عادي

«فروة».. جزيرة ليبية يُهدِّدها التلوث والصيد غير المشروع

23:11 مساء
قراءة دقيقتين

يتهدد التلوث والصيد البحري غير المشروع جزيرة فروة الليبية المعروفة بحياتها البرية الغنية، وبكونها ملجأ لطيور النحام الوردي وللسلاحف، وسط سعي ناشطين بيئيين إلى إنقاذها.

في أقصى غربي ليبيا وعلى بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود التونسية، يكون الزوار على موعد مع مناظر تشبه البطاقات البريدية في ما يمثّل شبه جزيرة عند انخفاض المد، وجزيرة عند ارتفاعه، تحوي مياهاً نقية ورمالاً ناعمة، وتمتد على مساحة 470 هكتاراً ينتشر فيها النخيل البري وأنواع شتى، مثل السلاحف وطيور النحام.

شكلت هذه الجزيرة غير المأهولة وجهة مميزة للرحلات المدرسية لعقود من الزمان، وهي تصير في الربيع واحداً من مواقع الانطلاق النادرة في ليبيا للطيور المهاجرة التي تستعد لعبور البحر الأبيض المتوسط.

وقال فوزي دهان من جمعية بادو البيئية: «يزور الجزيرة عشرات السياح المحليين في نهاية كل أسبوع تاركين القمامة وراءهم، ويضاف إلى ذلك مجمع أبو كماش للصناعات الكيميائية الذي يقع على مقربة من الجزيرة، وظل لسنوات يسكب معادن ثقيلة مثل الرصاص. وعلى الرغم من إغلاقه قبل بضع سنوات، فإن الأثر لا يزال ملموساً».

ويتنامى الخوف لدى المدافعين البيئيين عن الجزيرة في ضوء عمليات الصيد الكثيفة وغير المنظمة. ويقول دهان، إن الصيادين الذين يأتون من زوارة على مسافة 40 كيلومتراً «لا يحترمون شيئاً، يصطادون دوماً بطرق غير قانونية ويمارسون أساليب الصيد بالمتفجرات».

وتبرز السلحفاة البحرية المسماة «كاريتا كاريتا» التي ترمز إلى الجزيرة لكثرة وجودها في محيطها، من بين أولى الضحايا. ويقول دهان: «يتم صيد السلاحف في بعض الأحيان في شباك الصيد عندما لا يقتلها الصيادون الذين يخافون عضاتها».

وتسعى جمعية بادو أيضاً، إلى إنقاذ أكبر عدد ممكن من البيض، بما يشمل حماية الأعشاش من الحيوانات المفترسة واللصوص الذين يبيعون البيض بأسعار مرتفعة.

ويزور الباحث في علم الآثار شوقي معمر، الموقع بانتظام، ويُعرب عن قلقه بشأن مستقبل الجزيرة على الرغم من اهتمامه الأساسي بماضيها البعيد، بعد العثور فيها على أدوات من العصر الروماني ومقابر وفرن.

ويعيد الباحث مخاوفه إلى التلوث وآثار مجمع الصناعات الكيميائية الذي كان يشكّل «كارثة بيئية على المنطقة»، فضلاً عن «ارتفاع مستوى سطح البحر».

ويحذر معمر من «خطر الغمر إذا لم يتم اتخاذ خطوات للاحتواء»، خصوصاً أن فروة عبارة عن شريط رملي ضيق محاصر من جهة بمياه المستنقعات، حيث تتكاثر الطحالب والشعاب المرجانية، ومن جهة ثانية بالمياه الصافية على جانب البحر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"