عادي
إجراء مهم مع عودة الطلاب إلى المدارس تدريجياً

تطعيم الأطفال.. خطوة على طريق الوصول إلى المناعة الجماعية

02:19 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي

التطعيمات تبدأ في حياة الطفل، وهو لا يتعدى بضعة أسابيع، وقائمة التطعيمات تشمل عدداً من الأمراض. وأخيراً بدأت دول عدة، ومنها الإمارات، بتقديم لقاح «كورونا» للأطفال بين 12 و15 سنة، بعد أن أجازت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الاستخدام الطارئ للقاح «فايزر» وبناءً على اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وموافقتها على الاستخدام الطارئ للقاح ليشمل الفئة العمرية بداية من 12 عاماً فما فوق، تماشياً مع الخطة الوطنية للتطعيم.

فما أهمية ذلك؟ وهل يعدّ التطعيم مهماً في ظل عودة الطلاب إلى المدارس تدريجياً خلال العام المقبل؟ وهل اعتماد الجهات الصحية في الدولة الاستخدام الطارئ للقاح «فايزر» للفئة العمرية بين 12 و15 سنة سيسهم في الوصول للمناعة الجماعية ؟ وكيف سيؤثر حصول تلك الفئة على التطعيم في حماية أسرهم؟

بدأت هيئة الصحة في دبي، تسجيل مواعيد تطعيم لليافعين بين (12 و15) عاماً، ضد «كورونا»، وحددت الأوليات لهذه المرحلة العمرية التي تتضمن من يعانون أمراضاً مزمنة، ومن يقيمون مع المسنين أو يعيشون مع الذين تحول ظروفهم الصحية دون أخذ اللقاح، وتتوافر خدمة التلقيح لهذه الفئة في: مستشفى لطيفة للنساء والأطفال، ومستشفى حتا، ومركز المزهر الصحي، ومركز زعبيل الصحي، ومركز البرشاء الصحي. ويمكن حجز المواعيد في هذه المواقع عبر تطبيق هيئة الصحة بدبي DHA، إلى جانب توافر خدمة التطعيم في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، ويكون الحجز بالتواصل المباشر مع المستشفى.

وأوضحت الهيئة أنها ماضية في حملتها الموسعة لتحصين جميع المستهدفين في المجتمع، وتعزيز مقومات الأمن الصحي، ومن ثم المساهمة في تسريع خطوات التعافي، ضمن خطة استراتيجية، تنفذها بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية وذات العلاقة.

قرار مهم

أكد الدكتور عثمان البكري، الرئيس التنفيذي للمستشفى الدولي الحديث في دبي، أن قرار دولة الإمارات، بالسماح بحصول الأطفال من عمر 12 إلى 15 على اللقاح، في غاية الأهمية، فقد حققت دولة الإمارات إنجازات استثنائية في التعامل مع تداعيات الفيروس، حيث نجحت حكومتنا الرشيدة في تحويل التحديات إلى فرص ونجاحات، لتؤكد أن دولتنا تمضي بخطى ثابتة وواثقة نحو التعافي، مرتكزة على منظومة عمل وطنية تشاركية بين مختلف المؤسسات.

وقال: بناء على رؤية القيادة الرشيدة للخمسين عاماً القادمة، لابتكار منظومة حكومية أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع متغيرات المستقبل، يحرص القطاع الصحي على أن نكون جزءاً فاعلاً ورافداً للجهود التي تبذلها حكومة الإمارات، بالعمل على إرساء منظومة رعاية صحية متكاملة، وفق أعلى المعايير العالمية، ما أدى إلى تحقيق نقلة نوعية في مستويات الخدمات الصحية برؤية مستقبلية، للوصول إلى أفضل الأنظمة الصحية المستدامة وفق أعلى معايير الجودة العالمية.

وأضاف: في الإمارات، أظهر التعامل الناجح للقطاع الصحي مع أزمة «كورونا»، درجة الجاهزية العالية التي يتمتع بها هذا القطاع، بما يؤكد أن الإمارات ماضية بقوة وثبات في مسارها نحو تحقيق الريادة العالمية، حتى في ظل الأزمات والتحديات.

مكافحة الوباء

وقالت الدكتورة فاطمة سعد، استشارية طب الأطفال في المستشفى الأمريكي دبي، إن سماح الجهات الصحية في الدولة للأطفال من عمر 12 إلى 15 عاماً بتلقي اللقاح، خطوة مهمة على طريق مكافحة الوباء وتأكيد نهج الإمارات الاستباقي، والاهتمام بالصحة والسلامة، إذ سيعمل هذا القرار على توسيع التطعيم ليشمل فئات عمرية أصغر، بهدف الوصول إلى المناعة المكتسبة في أقرب وقت ممكن، بما يقربنا من العودة إلى الحياة الطبيعية الكاملة والسيطرة التامة على الجائحة وتداعيتها.

وأشارت إلى أن السماح لهذه الفئة العمرية من الأطفال، بأخذ اللقاح، جاء بناء على نتائج الدراسات السريرية والتقييم الصارم المتبع، لتصريح الاستخدام الطارئ والتقييم المحلي الذي يتوافق مع اللوائح المعتمدة، وجميعها أظهرت فاعلية جيدة وممتازة واستجابات قوية للأجسام المضادة. مشيرة إلى أن تلك الخطوة سترفع أعداد المطعمين في الدولة وستؤدي إلى زيادة المناعة كثيراً. كما أنها خطوة مهمة، خصوصاً أن هذه الفئة العمرية هي من الطلاب، ما سيسهل العملية الدراسية في المدارس، مع عودة الطلاب إلى صفوفهم تدريجياً ثم تماماً، خلال العام القادم بكل ثقة وأمان، من دون أية مخاوف.

وذكرت أنه رغم قلة الإصابات بين الأطفال، فقد يكونون مصدراً لنقل العدوى لأسرهم، وخصوصاً من المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، ومن ثم فإن التطعيم يعد الخيار الأفضل لصحة الجميع وسلامتهم. مشيرة إلى أهمية زيادة حملات التوعية والتثقيف للجمهور بأهمية تطعيم من 12 إلى 15 عاماً، لا سيما أن هناك بعض الأسر قد تتخوف من تطعيم أبنائها في الوقت الحالي.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات نجحت حتى الآن في تقديم أكثر من 12 مليون جرعة من اللقاحات للسكان في جميع أنحاء الدولة. ومع اعتماد وزارة الصحة ووقاية المجتمع الاستخدام الطارئ للقاح «فايزر» للفئة العمرية الجديدة، سيسهم في زيادة أعداد المطعمين من المواطنين والمقيمين كثيراً، بما يساعد على الوصول إلى المناعة الجماعية المكتسبة في أقرب وقت ممكن.

تعزيز المناعة

وأكدت الدكتورة سارلا كوماري، أخصائية في مرض السكري في المستشفى الكندي التخصصي، أن التطعيم يعد ذا أهمية كبيرة في إبطاء وتيرة انتشار الفيروس، والوصول إلى المناعة الجماعية؛ فاللقاحات تحاكي المناعة التي يخلقها الجسم لمحاربة المرض.

وقالت: اللقاح لمن هم بين 12 و15 خطوة جيدة وحكيمة من الجهات الصحية المعنية، التي افتتحت بالفعل في كثير من المراكز باب التسجيل لهؤلاء، لتلقي لقاح فايزر. نقترب حالياً من موسم الصيف وهذه المرحلة يمكننا استغلالها في تعزيز مناعة هذه الفئة العمرية، لتصبح أكثر استعداداً للعودة بأمان إلى التعليم الطبيعي المعتاد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"