عادي

اكتشاف كنز من العملات الفضية في مليحة

17:14 مساء
قراءة دقيقتين
FSWfssf
  • د.صباح جاسم: بعثة الهيئة وجدته في جرّة

عثرت البعثة المحلية لهيئة الشارقة للآثار، على جرة قديمة مملوءة بالكثير من العملات التي كانت تسك في الجزء القديم من موقع مليحة. تعود المكتشفات إلى القرن الثالث قبل الميلاد تقريباً، حيث كانت المنطقة تسك عملاتها المعدنية الخاصة، المستوحاة من عملات الإسكندر، وخلفائه السلوقيين. 
وقال د.صباح عبود جاسم، مدير عام الهيئة، عن مكونات الكنز الأثري، الذي اكتشف أثناء عملية المسح والتنقيب في منطقة مليحة في فبراير/شباط الماضي: «إن فريق المسح الأثري المحلي في الهيئة عثر على جرَّة فخارية وكان وزنها ثقيلاً، ما دعا إلى التفكير بأنَّها تضم شيئاً نادراً، فقد وصل الوزن إلى تسعة كيلوجرامات، ومن ثمَّ بادر الفريق إلى إجراء عملية الفتح والبحث عن هذه المكونات بعد نقل الجرَّة إلى الهيئة، حيث فحصت، وأخرج الرمل منها، وتبين بعد البحث والتدقيق، وجود عملات فضية من فئة الدراخما الرباعية».
سجَّلت الهيئة ملاحظاتها الأولية على هذا الكنز، وتبين أن العدد الإجمالي للعملات المكتشفة يصل إلى 409 عملات، فئاتها يتراوح وزنها بين 16جراماً و17 جراماً، أمّا مادة العملة، فكانت من الفضة.
التصنيف حسب القالب، يظهر أن القوالب ذات الوجه الواحد عددها 387 عملة، أمّا ذات الوجهين، فعددها يصل إلى 22 عملة.
ظهر من خلال البحث أن مجموعة من العملات المكتشفة في الجرة، من العملات التي عرفت في السابق، إذ اعتبرت هذه المجموعة الأكبر من المجموعات التي اكتشفت في منطقة الخليج العربي؛ إذ لم يسجل مثل هذا العدد في الماضي، والبعض منها يعتبر من الإصدارات الجديدة بين عملات مليحة المكتشفة.
يذكر أن كنزاً من الفترة نفسها اكتشفته في البحرين في 1970م البعثة الدنماركية، وعدد عملاته كان 309 عملات، مسكوكة من الفضة.

dadada

مليحة في التاريخ
من المعلوم أن مدينة مليحة، تُعدّ من أهم مواقع شبه الجزيرة العربية في فترة ما قبل الإسلام، وهي واحة تقع في وسط إمارة الشارقة، وأصبحت في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد مركزاً تجارياً كبيراً للقوافل المارة على الطريق، من شمال وجنوب شبه الجزيرة العربية.
أكد شاهد القبر المكتشف في مليحة، الذي يؤرخ إلى أواخر القرن الثالث قبل الميلاد، وجود مملكة عُمان، وكانت مليحة على الأرجح عاصمة لها. وتعتبر مليحة أهم مجتمع مزدهر في المنطقة، اعتمدت على قوتها الاقتصادية، في مد نفوذها التجاري إلى ممالك شبه الجزيرة العربية، ومدن البحر الأبيض المتوسط، وادي الرافدين، بلاد الشام، وبلاد فارس، حتى وصلت إلى المناطق الشمالية الشرقية من أفغانستان، ووادي السند، وهي ما كانت تعرف في الماضي بـ «مملكة كوشان». والمجموعة الكبيرة من مقابض جرار الأمفورا المستوردة من جزيرة رودس، تعتبر دليلاً مهماً على هذه التجارة.
كما تميزت مملكة مليحة بانفرادها في المكتشفات، إذ تعتبر جرة الأمفورا ذات التزجيج الأسود، الجرَّة الوحيدة المعروفة في العالم، وتعود بفترتها إلى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد.
عرفت مليحة الكتابة، من خلال ما اكتشف فيها من نقوش متنوعة، وهي: نقوش جنوبية عربية، نقوش آرامية، ونقوش لخط الزبور، وهو نوع من أنواع خطوط المسند. 

adfsfs
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"