عادي

أبريو لعب لـ31 نادياً مختلفاً وبفانينشتايل جال 6 قارات.. من هم أساطير الانتقالات؟

11:25 صباحا
قراءة 7 دقائق
2

إعداد:معن خليل
حقق الأوروغوياني سيبستيان أبريو عندما اعتزل في يونيو الماضي بعدما لعب لنادي سود أمريكا الأوروغوياني رقماً مميزاً، بعدما لعب لـ31 نادياً، وسجل 36 انتقالاً على مر مسيرته التي بدأت عام 1993 مع فريق طفولته ديفينسور سبورتينغ، ليكون صاحب الرقم القياسي في عدد الانتقالات للاعب واحد على مر تاريخ كرة القدم، في حين يأتي في المركز الثاني حارس المرمى الألماني لوتز بفانينشتايل الذي كان أسطورة في هذا المجال بعدما لعب لـ25 فريقاً.
ولد أبريو في 17 أكتوبر عام 1976، وهو لعب لأندية كبيرة في أمريكا الجنوبية، كما كان لاعباً دولياً في منتخب أوروغواي من عام 1996 حتى 2012.
وما يميز مسيرة أبريو ووصيفه لوتز بفانينشتايل أنها مملوءة بالقصص خلال رحلتهما الطويلة في عالم الاحتراف، ولاسيما أنهما عرفا الكثير من البلدان والقارات، حيث يتفوق كل منهما على الآخر بخصوصية في هذا المجال.
ويتقدم أبريو على بفانينشتايل بأنه حقق 36 انتقالاً طوال مسيرته حيث لعب لبعض الفرق مرتين وبعضها الآخر لم يخض معها أي لقاء، وهو عرف 11 دولة وثلاث قارات هي أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأوروبا، أما حارس المرمى الألماني فقد عرف 14 دولة و6 قارات و27 انتقالاً، ليكون الوحيد على مر التاريخ الذي لعب في القارات الست التي تتألف منها دول الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
كما يتشابه أبريو وبفانينشتايل ببعض القصص الغريبة، فالأول يلقب بـ«المجنون»، وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية فإنه لم يجن مالاً كثيراً من وراء انتقالاته الـ36 وحقق فقط نحو ثمانية ملايين جنيه استرليني، أما الثاني فعرف عنه هوايته في سرقة طائر البطريق، وتأسيسه نادي «غلوبال يونايتد» الخيري الذي يجمع الكثير من أصدقائه من لاعبي كرة القدم الذين تعرف إليهم خلال مشواره الحافل بالترحال والهدف هو الحفاظ على البيئة.
بداية الرحلة
الغوص في مشوار كل لاعب يعطي فكرة عن حب المغامرة والتحدي لأبريو وبفانينشتايل، حيث عرفا مطبات كثيرة في حياتهما لكنهما لم يستسلما للواقع وحققا في النهاية مايطمحان إليه.
ولد أبريو في مدينة ميناس بالأروغواري، وبدأ مشواره الكروي مع شباب فريق ديفينسور سبورتينج عام 1993 عن عمر 17 عاماً، وهو انتهج سريعاً طريق الاحتراف عندما انتقل عام 1996 إلى نادي سان لورينزو المعروف في الأرجنتين وبقي معه لعامين، قبل أن يحترف في أوروبا وتحديداً إسبانيا مع ديبورتيفو لاكورونيا، وبالتوازي لعب لمنتخب الأوروغواي حتى عام 2012 وسجل له 26 هدفاً في 70 مباراة بصفوفه.
 وانتقل أبريو من إسبانيا ليحط في دولة جديدة هي البرازيل حيث لعب لفريق غريميو بنظام الإعارة ثم انتقل إلى تايكوس الذي كان بوابته إلى المكسيك حيث تعاقد مع ستة فرق أخرى هناك هي كروز أوزل وأمريكا فوتبول وسينولا ومونتري وسان لويس وتايجر.
