إيبولا وأخواتها

05:16 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة
مع أمراض العصر الجديدة أو القديمة، ولم نكن نعرفها حين ظهرت فجأة، تتضح أكثر أهمية التثقيف الصحي، وتنطوي العبارة، أو يُفترض هذا، على خطة مبنية بالضرورة على قصدية وعمد وإصرار نحو تحقيق الهدف النبيل . المسألة المطروحة أكبر من الحملات التوعوية مهما انتظمت لأنها، في كل أحوالها، تشتمل، ولو بقدر، على "رائحة" المؤقت والموسمي، فيما نحن نعيش ذروة التنمية الشاملة المتوازنة في شكل ومضمون الاستدامة، والصحة بما هي ثقافة جزء أصيل وأولوية مطلقة . لذلك نريد معرفة واقعنا لجهة التثقيف الصحي بالضبط، فمن يقوم بهذه المهمة، وهل هنالك جهة أو جهات؟ هل لدينا مظلة مركزية؟ من يتخذ القرار نحو التثقيف الصحي بهذا المرض ئأو ذاك؟ هل هنالك سبل للوقاية ابتداء ويمكن نشرها عبر وسائل الإعلام، أم أن الانتظار حتى وقوع الأمر في أقصاه خيار وحيد، فلا بديل؟
ماذا كنا، كمجتمع إماراتي، نعرف عن كورونا وإيبولا، وهل أصبحنا نعرف الآن أكثر؟ ما هي مصادر معرفة مجتمعنا بهذه الأمراض، وهل المعرفة من مصادر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي كافية، مع العلم أنها قد تكون في أحيان كثيرة متناقضة وغير متسقة بعضها مع بعض؟
لا بد من مصدر رسمي موثق وموثوق فيه، والأجدر أن تقوم بهذا الدور وزارة الصحة باعتبارها الجهة الاتحادية المنوط بها اختصاص التشريع استناداً إلى المادة 120 من دستور الإمارات .
فأين إدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة، وهي الإدارة التي قامت بدور حيوي منذ السبعينات؟ هل ما زالت في الهيكل التنظيمي الحالي؟ ئهذه الإدارة كانت في يوم من الأيام رائدة في مجالها على المستوى العربي .
سمعنا من قبل بعبارات وكلمات "مفاجئة" مثل إنفلونزا الطيور أو الخنازير ثم جاءت كلمات مثل كورونا وإيبولا وأخواتهما، ونريد أن نعرف وأن نفهم .
وإذا كنا، محلياً وخليجيًا وعربياً، نبذل ما نبذل من المال والجهد والوقت، في سبيل واقع صحي أفضل، عبر أطر ومنظمات، فالأجدر بنا مواجهة أمراض العصر، ما كان وما هو كائن أو يكون، بأسلوب مؤسسي جماعي، بدءاً من التثقيف الذي يكرس درهم الوقاية الأغلى .
أما السقف أو الفضاء فالمكاشفة والشفافية لا غير، وأما العلاج الناجع فمن العلم وبالعلم وأول حرف في أبجديته تأسيس وإشاعة معرفة صحية وطبية هي من حق المجتمع يقينا .

ebn-aldeera@alkhaleej ae

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"