عادي

ترامب يغير استراتيجيته لجذب الناخبين المعتدلين

22:22 مساء
قراءة دقيقتين

ميلووكي - أ ف ب

بات الرئيس السابق دونالد ترامب، المعروف بتصرّفاته غير المتوقعة والمثيرة للجدل، يعتمد نوعاً من الرقابة الذاتية في محاولة لتوسيع دائرة ناخبيه لتشمل من هم أكثر اعتدالاً، في سياق استراتيجية متكاملة تمهيداً لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومن هذا المنطلق، ارتأى الملياردير البالغ من العمر 78 عاماً تخفيف حدة خطابه بشأن قضايا رئيسية مثل الهجرة والإجهاض، في تكتيك يقول محلّلون إنّه مدعوم بثقته في ولاء قاعدته المحافظة، وبإدراكه أن النهج المتشدّد لا يحظى بدعم أغلبية الرأي العام خاصة في ما يتعلق بالإجهاض.

وفي الأيام الأخيرة، بات برنامج الحزب الجمهوري، الذي يتبناه ترامب في خطاباته يتمثّل في ترك مسألة الإجهاض للولايات، والتخلي عن الدعوة إلى حظره على مستوى البلاد.

-مشروع 2025

من جهة أخرى، ندد ترامب الذي سيصبح رسمياً مرشحاً للحزب الجمهوري، الأسبوع المقبل، بوثيقة «مشروع 2025» التي يُنظر إليها على أنها خريطة طريق للحكم صاغتها مؤسسة بحثية محافظة تضم عدداً من حلفائه المقربين.

ويأتي ذلك في ظل تعرّض هذه الوثيقة المؤلفة من 900 صفحة، لانتقادات حادة بسبب ما حملته من دعوات إلى الترحيل الجماعي للمهاجرين، وإضعاف المؤسسات الفيدرالية.

وعلى الرغم من أن ترامب دافع عن مثل هذه الأفكار، إلا أن ذلك لم يمنعه من انتقاد المقترحات الواردة في الوثيقة، واصفاً إياها بأنها «سخيفة تماماً وفظيعة»، من دون أن يحدد أياً منها يقصد.

إضافة إلى ذلك، يكرر ترامب لكل من يستمع إليه أنه يجسّد «حزب المنطق السليم»، في ما يعتبر دعوة متعمّدة إلى استمالة الناخبين من جميع المشارب.

عدد أكبر من المؤيّدين

تبدو استراتيجية المرشّح السبعيني واضحة.

وقال ماثيو كوتينيتي من معهد الأبحاث «أميركان انتربرايز إنستيتيوت»: إن «ترامب يستغل هذه اللحظة لجذب عدد أكبر من المؤيدين من خارج قاعدته المحافظة المعتادة».

وصل الملياردير إلى السلطة في عام 2016 عبر استراتيجية اعتمدت على عناصر عدة، أبرزها عملية إغراء متقنة لليمين الديني الذي قدّم له انتصارات عدة. وعلى الرغم من هزيمته في عام 2020، ظلّت هذه الفئة من الناخبين موالية له إلى حد كبير. من الآن فصاعداً، بات بإمكانه البدء في طرح برنامج وشخصية يمكّناه من جذب ناخبين من الائتلاف الديمقراطي، وفقاً لكوتنيتي.

ضبط نفس غير عادي

وبعيداً عن الجوهر، أظهر ترامب قدراً كبيراً من ضبط النفس في الشكل على الأقل. فحافظ الجمهوري المعروف بأسلوبه وتصريحاته التحريضية، على مسافة من النقاشات المرتبطة بحالة الرئيس جو بايدن الصحية والذهنية.

وحتى في خطاباته البارزة بشأن الهجرة، بدت نبرة ترامب متناقضة مع تلك التي اتسمت بها الأشهر الأخيرة، عندما قال عن المهاجرين إنهم «يسمّمون دماء بلدنا». ولكن بالنسبة إلى جوليان زيليزر الأستاذ في جامعة برينستون، ينبغي أن لا ينخدع أحد.

ويؤكد المتخصص في علم السياسة، أنه «ليس هناك سبب للاعتقاد بأن ترامب غيّر مواقفه بشكل جوهري».

وأضاف: «استراتيجيته تتمحور حول الفوز. ولكن نتائج ولايته هي التي يجب أن تحدد» هذا الفوز من عدمه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28fc35h6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"