عادي

رئيس الغرفة العربية البرازيلية لـ«الخليج»: واردات اللحوم للإمارات تتجاوز مليار درهم

16:58 مساء
قراءة 4 دقائق
روبنز حنون

دبي: فاروق فياض

قال روبنز حنون، رئيس «الغرفة التجارية العربية البرازيلية» إن الصادرات البرازيلية من المنتجات الغذائية لدولة الإمارات حققت نمواً ملحوظاً في الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني حتى أغسطس/آب 2020، على الرغم من تداعيات انتشار جائحة فيروس «كورونا» المستجد.
وأضاف حنون: حققت صادرات البرازيل من المواد الغذائية نمواً بقيمة 2.2 مليار درهم؛ «590 مليون دولار أمريكي» خلال الفترة من يناير إلى أغسطس من هذا العام، في مؤشر على الأداء القوي لهذا القطاع، وكفاءة القدرة الإنتاجية للبرازيل. وعلى صعيد العلاقات التجارية بين البرازيل والإمارات، تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً في المركز الرابع على قائمة أهم الوجهات العالمية لصادرات المواد الغذائية البرازيلية.
وأوضح حنون في حوار مع «الخليج»: شكلت اللحوم ومنتجاتها أهم الصادرات الغذائية من البرازيل إلى دولة الإمارات خلال الفترة من مَطلع العام الحالي 2020 لغاية شهر أغسطس، وبقيمة بلغت 1.05 مليار درهم؛ «286 مليون دولار أمريكي»، بما في ذلك اللحوم البقرية المُجمَّدة والتي وصلت قيمة صادراتها إلى 242 مليون درهم؛ «66 مليون دولار أمريكي» واللحوم البقرية الطازجة والمبردة بقيمة 118 مليون درهم؛ «32 مليون دولار أمريكي». وحل سكر القصب وسكر البنجر والسكروز النقي كيميائياً في المرتبة الثانية؛ حيث سجلت قيمة صادرات هذه المنتجات من البرازيل إلى دولة الإمارات 481 مليون درهم «131 مليون دولار» متبوعة بالقهوة بقيمة 30 مليون درهم؛ «8 ملايين دولار أمريكي».

علاقات وطيدة

وتابع حنون: تحرص «الغرفة التجارية العربية البرازيلية» على تنسيق جهودها ومبادراتها على صعيد المنطقة مع حكومة دولة الإمارات، ويلعب مكتب تمثيل الغرفة في إمارة دبي دوراً مهماً في هذا الصدد. وقد أسهم التعاون الثنائي في تنفيذ العديد من المبادرات الرامية للإضاءة على التحديات الراهنة وطرح الحلول للتعامل معها، والتنويه بالفرص الاقتصادية والاستثمارية التي تتيحها الشراكة بين البرازيل والدول العربية. ونأمل تعزيز قنوات التواصل بين الجانبين بما يصب في مصلحة العلاقات التجارية بين البرازيل والإمارات والدول العربية عموماً.

تواصل مستمر

وأشار حنون إلى أن الغرفة التجارية العربية البرازيلية تواصل تنظيم سلسلة من الندوات والملتقيات الحوارية الافتراضية بمشاركة أصحاب القرار وكبار المسؤولين والشخصيات ورجال الأعمال العرب والبرازيليين، وتلعب هذه الجلسات الحوارية دوراً مهماً في تعزيز آفاق الشراكات البرازيلية العربية، وتسليط الضوء على فرص ومجالات تطوير هذه الشراكات. كما قامت الغرفة بإحداث لجنة افتراضية؛ لتلقي الطلبات الواردة من الدول العربية، وأطلقت «مختبر الغرفة التجارية العربية البرازيلية؛ لتحفيز الابتكار في مجال الأعمال والتكنولوجيا بين العالم العربي والبرازيل».
وتعتزم الغرفة التجارية العربية البرازيلية، استضافة المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي في نسخته الافتراضية الأولى في الفترة من 19 إلى 22 أكتوبر 2020، في إطار مساعي الغرفة لتعزيز قنوات الاتصال وجسور التعاون بين الشركات والمؤسسات الاقتصادية ورواد الأعمال والمستثمرين في الدول العربية والبرازيل، بما يُسهم في دفع مسيرة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العالم العربي من جهة، ودول أمريكا الجنوبية عموماً والبرازيل خصوصاً من جهة أخرى.

