عادي

برونزية أسعد تضيء شمعة وسط الظلام

15:21 مساء
قراءة دقيقتين
DAasda

«مبروك» الكلمة الأكثر تداولاً في سوريا

استبدل السوريون تحيتي الصباح والمساء بكلمة «مبروك»، لفرط فرحتهم بإنجاز الربّاع معن أسعد، الذي نجح الأربعاء في خطف برونزية وزن +109 كلغ في أولمبياد طوكيو، منهياً جفافاً أولمبياً استمر 17 عاماً.
وأهدى أسعد، بلاده أول ميدالية منذ أولمبياد أثينا 2004 برفعه 190 كلغ خطفاً و234 نتراً (مجموع 424 كلغ)، ليحل ثالثاً وراء الجورجي لاشا تالاخادزه، الذي حطم الرقم العالمي مسجلاً 488 كلغ والإيراني علي داودي (441 كلغ).
وبالتالي، كسر أسعد حاجز الميداليات الثلاث التي حصلت عليها سوريا في تاريخ مشاركاتها السابقة في الألعاب الأولمبية، رافعاً الحصيلة إلى أربع.
كانت تلك البرونزية أشبه بإضاءة شمعة وسط ظلام الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
وإلى جانب الحرب والأزمة الاقتصادية، تغرق معظم المدن السورية في ظلام دامس نتيجة ساعات التقنين الكهربائي لفترات طويلة والتي تزداد في فصل الصيف.
حرم هذا الانقطاع كثيرين من متابعة المنافسات الأولمبية، غير أن بعضهم وجد ضالته في المقاهي التي تمتلك مولدات وشاشات عرض كبيرة، فيما لجأ البعض الآخر إلى المتابعة عبر هواتفهم.
أصيب السوريون بخيبات أمل متتالية نتيجة خروج «أبطالهم» مبكراً من المنافسات، أمثال لاعب الوثب العالي مجد الدين غزال، ولاعبة كرة الطاولة أصغر مشاركة في طوكيو هند ظاظا (12 عاماً).
لكن الختام كان مسكاً، كما يقول سوريون كثيرون، ومنهم البطل السابق في رفع الأثقال مصطفى أبو عجيب، الذي اعتبر أن برونزية أسعد «مهمة جداً، وهي تعكس ضرورة الاهتمام بالألعاب الفردية وتوفير الظروف المناسبة لإعداد أبطالها».
 نكهة خاصة
 من جهته، أشاد رئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا فراس معلا، بإنجاز أسعد، الذي كان نتيجة للإعداد الجيد وتوفير كل مستلزمات النجاح. وكان أول رد فعل على فوز أسعد من قبل الاتحاد، هو تخصيص مكافأة مالية له ولمدربه وشقيقه قيس، قدرها 25 مليون ليرة لكل منهما (نحو ثمانية آلاف دولار). كما أعلن نادي الوحدة الدمشقي، عن تخصيص مكافأة مالية للشقيقين من دون ذكر قيمتها.
من جهته، يرى بطل سوريا السابق برفع الأثقال رئيس الاتحاد الرياضي في الثمانينات سميح مدلل، أن فوز أسعد هو إنجاز فريد من نوعه في رياضة رفع الأثقال في سوريا. وقال أسعد بعد تتويجه: هذا الوسام له نكهة خاصة بعد غياب طويل.
وشارك أسعد في الألعاب الحالية بعد تخلصه من أوجاع كتفه التي تلت مشاركته في بطولة آسيا في أوزبكستان في إبريل الماضي، عندما حقق ثلاث فضيات برقم قياسي محلي قدره 433 كلغ (195 خطفاً و238 نتراً).
وأضاف أسعد، الذي حمل صورة شقيقه خلال تتويجه: «أخي شهيد وكان ربّاعاً. أقسمت من اليوم الذي استشهد فيه أن أهديه هذه الميدالية».
من جهته أشاد قيس، شقيق ومدرب أسعد بالإنجاز، وقال: إنه «كبير على الرغم من الظروف الصعبة والحرب التي يعيشها شعبنا وبلدنا منذ عشر سنوات». وكانت سوريا شاركت في أولمبياد طوكيو ببعثة صغيرة من خمسة لاعبين ولاعبة واحدة في كرة الطاولة والسياحة والفروسية والترياثلون وألعاب القوى ورفع الأثقال، أخفقوا جميعهم، باستثناء سعد، في تحقيق نتائج إيجابية.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"