 كما لعب أبريو مع ناسيونال وسنترال إسبانيول وبوسطن ريفر وسود أمريكا في الأوروغواي، وريفربليت في الأرجنتين، وريال سوسيداد في إسبانيا، وأريس اليوناني وبوتافوغو وفيرجرينس وبانجو وريو بلانكو في البرازيل، وأوكاس في الإكوادور، وسل دي أمريكا من الباراغواي، وسانتا تاكالا السلفادوري ومونت وفلوريدا وماغلانيس في التشيلي.
ولعب أبريو على مدار تاريخه مع الأندية 684 مباراة وسجل 332 هدفاً، ورغم ذلك لا يعد صاحب تجربة ناجحة أوروبياً عندما لعب في إسبانيا واليونان، ويعيد ذلك إلى أن خصائصه كمهاجم تتناسب أكثر مع كرة أمريكا الجنوبية.
ويقول أبريو عن تجربته الأوروبية:«كنت صغير السن عند التحاقي بفريق لا كورونيا الإسباني، وخضت في أول مواسمي معه 18 مباراة، لكنني لم أصلح لخطط الفريق، وبدأت أبحث عن أماكن تتناسب أكثر مع مواصفاتي كلاعب، جاءتني عروض من أندية أمريكية جنوبية، وقد وافقت عليها لأن الأهم بالنسبة لي وقتها هو ضمان الجاهزية للحفاظ على مكانتي في المنتخب، لم تكن العودة إلى أمريكا الجنوبية فشلاً بالنسبة لي، والدليل أن مستواي أعادني مرة أخرى إلى أوروبا وتحديداً لريال سوسييداد الإسباني عام 2009 حيث أحرزت 11 هدفاً في 18 مباراة».
وعن سبب كثرة ترحاله يقول: «بحثت دائماً عن المزيد من التحديات، وعن فريق قادر على تحقيق متطلباتي، وهو ما وجدته في بوتافوغو البرازيلي مثلاً ( لعب في صفوفه 93 مباراة وسجل 55 هدفاً)، لكن الأمور لم تكن دائماً بهذا الشكل لسوء الحظ، ربما شكل فريق لا كورونيا الاستثناء، حيث لم أتمكن من البقاء لأكثر من موسم واحد بالنادي نفسه، وفرض علي اكتشاف أماكن جديدة، وقد ولدت لدي هذه التجربة بطبيعة الحال الفضول والرغبة في اكتشاف ثقافات متعددة».
وكانت صحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية رصدت قائمة من 10 لاعبين وأطلقت عليهم اسم «مرشدون سياحيون» لكثرة تنقلاتهم بين الدول، ولكن لم تضع أبريو في اللائحة التي ضمت في المقدمة الحارس الألماني لوتز بفانينشتايل، وجاء من بعده الفرنسي نيكولاس أنيلكا الذي لعب في 7 دول مختلفة هي فرنسا وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا والصين والهند وتركيا، وكذلك البرازيلي ريفالدو الذي لعب في 4 قارات هي أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا.
ويعترف أبريو أنه لايهتم كثيراً بمسألة الرقم القياسي بكثرة انتقالاته، لكن شغفه في كرة القدم هو الذي جعله يبقى في كرة القدم وحتى لو لعب لفريق من الدرجة الرابعة كما فعل مع فريق بانغو البرازيلي عام 2017.
الأسطورة لوتز
لكن يبقى الحارس الألماني لوتز بفانينشتايل حكاية أخرى وأسطورة الانتقالات حول العالم، فهو لعب في 14 دولة، وخاض 477 مباراة مع 25 فريقاً مختلفاً ينتمون إلى 6 قارات.
وولد لوتز في مدينة زفيزيل في مقاطعة بفاريا الألمانية عام 1973، ولعب لمنتخب ألمانيا للناشئين تحت 17 سنة عام 1989، وكذلك لفريق بلدته باد كوتزينج من 1991 وحتى 1993، وكان من المفارقات الغريبة أنه رفض الانتقال إلى بايرن ميونيخ الشهير وفضل عليه اللعب مع فريق ماليزي هو فريق بينانغ، وحتى يكون رحالة حقيقياً انتقل عام 1994 إلى ويمبلدون الإنجليزي ثم إلى نوتنغهام فوريست ولعب معاراً عام 1996 مع اورلاندو بايريتس الجنوب إفريقي، وطار بعدها إلى فنلندا ليلعب مع فريقي هاكا وتي بي وعاد بعدها إلى ألمانيا مع فريق فاكر بورجاسين.

