إعداد: عثمان حسن
ستكون الفرصة سانحة أمام زوار جناح الكاميرون، للتعرف أكثر إلى ذلك البلد الإفريقي العريق عن قرب، حيث سيعرض الجناح تجربة «مجسم مصغر لإفريقيا» يُبرز التنوع الجغرافي والثقافي والإنساني إلى جانب جهود الكاميرون لصنع مستقبل أكثر استدامة، وستكون هنالك دعوة لحضور فعاليات ثقافية ومنتديات تجارية ومعارض للابتكار، كما سيتمكن الزوار من اكتشاف العمارة التقليدية في الكاميرون، مثل كوخ «تولك»، إلى جانب دعوة لشراء المواد والمنتجات «المصنوعة في الكاميرون».
للكاميرون ثقافة عريقة، وقد تميزت في الكثير من الأنماط الفنية والإبداعية مثل الموسيقى والرقص وفنون الأداء والأقنعة، وكلها ارتبطت بالإرث الحضاري للدولة الإفريقية حيث ظلت تستخدم في الطقوس المختلفة، والآن تشهد الكاميرون انتعاشاً في مجال الموسيقى الحديثة، إضافة إلى الفنون الجميلة والرسم والتشكيل وصناعة السينما.
تعد الكاميرون من الدول ذات التقاليد القوية في سرد القصص، قبل الحكم الاستعماري، حيث كانت تسود الأدبيات الشفهية فقط على شكل حكايات وأساطير شعبية، وصيغ سحرية، وطقوس، وملاحم بطولية، وقصائد، وقصص حربية، ولكن خلال الفترة الاستعمارية، أدى انتشار التعليم الرسمي إلى إنتاج أدب مكتوب باللغتين الفرنسية والإنجليزية، ولدى الكاميرون في الوقت الحاضر مجموعة غنية من الأعمال المنشورة، كما تشتهر بعدد كبير من الكتاب والأدباء والشعراء المميزين من أمثال: «مونجو بيتي»، و«فرديناند أويونو»، و«بنيامين ماتيب»، و«جوزيف أوونو»، و«فرانسيس بيبي»، و«برنارد نانجا»، و«يودي كارون»، و«كاليكست بيالا». والعديد من المؤلفين الآخرين.
فيما تعتبر الكاتبة الروائية «ليونورا ميانو»، المولودة في عام 1973، واحدة من أبرز الأصوات الأدبية في الكاميرون، وهي تكتب باللغة الفرنسية، ونالت العديد من الجوائز العالمية الأمر الذي أدى إلى انتشار أعمالها، حيث لقيت شهرة كبيرة في خارج بلادها.
وتتميز أعمال ميانو بتأثرها بالعيش في أوروبا، حيث اهتمت بالتحولات العالمية والإنسانية، وظلت تدافع عن الهوية الإفريقية في زمن العولمة، كما تتضمن رواياتها حكايات الشعوب الإفريقية وتجارة الرقيق.
في عام 2013، حازت ميانو جائزة فيمينا سنة 2013، عن روايتها «موسم الظل»، وهي أول كاتبة إفريقية تفوز بالجائزة.
