عادي

وول ستريت بين النتائج والتحفيز ومعركة البيع على المكشوف

22:47 مساء
قراءة 4 دقائق
1

إعداد: هشام مدخنة

قد تكون أخبار نتائج «أمازون» و«ألفابيت»، وتقرير الوظائف المهم لشهر يناير/كانون الثاني، ونقاشات واشنطن حول التحفيز، أحداث مهمة للأسواق خلال الأسبوع الجاري، لكن من غير المرجح أن يحظى أي منها باهتمام أكثر من الضغوط القصيرة التي يقودها مستثمرو التجزئة على صناديق التحوط للبيع على المكشوف  شهدت الأسهم أسبوعاً صعباً، حيث انخفض مؤشر «إس أند بي» بنسبة 3.3% إلى 3714 نقطة. وبلغت نسبة انخفاضه على مدار الشهر 1.1%، أي أن يناير هو أول شهر سلبي ل «ستاندرد أند بورز» منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وهو بذلك يوجه تحذيراً لهذا العام، وفقاً لمقولة وول ستريت القديمة.

قال ستيف ماسوكا، العضو المنتدب في «ويدبوش سيكيوريتيز»: «ليس غريباً أن نشهد نوعاً من التراجع، بعد منحنى مستقيم منذ أكتوبر».

قد يظل طريق التداول وعراً في الأسبوع الحالي، حيث يكافح «إس أند بي» للثبات فوق حاجز ال 3716، المتوسط المتحرك ل 50 يوماً، والمستوى الفني الرئيسي الذي يُنظر إليه على أنه داعم مهم.

وقال بيتر بوكفار، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة «بليكلي» الاستشارية: «هذه هي المرة الأولى التي نصل فيها إلى المتوسط المتحرك لمدة 50 يوماً منذ أوائل نوفمبر/تشرين الثاني». معتبراً أنه مستوى مهم وخطوة محورية للأمام يرتكز عليها السوق للارتداد مرة أخرى.

وأضاف بيتر، «عقلية الشراء في القاع لا تموت بسهولة، ولكن إذا كسرت ال 50 يوماً، فهذا ينذر بشيء آخر».

الضغط القصير ظاهرة مؤقتة

يرى ماسوكا وآخرون تأثيراً ضئيلاً على السوق الأوسع بسبب ظاهرة المستثمرين الأفراد الذين يلهثون وراء الأسهم التي يتم بيعها على المكشوف من قبل كبار المستثمرين. حيث أنه وبدافع من التداول بدون رسوم، أنشأ مستثمرو التجزئة موجة من التداول في أسهم متاجر ألعاب الفيديو «جيم ستوب»، وغيرها من الأسماء الأكثر بيعاً على المكشوف، مثل «إيه.إم.سي إنترتينمينت». ونظرياً، إذا ارتفعت الأسهم فسيتعين على تلك الشركات شراء الأسهم لتغطيتها، ما يؤدي إلى دفع السعر إلى الأعلى فيما يسمى ب «الضغط القصير».

كانت «جيم ستوب» بمثابة الحدث الصغير والأهم لتلك التجارة في الأسبوع الماضي. حيث أغلقت أسهمها على ارتفاع بنسبة 68% يوم الجمعة، ما رفع مكاسب الشركة للأسبوع إلى 400%. وعليه، سجلت أسهم متاجر التجزئة أعلى مستوى لها عند 483 دولاراً في 28 يناير/كانون الثاني الجاري.

ووصف ماسوكا التداول في «جيم ستوب» وغيرها من الأسهم التي تباع على المكشوف بالظاهرة قصيرة الأجل، حيث أنه لا يوجد الكثير من الأسهم التي يتم بيعها على المكشوف. مرجحاً أن المستثمرين ربما يبحثون عن أسماء جديدة.

حظيت قصة الضغط القصيرة باهتمام واسع في وسائل الإعلام والقنوات الإخبارية ومن البيت الأبيض والمشرعين من كلا الحزبين الذين يتوقون إلى النظر في حقيقة أن «روبن هود» وغيرها من الوسطاء عبر الإنترنت قامت بتقييد التداول بأهم الأسماء على المكشوف عندما كان التداول في أوجه. في حين قالت شركة «روبن هود» إنها استجابت لقواعد هيئة الأوراق المالية والبورصات بشأن متطلبات صافي رأس المال وودائع المقاصة التي يتعين على الوسطاء الامتثال لها.

المستثمرون الشباب

كان الأسبوع الماضي الأكثر ازدحاماً بالنسبة للنتائج مع تسجيل 82% من الشركات أرباحاً فصلية أفضل من المتوقع. وقال ليو جروهوسكي، كبير مسؤولي الاستثمار في «بي إن واي ميلون ويلث»، إنه ربع سنوي جيد حقاً، ولكن من الواضح أن أخبار الضغط القصير ومزيج التقييمات المتطلبة طغت على النتائج. واعتبر ليو أن الأساسيات تبدو مشجعة للمستثمرين.

توقع المحللون الاستراتيجيون حدوث تراجع في الجزء الأول من العام، ويقول الكثيرون إنه سيصبح فرصة للشراء. وفي المناوشات الأخيرة في معركة استمرت عدة أيام، باعت صناديق التحوط مراكز طويلة في الأسهم، لكن شركات مثل مورجان ستانلي وباركليز تقول إن إلغاء الرافعة المالية ليس من المرجح أن يكون له تأثير كبير على أسعار الأسهم. أما بالنسبة للمستثمرين الذين ينتهي بهم الأمر بالشراء في نهاية فترات الضغط القصيرة، فقد يشعرون ببعض الألم.

وقال جروهوسكي: أعتقد أن هذا النوع من التداول ذي الاتجاه الواحد لن ينتهي بشكل جيد، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يأتون متأخرين إلى الحفلة. والحاصل حالياً هو جزء من هذا الموضوع. مشيراً إلى أن «جيم ستوب» لا تستحق ما يتم تداوله اليوم. وأن قيمة الشركة في نهاية المطاف مهمة ومدفوعة بالأساسيات. لكن هذه الاضطرابات والتقلبات في القيمة سيتم تصحيحها وسيتضرر الكثير من ذلك.

بالمقابل اعتبر جروهوسكي أنه من المشجع أن تكون الزيادة في نشاط التجزئة مدفوعة بالمستثمرين الشباب.

وأضاف: أردنا لجيل الشباب أن يكون أكثر اهتماماً بالأسواق المالية والاستثمار في الأسهم، وأعتقد أنه من الجيد التفكير في الطريقة التي ينظر بها هذا الجيل إلى الاستثمار وفقاً لقواعدهم، لا قواعد المشاركين التقليديين في السوق. أعرف أن الكثير من ذوي الخبرة في السوق لم يتوقعوا أن تكون الأمور على هذا النحو، ولن يكون مجرد نوع من تشويه الأسواق يحدث لمرة واحدة.

في جانب متصل، يتوقع جروهوسكي أن يحظى تقرير الوظائف لشهر يناير ببعض الاهتمام يوم الجمعة، ومن المرجح أن يكون أضعف مع إضافة 50 إلى 60 ألف وظيفة فقط. وقال إن الأسواق ستراقب أيضاً التقدم الذي أحرزته مناقشات التحفيز في واشنطن، حيث ارتفعت التقييمات بناءً على توقعات حزمة قادمة قريباً اقترحها الرئيس جو بايدن ب 1.9 تريليون دولار، لكن الجمهوريين لم يوافقوا على ذلك حتى الآن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"