الصورة
لوتز


ولأن لوتز كان لاعباً بلا حدود، انتقل عام 1999 إلى جيلانغ السنغافوري، وفي2001 اختبر قارة جديدة هي أوقيانيا عندما لعب لفريق دونيدن تيكنيكال النيوزيلندي، وعاد بعدها إلى إنجلترا مع فريقي برادفورد وهدرسفيلد، وفي 2002 لعب مع دونيدن النيوزيلندي، ثم انتقل إلى شارم الألماني وبايروم النرويجي وفانكوفر الكندي، وفلازنيا شكودر الألباني وبنتونيت ايفين الأرميني وأتلتيكو ايبيراما البرازيلي (أمريكا الجنوبية) ليسجل رقماً قياسياً ويصبح أول لاعب يلعب مع أندية في ست قارات مختلفة، قبل أن يعتزل في عام 2011 بعدما لعب لفريق ريمبلز من ناميبيا الإفريقية، واتجه بعدها للتدريب والمثير أنه عرف دولة جديدة هي كوبا بعدما كان مدرباً لحراس مرمى منتخبها الوطني، كما عمل رئيساً لكشافي هوفنهايم الألماني.
ويروي بفانينشتايل في كتاب عن سيرته الذاتية الذي حمل عنوان «الشخص الذي لا يمكن إيقافه» الكثير من القصص المضحكة رافقت رحلاته الطويلة، ومنها أنه قام بأخذ طائر بطريق ووضعه في حوض الاستحمام في منزله عندما كان محترفاً في نيوزيلندا في 2003 ولكنه قام بإعادته بعد يومين، مؤكداً أنه لم يقم بسرقته إنما استعاره فقط، كما روى أن الشرطة الألمانية حققت معه عندما كانت تبحث عن بطريق مفقود من حديقة حيوانات في مدينة مانهايم وقامت بالاتصال به لتسأله إذا كان متورطاً بسرقته أما لا.
وقال بفانينشتايل: «اتصلت بي الشرطة لتسألني عن بطريق مسروق بعد أن حصلوا على العديد من الاتصالات المجهولة التي أكدت لهم أنني قد أكون متورطاً».
ومن القصص عن الحارس الألماني المثير للجدل أنه قرر أن يعزل نفسه لمدة خمسة أيام في كوخ للإسكيمو في جبال الألب البافارية كجزء من حملة ترويجية لناديه لكرة القدم «جلوبال يونايتد» الخيري الذي أنشأه عام 2008، وهدفه خوض مباريات خيرية حول العالم لجمع الأموال لضحايا الكوارث البيئية.
كما أن لوتز لم يتوقف عن السفر منذ سن الـ18 من عمره عندما غادر بلدته زويسيل لكي يمضي السنوات الـ19 التالية متجولاً حول العالم، ويكتسب خبرات مختلفة أكثر من أي لاعب كرة قدم آخر، فهو حمى عرين فرق في دول لا يفكر أي لاعب ألماني آخر خوض تجربة احترافية فيها مثل ألبانيا وجزر المالديف وأوزبكستان وفنلندا وسنغافورة، كما دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية باعتباره اللاعب الوحيد الذي ارتدى قمصان أندية محترفة تتبع للاتحادات القارية الست لكرة القدم، متنقلاً بين أوروبا وإفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
 والمثير أكثر ان بفانينشتايل يؤكد أنه لم يخطط للعب في القارات الست ويقول عن ذلك:«لم أدرك أنني لعبت في خمس قارات إلى أن أشار لي بعض الأصدقاء أن أمريكا الجنوبية هي المتبقية لكي أكمل قارات العالم، كنت أحلم باللعب في البرازيل، لكن بما أن القليل من اللاعبين في أوروبا الذين خاضوا غمار كرة القدم في البرازيل اعتقدت أنه من المستحيل تحقيق حلمي، وعندما أخبرني وكيل أعمالي أن نادي أتليتيكو هيرمان أيشينغر مهتم بضمي إلى صفوفه، لم يتطلب الأمر مني الكثير من الوقت لكي أحزم حقائبي».
مايكل القياسي
هناك لاعب ثالث حقق رقماً قياسياً في الانتقالات وربما يسبق أبريو ولوتز، إذا ما قيست بعدد السنوات، حيث أن الجامايكي مايكل هيكتور المولود في إنجلترا لعب لـ15 نادياً على مدى 8 سنوات منهم 13 بنظام الإعارة.
وبدأ هيكتور مسيرته مع ريدينغ الإنجليزي عام 2009 الذي أعاره لعدة أندية، منها براكنيل وديدكوت تاون وهافانت وأوكسفورد سيتي وهورشام ودوندالك وبارينت وشريوسبوري تاون وألديشوت تاون وأبردين الاسكتلندي، قبل أن يشتريه تشيلسي عام 2015 ويعيره إلى ريدينغ نفسه ثم إلى اينترخت فرانكفورت الألماني.
وشارك هيكتور في كل سوق الانتقالات الشتوية والصيفية منذ عام 2009، إذ إنه كان يبدأ مع فريق في الشتاء ويختم الموسم الكروي مع فريق آخر، الأمر الذي جعله يلعب مع 15 نادياً خلال 8 سنوات فقط.
وحتى يثبت هيكتور أنه لاعب سيئ الحظ بدأ بداية كارثية مع فرانكفورت عام 2016 بعدما طرد في أول مباراة لعبها في الكأس، ثم عاد وطرد في اللقاء الثاني في «البوندسليغا».
وأشارت الصحف الألمانية إلى أن هيكتور يعد اللاعب الأسوأ حظاً في تاريخ الدوري الألماني بعد طرده مرتين في مباراتين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"