إلياس سحاب

هل كان العرب يحتاجون إلى زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق للمنطقة في الشهر السادس من هذا العام لقطاع غزة، وتفجعه الإنساني والسياسي على أطلال العدوان الذي تعرض له في الشهر الأول من هذا العام، والشهر الأخير من العام المنصرم، حتى يتذكرون هذه المنطقة المفجوعة من الوطن العربي..

ما من شك في أن فرصة إجراء دراسة موضوعية للعاصفة الانتخابية الصاخبة التي اجتاحت لبنان، واستخلاص عبرها السياسية الكبرى، بعد دراسة أدواتها أولاً، ونتائجها ثانيًا، ما من شك في أن هذه الفرصة كانت مستحيلة وغير متاحة قبل هدوء قعقعة السلاح الانتخابي.

منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي أوباما عن رحلته المقبلة إلى القاهرة في الرابع من يونيو/ حزيران، لالقاء خطاب تاريخي هناك يكون بمثابة رسالة أمريكية تاريخية موجهة إلى الدول العربية والإسلامية، وأعداد هائلة من الكتاب والمحللين والمعلقين السياسيين، في جميع أرجاء العالم، خاصة في أمريكا وأوروبا ..

ماذا يحدث للعرب، وللسياسة العربية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؟ يبدو الحراك السياسي العربي العام، خاصة في مجال الصراع السياسي الأساسي (الصراع العربي “الإسرائيلي”)، كأنه حراك لجسم بلا عمود فقري.

تبدو القضية الفلسطينية في هذه الأيام بأنها تمر في إحدى أشد مراحلها (منذ ستة عقود) تفككاً وخطورة، ويتبدى ذلك أكثر ما يتبدى وضوحاً إذا ما قارنا بين وضع القضية في ظروفها الفلسطينية والعربية والدولية الراهنة، وبين وضع القضية نفسها في مراحلها الأولى عندما انفجرت في أواخر عقد الاربعينات.