عادي
البشتون يهيمنون.. والطاجيك يطمحون وعرقيات أخرى تتأقلم مع توازنات القوة

إثنيات أفغانستان في قلب الصراع.. ولا أغلبية حاسمة

01:05 صباحا
قراءة 3 دقائق

كتب: المحرر السياسي

كثيراً ما تعرف الدول متعددة الأعراق والإثنيات مراحل من عدم الاستقرار والحروب والتنافر الاجتماعي بسبب عدم استثمار هذا التنوع في بناء نظام عادل يرفض التمييز ويؤمن بحق الفرد بغض النظر عن الأصل والمذهب. وتقدم أفغانستان،صورة حية عن هذه الظاهرة، وسط تساؤلات عما سيجري في المستقبل المنظور بالنظر إلى الإرث الثقيل لسنوات طويلة من الحرب، وما رافقها من انهيار كبير لمقومات الحياة مع اتساع لدائرة الجهل والفقر، وتدخلات دولية امتدت لأكثر من أربعين عاماً.

تفاؤل حذر

معظم المراقبين يبدون تفاؤلاً حذراً حيال ما يمكن أن يحدث في الأيام المقبلة مع انسحاب آخر جندي أمريكي، وبينما هناك من يراهن على «تغير» في سياسة طالبان وقبولها بالتعايش مع جميع المكونات الأخرى، هناك من يتخوف من أن شعور هذه الحركة بالنصر العسكري والسياسي سيغيظ خصومها وسيعملون على إجهاض أي سيطرة شاملة لطالبان على الوضع.

لا أغلبية حاسمة

يشير تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه لا توجد مجموعة إثنية تمثل أغلبية حاسمة بين سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليوناً، مؤكداً أن التنوع العرقي سيظل في قلب السياسة والصراع. والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى العرقيات، وبعضها مختلف الثقافة واللغة.واعترف الدستور الأفغاني لعام 2004 رسمياً بأكثر من 12 مجموعة إثنية. وبالإضافة إلى المجموعات الأربع الكبرى، تم أيضاً إدراج شعوب «إيماق البدوية» و«التركمان» و«البلوش».

وعموماً يتكون المجتمع الأفغاني من العديد من المجموعات العرقية وأهمها، البشتون، والطاجيك، والهزارة، الأوزبكية، والتركمان، والبلوش، ونورستاني، وغوجار، وبراهوي، وقيزليباش، والباميرين، وقرغيزستان والسادات وغيرها.

البشتون: العرقية المهيمنة

البشتون هم أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان، ويشكلون أكثر من 42 في المئة من السكان. وقد هيمنت هذه المجموعة،على المؤسسات السياسية الأفغانية، منذ القرن ال18، ويشدد زعماؤها على «أحقيتهم» في حكم أفغانستان، وهو ما يستفز المجموعات الإثنية الأخرى. وينحدر معظم المنتمين إلى طالبان من هذه المجموعة العرقية، كما أن الرئيسين في ظل الحكومات السابقة، حميد كرزاي وأشرف غني، هما من إثنية البشتون.

الطاجيك: ربع السكان

أما الطاجيك فهم ثاني أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان، وتشكل أكثر من ربع عدد السكان. واللغة الرئيسية التي تستخدمها الإثنية هي فرع من اللغة الفارسية تسمى داري، وهي أيضاً لغة مشتركة في أفغانستان. وتتوزع المجموعة بشكل رئيسي في شمال البلاد وغربها، ولديها معاقل في وادي بانجشير ومدينة هرات (غرب) وبعض الولايات الشمالية.

يتصدر القائد الراحل أحمد شاه مسعود الذي يحمل لقب «أسد بانجشير» وحارب الجيش الأحمر وطالبان، قائمة القادة من الطاجيك وعلى القائمة أيضاً برهان الدين رباني الذي تولى رئاسة البلاد بين عامي 1992 و1996. أما عبد الله عبد الله، الرئيس التنفيذي السابق ومفاوض السلام الرئيسي فهو مختلط الإثنية، بشتوني- طاجيكي، لكن ينظر إليه على نطاق واسع على أنه طاجيكي.

الهزارة: مكاسب هشة

إثنية الهزارة التي يُعتقد أن لها أصولاً بين شعوب آسيا الوسطى والشعوب التركية، تشكل حوالى 10 في المئة من السكان وهي متمركزة أساساً في وسط أفغانستان. وهي تتحدث لهجة الداري. واضطر الهزارة في الكثير من الأحيان إلى الاعتماد على أنفسهم على امتداد التاريخ الأفغاني. وملامحهم التي يتميّز بها سكان آسيا الوسطى تجعل من السهل التعرف عليهم من قبل خصومهم، مثلما كان عليه حالهم خلال الحرب الأهلية الوحشية في تسعينات القرن الماضي، حيث قُصف الهزارة بلا رحمة في القتال بين فصائل متعادية.استفاد الهزارة من النظام الجديد الذي تأسس بعد سقوط نظام طالبان. وأرسلوا أبناءهم بمن فيهم البنات إلى المدارس بشكل كثيف ودخلوا الساحة السياسية، لكن مكاسبهم ظلت هشة.

الأوزبك: ناطقون بالتركية

تشكل إثنية الأوزبك أيضاً حوالى 10 في المئة من السكان، وتتمركز بشكل رئيسي في شمال البلاد قرب الحدود مع أوزبكستان. وهذه الإثنية، وهي من الشعوب الناطقة بالتركية. ومن بين أشهر الأوزبك الأفغان، أمير الحرب عبد الرشيد دوستم الذي حارب مع السوفييت ضد «المجاهدين» (آنذاك) قبل أن يغير ولاءه ويؤسس معقله الخاص في مدينة مزار الشريف في شمال البلاد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"