عادي

دليل تمهيدي لفهم الحقيقة

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

«الفلسفة للأشخاص المنشغلين.. كل شيء يجب أن تعرفه حقاً»، قد يبدو عنوان هذا الكتاب بالنسبة للكثيرين من الفلاسفة الهواة متناقضاً، حيث يجمع بين كلمتي (الفلسفة) و(الشغل)، إذ تعد الفلسفة بطبيعتها سعياً حثيثاً ومتأملاً لطلب المعرفة، وقد روّج أرسطو لفكرة التفرغ، وأن الحكماء وحدهم هم الملوك الفلاسفة، كما سمّاهم أفلاطون، هم الجديرون باتخاذ القرارات وتأسيس الحياة الفاضلة ودعمها.

كيف يكون لدى الأشخاص المشغولين في عصرنا هذا وقت للاطلاع على الفلسفة ودراستها؟ كم مرة تسمع الناس يشتكون من أنه لا توجد ساعات كافية في اليوم، وكان سقراط يقول إن الحياة بدون تفكر لا تستحق أن تعاش، فالفلسفة تفسر وتدعم وجودنا الفعلي، لكن كم منا يستطيع حقاً الادعاء بأن لديه فهماً واضحاً لأفكارها العديدة والمتطورة.

يلخص آلان ستيفن مؤلف الكتاب أفكار المنظرين ومفاهيمهم الأساسية من خلال تقسيم الموضوع الكبير إلى عناصر رئيسية سهلة الفهم؛ بدءاً من الحب واللغة والسعادة إلى العلوم والسياسة والأخلاق، حيث يأتي على ذكر الفلاسفة القدامي والحديثين بوضوح في كل صفحة، مع سرد تفسيرات واضحة لنظرياتهم ومكانتهم في المدارس الفكرية الرئيسية، إنه دليل موجز تم إعداده ببراعة حتى لأكثر الأشخاص المشغولين.

يوضح المؤلف أن التعريف الموحد في القاموس لكلمة «الفلسفة» هو أنها دراسة الطبيعة الأساسية للمعرفة والواقع والوجود، أي محاولة اكتشاف إجابات لبعض الأسئلة، مثل من نحن وما سبب وجودنا في هذه الحياة، إنه هدف نبيل، ولا بد أن نبحث عبر آلاف السنوات من الفكر الإنساني والأفكار والمفاهيم المتنوعة والمتناقضة، وجميعها مكرسة لترسيخ حقائق أساسية عن وجودنا ككائنات واعية.

لكن إذا كانت الفلسفة تدور حول الكشف عن الحقيقة؛ فأين يمكننا العثور عليها؟ وكيف نبدأ بحثنا؟ هذا الكتاب هو دليلك التمهيدي لفهم الفلسفة؛ فهو عبارة عن بحث سهل الفهم منظم بشكل منهجي، يضم المفاهيم الأساسية ومجالات المعرفة التي تعد جزءاً لا ينفصل من حياة الإنسان وأفكاره، ولك أن تتخيل أن هذا الكتاب كأنه مائدة طعام تحتوي على أطباق صغيرة من الوجبات الفلسفية اللذيذة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mzxm9hn4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"