تداعيات

وعن تداعيات انتشار «كورونا» في البرازيل ومدى تضرر الصناعات والاقتصاد البرازيلي؛ قال حنون: لا شك بأنَّ تفشي الجائحة حول العالم قد أثر في أداء اقتصادات مُختلف الدول. وعلى صعيد صناعات الأغذية البرازيلية، يعتبر تأثير الجائحة محدوداً؛ حيث يستمر الإنتاج بوتيرة طبيعية. ولم تشهد سلاسل الإمداد أي انقطاع، سواء كان ذلك داخل البلاد أو بالنسبة للصادرات إلى الخارج، بما فيها صادرات الأغذية إلى الدول العربية.
وحرصت الجهات المعنية في البرازيل، وعلى رأسها وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والتموين، على ضمان استمرارية توافر المنتجات الغذائية في الأسواق. وفي هذا الصدد، يواصل المسؤولون وصانعو القرار في البرازيل تأكيد وفرة المواد الغذائية والمنتجات الزراعية والحيوانية في المتاجر ومرافق البيع.

استمرارية

وتابع حنون: تؤكد التقارير الرسمية وفرة المخزون وغزارة الإنتاج، وقدرة شركات الأغذية البرازيلية على تلبية الطلب في الأسواق داخل البلاد وخارجها. وقد بدأت حركة الصادرات بالعودة لزخمها عالمياً مع تخفيف القيود على الملاحة الدولية، وفتح الموانئ أمام السفن، وتحريك أساطيل الشحن بعد إيقاف مُعظمها خلال ذروة تفشي الجائحة. ويمكننا القول إنَّ حركة التصدير والشحن تسير بوتيرة أفضل، باستثناء بعض المعوقات اللوجستية المحدودة الناجمة عن التدابير الوقائية.
وشدد حنون على قدرة شركات الصناعات الغذائية في البرازيل على المحافظة على الوتيرة العالية للإنتاج، مع التقيد بتدابير الوقاية والسلامة، والالتزام بالإرشادات الصحية الصادرة عن الجهات المعنية في البرازيل، وتبني أفضل الممارسات العالمية؛ لضمان سلامة المحاصيل الزراعية ومنتجات الثروة الحيوانية. وستواصل البرازيل لعب دورها الحيوي في ضمان استمرارية سلاسل الإمداد واستقرار حركة العرض والطلب في الأسواق العالمية؛ حيث تعد البلاد أحد أكبر صانعي ومصدري المنتجات الغذائية والزراعية ولحوم الأبقار والدواجن على مستوى العالم؛ بفضل اتساع رُقعة الأراضي المزروعة، والخبرة الكبيرة للشركات البرازيلية العاملة في هذه المجالات، وتسخير التقنيات الحديثة والبنية التحتية القوية؛ لتعزيز أداء هذا القطاع.

عرض وطلب

وفيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية عالمياً، قال حنون: هي تتأثر بالعرض والطلب كما هو حال سائر القطاعات الأخرى. وخلال ذروة تفشي الجائحة حول العالم، عمدت العديد من الدول إلى زيادة مخزونها الاستراتيجي والتركيز أكثر على الأسواق الداخلية، الأمر الذي أثر في الأسعار عالمياً بطبيعة الحال. ومن المتوقع أن تميل الأسعار نحو الاستقرار مع تحسُّن التوازن في العرض والطلب والعودة إلى الوتيرة المعهودة لأنشطة التجارة الدولية وتبادل السلع والبضائع، لا سيما مع فتح الحدود بين الدول وعودة الموانئ للعمل بطاقتها القصوى. وكما ذكرنا سابقاً فقد حافظ الإنتاج في البرازيل على مستوياته، ولا تزال الشركات البرازيلية قادرةً على تلبية الطلب محلياً وعالمياً، والمساهمة في تحقيق التوازن في الأسواق الدولية.

شريك استراتيجي

وأكد حنون قدرة البرازيل على سد أيَّة فجوات بين العرض والطلب، وتلبية احتياجات الأسواق الخارجية من المواد الغذائية، لا سيما دولة الإمارات العربية المتُحدة التي تُعد شريكاً تجارياً مهماً للبرازيل. وليس لدينا أدنى شك بقدرة البرازيل على تلبية أي زيادة مفاجئة في الطلب وزيادة طاقتها الإنتاجية؛ حيث تتميز البلاد بوفرة الثروة الحيوانية واتساع المساحات المزروعة وقوة البنية التحتية الداعمة لقطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية، فضلاً عن إمكانية إضافة مساحات أخرى غير مزروعة إذا تطلب الأمر ذلك لزيادة الطاقة الإنتاجية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"