القمة و«دبلوماسيو المستقبل»

05:14 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

على الرغم من انتهاء الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات، التي تذوقنا من خلالها حلو الأفكار، وقوة المناقشات، وموضوعية طرح القضايا التي تشغل عقول المجتمعات، وجراءة القرارات والشراكات، فإنَّ أصداء القمة ما زالت تتردد في جنبات المشهد الإقليمي والعالمي؛ إذ طالت آثارها الإيجابية ونتائجها الممنهجة، القاصي والداني. وسجلت المتابعات حول العالم أكثر من 5 مليارات و92 مليون مشاهدة في ليلة الختام.
لم تقتصر القمة على استضافة أكثر من 158 دولة، و12 رئيساً، ورؤساء وزراء، ووزراء وشخصيات مهمة من مختلف دول العالم، بل كانت منصة جمعت عدداً من «دبلوماسيّي المستقبل» من المواطنين الشباب، الذين يدرسون في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، تلك المؤسسة المرموقة التي جمعت المميزات «الأكاديمية والبحثية والعملية»، لتزوّد دبلوماسيِّي «الحاضر والمستقبل» في الإمارات، بالمعارف والمهارات التي تتيح لهم خدمة وطنهم بصورة فاعلة.
رأيناهم شباباً أعمارهم صغيرة، ولكن عقولهم واعية مستنيرة، ومدركة ماذا تريد، وإلى ماذا تتطلع، ووجدناهم ملتزمين بمتابعة المناقشات والجلسات، والاستفادة من استراتيجيات التطوير المطروحة من قبل قادة العالم في شتى المجالات، كأنهم طلاب في صفوف لا يدخلها إلا الأذكياء.
حلقت طموحاتهم في سماء المستقبل، وكانت أبرز أحلامهم أن يكونوا جزءاً فاعلاً في هذا الحدث العالمي الكبير، فلم ترضَ أمانيهم بمجرد المتابعة والمشاهدة والاستفادة من الفعاليات، بل تطلعوا إلى أدوار أكبر وأسمى، وتمنوا أن يكونوا محوراً رئيسياً، يُستعرَض من خلاله تاريخُ الدبلوماسية الإماراتية التي بهرت العالم، و أن يشاركوا في الجلسات بالرأي والحوار وطرح المقترحات.. ولماذا لا؟
فهم يعتبرون حياتهم «مهمة وطنية» ينبغي تسخيرها لخدمة بلادهم ورفعتها، محلياً ودولياً، وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية، كسفراء يمثلون وطنهم في المحافل الدولية والإقليمية.
وعدناهم أن تصل رسالتهم إلى المسؤولين، وها نحن اليوم نحملها بمحتوى أمانيهم وأحلامهم، للقائمين على إعداد القمة، فلماذا لا نستفيد من حماسهم وأفكارهم الخلابة وثقافتهم، في صياغة «حوار الدبلوماسيين» بمشاركة أقرانهم في دول العالم ضمن فعاليات القمة المقبلة ؟ لعلنا نجد لديهم ما يضاف إلى الدبلوماسية المستقبلية.
إن معايشة الواقع الدبلوماسي لبضع ساعات، تنعكس إيجابياً على أدوار سفرائنا في المستقبل، لاسيما أن تشبعهم برصيد وافٍ من المعلومات والبيانات والمعارف يشكل لديهم قاعدة فاعلة، يستطيعون من خلالها الاستفادة في شتى المجالات، فالقمة باتت منصة عالمية قادرة على أن تتيح لهم فرص التواصل مع القادة في مختلف دول العالم بمنهجية مطوّرة ومتجددة، فتاريخ القمة عظيم، وتاريخ الدبلوماسية الإماراتية أعظم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"