وصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي موسكو، أمس؛ إذ التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة ندد بها الاتحاد الأوروبي، وأكد أن السلام يجب أن يتحقق، وأبلغ بوتين أوربان أنه يريد «انسحاباً كاملاً» للقوات الأوكرانية لإنهاء النزاع.
أكد أوربان، في أعقاب لقائه بوتين في الكرملين، أمس الجمعة،أن «السلام يجب أن يتحقق». ودوّن أوربان منشوراً على «فيسبوك»، وأرفقه بصور من اللقاء.
وأعلن الرئيس الروسي أنه أبلغ أوربان، أن على أوكرانيا سحب قواتها من المناطق التي تطالب بها موسكو من أجل معالجة «الأزمة» في هذا البلد. وأشار إلى محادثات «صريحة ومفيدة» مع أوربان تطرقت إلى سبل «معالجة الأزمة» في أوكرانيا، وذكّر بوتين بأنه أعلن في يونيو/حزيران رؤيته للسلام، «أي الانسحاب الكامل لجميع الجنود الأوكرانيين من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومن منطقتي زابوريجيا وخيرسون».
واعتبر أوربان أنه لا يزال هناك «مراحل عديدة ينبغي تجاوزها» بهدف «وضع حد للحرب» في أوكرانيا و«إرساء السلام». وصرّح أوربان للصحفيين إلى جانب بوتين: «لاحظت أن المواقف متباعدة جداً، ولكن من أجل استئناف الحوار، فإن الخطوة الأولى المهمة تم القيام بها اليوم وسأواصل هذا العمل».
وصرح مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بأن أوربان لم يحصل على تفويض من الاتحاد الأوروبي لزيارة روسيا، وأن بروكسل تستبعد إجراء اتصالات رسمية مع موسكو. أوربان من جهته أكد رداً على بوريل أنه يُجري اتصالاته مع روسيا باسم بلاده، وليس الاتحاد الأوروبي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الطريق لسلام عادل ودائم في أوكرانيا لن يمهده إلا اتحاد وعزيمة الدول الأعضاء. وقالت على منصة إكس: «التهدئة لن توقف بوتين». واتهم الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا رئيس وزراء المجر بتقويض رئاسة الاتحاد الأوروبي. وكتب على إكس قائلاً: «إذا كنت تسعى حقاً إلى السلام، فلا تصافح دكتاتوراً دموياً، بل ابذل كل ما في وسعك لدعم أوكرانيا». وذكر رئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو، بأن الزيارة تضر بمصالح الاتحاد الأوروبي.
على صعيد آخر، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، أن قواتها دمرت 50 مسيّرة أوكرانية داخل الأراضي الروسية ومناطق تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا. وأوضحت أن المسيّرات دمرت فوق كراسنودار وروستوف في روسيا وفي زابوريجيا جنوب أوكرانيا. وقتلت طفلة وأصيب خمسة أشخاص في هجوم بمدينة بريمورسكو اختارسك.
وأعلن جهاز الأمن الاتحادي الروسي، أنه أحبط هجوماً على منشأة دفاعية في منطقة سامارا بجنوب غرب روسيا. وأضاف أن أحد سكان سامارا خطط لهجوم على «منشأة تابعة للمجمع الصناعي العسكري»، بناء على طلب من منظمة موالية لأوكرانيا.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية، الجمعة، إنها أسقطت كل المسيّرات التي أطلقتها روسيا في هجوم خلال الليل قبل الماضي فوق سبع مناطق، وعددها إجمالاً 32. وقال أوليه كيبر حاكم منطقة أوديسا، إن هجوماً صاروخياً روسياً على المنطقة أسفر عن مقتل امرأة وإصابة سبعة أشخاص وإلحاق أضرار ببنية تحتية لميناء. وقتل شخص وأصيب 26 آخرون في هجمات على خاركيف ودونيتسك ودنيبروبتروفسك.
من جانب آخر، أعلنت روسيا ثلاث ضربات في ثلاثة أيام استهدفت قواعد جوية أوكرانية، ما يثير القلق بشأن قدرة أوكرانيا المضادة للطائرات ومقاتلات اف-16 التي تنتظرها كييف. وحسب البيانات الروسية تم تدمير 5 طائرات من طراز «إس-يو27» بقصف صاروخي على قاعدة ميرغورود، (150 كلم من الحدود الروسية) ومروحية من طراز مي-24 باستخدام منظومة إسكندر في بولتافا، (مئة كلم من الحدود الروسية)، وطائرة ميغ 29 في قاعدة دولجوينتسيفو، (80 كلم من الجبهة و200 كيلومتر من شبه جزيرة القرم).
ويؤكد ونراد موزيكا، مدير شركة روشان الاستشارية لتحليل البيانات المفتوحة المصدر لوكالة فرانس برس، أن «المشكلة الرئيسية هي افتقار الأوكرانيين إلى أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى للغاية»، مشيراً إلى أن قدرة روسيا «على التحليق بمسيرات في عمق أوكرانيا لتوفير الإحداثيات تأتي بشكل أساسي من هذا الضعف».(وكالات)
