 إصابة، من ضمنهم الطفل توفيق أبو يوسف طبعاً. توفيق عمره أربع سنين استلمناه كشهيد في مستشفى العودة، ولا كان فيه أي علامات حيوية بتظهر عليه، وضعه كان صعباً جداً، كان شبه متوفى، أو متوفى حرفياً، لا وجود لأي علامات حيوية كانت ظاهره عليه. إلا أنه فجأة تحرك».

وأضاف: «هو في حاجة أكيدة إلى السفر، جيد أننا أنقذنا حياته لكنه يحتاج إلى رعاية أكثر، لأن جزءاً من دماغه مفقود... جزء من دماغه كان خارج تجويف الجمجمة، وبالتالي يحتاج للسفر، وإغلاق المعابر يحول دون ذلك.. سيتلقى خدمة صحية أكبر خارج حدود قطاع غزة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/57zzhsc9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"