موجة بين أنهار المسرح العراقي

ذاكرة المستقبل
05:45 صباحا
قراءة دقيقتين

ويربط نينوى بالموصل جسر كالجسر القائم على دجلة في بغداد والحلة

(نيبور 18/3/1766)

هذا العراق غير الآمن، الآن بعد خمس سنوات على احتلاله من قبل أمريكا، بمساعدة مجموعة من السياسيين ورجال الدين والمثقفين العراقيين هو غيره في بداية شهر مارس/ آذار 1766؛ عندما كان على ترابه رحالة دنماركي، هو كارستن نيبور.

كتب نيبور في ذلك الوقت (راجع كتابه، رحلة نيبور إلى العراق في القرن الثامن عشر بترجمة الدكتور محمد حسين الأمين، ومراجعة وتعليق سالم الألوسي) ما يلي: ان السفر إلى الموصل عن طريق كركوك اربيل، أمين جداً حتى ان المرء لا يحتاج إلى انتظار سفر قافلة كبيرة ليرافقها.

فأين العراق الجديد من العراق القديم؟

وحتى لا نتوه بين ذكريات مؤلمة، ونصف سعيدة، وأخرى مدمرة، أقول انني سوف أستعير بعضاً مما كتبه زميلنا القاص المتقاعد: كمال لطيف سالم؛ بجريدة المدى البغدادية قبل عدة أيام، حول بدايات المسرح في العراق.

غير ان رحلة نيبور ومروره بمدينة الموصل، وحين يكون هذا المقال بين أيدي القراء، ستذكر الجسم الاعلامي العربي، قبل نظيره العراقي، بالجريمة التي طالت أربعة من كادر قناة الشرقية الفضائية، عندما تم اختطافهم، ثم قتلهم، بينما كانوا يستعدون لتقديم برنامج يتناول افطار العراقيين في شهر الخير بمدينة الموصل.

تعازينا لأسر زملائنا الأربعة، ونعلن تضامننا مع قناة الشرقية، حول حرية الرأي والضمير، ونثبت استنكارنا وشجبنا للاحتلال، ولكل من يتعاون مع سلطات الاحتلال.

وكان العراق، في زمن نيبور، ممثلاً من قبل الدولة العثمانية. وكان العديد من الرحالة الأجانب يقدمون اليه تحت تأثير ألف ليلة وليلة وأخبار أخرى، رغم المشاق والأوبئة، ومنها انتشار الكوليرا، التي تضرب الآن، وسط العراق وجنوبه.

قبل نيبور، كان رحالة ايطالي اسمه ديلافا ليه، قد زار العراق؛ ومر في مدينة الموصل؛ قادماً من حلب، وقطن في بغداد، حيث تزوج من شابة مسيحية، عراقية، اسمها: معاني، كانت تجيد القراءة والكتابة سنة 1610.

في الموصل، كما يقول زميلنا كمال لطيف سالم، كان عام 1750 هو عام نشور البذرة الأولى للفن المسرحي في العراق، ولكن كان ذلك في الموصل ضمن الاطار الديني.. ومن خلال المدارس المسيحية في بادئ الأمر.

نخلص من مقال زميلنا إلى ان أقدم مطبوع عثر عليه في تلك الفترة يشير إلى ثلاث مسرحيات، تحمل الأولى اسم: (مناجش) طبعت عام ،1880 والثانية باسم كوميديا آدم وحواء وكوميديا يوسف الحسن طوبيا.

ويخلص من هذه الخلاصة ، إلى خلاصة أخرى بقوله: ولربما كانت مسرحية (لطيف وخوشابا) لنعوم فتح الله السماري عام ،1893 هي أول مسرحية عراقية اجتماعية.

وفي مطلع الثلاثينات جاءت فرقة عطا الله (1931)، وفرقة يوسف وهبي (1933) إلى العراق، حيث قدمتا: اليتيمان وأولاد الفقراء.. وبعد، فليس كل من لبس عمامة، صار مفتياً.

[email protected]

www.juma-allami.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"