إكسبو 2020 دبي: محمد الماحي
من التقنيات إلى الاستثمارات والسياحة، أبهر الجناح الأوغندي في «إكسبو 2020 دبي» المقام تحت شعار «المكان المناسب، والزمان المناسب»، العالم حيث ربط الأزمنة والعصور والأماكن المختلفة ببعضها بعضاً، ووفر مشاهدة لكيفية تلاقي المغامرات والفرص الأوغندية، ومكن الزوار من استكشاف أروع المعالم في أوغندا، بما في ذلك جزر سيسي التي توفر مجموعة متنوعة من الأنشطة المائية الممتعة،وأبرز صورة القارة الإفريقية الحديثة والطموحة للعالم، بعيداً عن مظاهر البؤس والحرب التي لطالما التصقت بها.
اقتصاد صاعدويجسد جناح أوغندا في منطقة الفرص مكانتها كاقتصاد صاعد في إفريقيا وكمركز رئيسي للتجارة والتنقل والخدمات اللوجستية والأهمية الإقليمية التي تحظى بها، ويستعرض الجناح لملايين الزوار ما لدى أوغندا من إمكانات هائلة، بما في ذلك ابتكاراتها وما تزخر به من فرص اقتصادية وفن مذهل، وثقافة وإرث وجمال طبيعي، وهو الذي جعل صندوق النقد الدولي،خلال العام الحالي يتوقع نمو اقتصاد أوغندا، بأعلى معدل بين دول جنوب الصحراء الإفريقية، وذلك لأول مرة منذ أربعة عقود.
ويخوض زوار الجناح بمعرض «إكسبو 2020 دبي» تجربة مميزة واستثنائية، حيث يمكنه الانضمام إلى رحلة تفاعلية بتقنيات متطورة، يمكن من خلالها رصد ومشاهدة بلد لا ينتهي، معبرين عن فرحتهم الكبيرة لزيارة الجناح، وإعجابهم الشديد بما يحتويه، خاصةً على مستوى التصميم والعرض والفعاليات، التي خلقت محاكاة مذهلة لحياة برية فريدة بها أكثر من 1000 نوع من الطيور، بما في ذلك بعض الأنواع النادرة، وتضمنت عرض كل ما يحتاج إليه السائح.
تجربة الواقع
وتتمثل المميزات الموجودة في الجناح الأوغندي في إكسبو دبي 2020 في تجربة الواقع المعزز للغوريلات المذهلة في بويندي التي تتيح للزوار الشعور بتجربة تعقب الغوريلا الجبلية الفريدة في أوغندا، التي تعتبر من أكثر الأنشطة السياحية تميزاً في إفريقيا حيث يأتي الآلاف من السياح إلى إفريقيا لمعاينتها.وتوجد الغوريلا الجبلية في حديقة بويندي الوطنية التي لا يمكن اختراقها في أوغندا، وهي إحدى الوجهات القليلة في إفريقيا للغوريلا الجبلية، وتقدمها أوغندا بأرخص الأسعار مقارنة بمثيلاتها في إفريقيا.
كما تتمثل المميزات الاقتصادية للجناح الأوغندي في الحصول على رخصة استثمار خلال ساعة واحدة، حيث كرّست هيئة الاستثمار الأوغندية موظفين لتوقيع الصفقات من الألف إلى الياء مع المستثمرين، ففي غضون ساعة واحدة يمكنك الحصول على ترخيص للاستثمار والعمل في أوغندا مباشرة، حيث أعلنت كمبالا توقيع اتفاقيات استثمارية بقيمة 650 مليون دولار في الأسبوع الأول خلال مشاركتها في إكسبو 2020 دبي، لتكون بذلك من أوائل الدول المشاركة في الحدث التي أعلنت رسمياً استقطابها لصفقات استثمارية، وتهدف لتحقيق 5 مليارات دولار من الصفقات والاستثمارات المتوقع عقدها خلال فترة المعرض العالمي، بحسب روبرت موكيزا، المدير العام لهيئة الاستثمار الأوغندية.
وأكد روبرت موكيزا أن «إكسبو دبي 2020» قدَّم مثالاً رائعاً، لجمهورية أوغندا حتى تتمكن من التركز على النهوض الاقتصادي وتوقيع صفقات مليارية، لافتاً إلى أن بلاده ستبقى على اتصال بالعالم من خلال الحدث الملهم في دبي، حتى تظهر كمبالا أن أوغندا وجهة الاستثمار الأولى في إفريقيا.
وأضاف إن المشاركة الإفريقية على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة توسيع الآفاق لتبادل الأفكار التي تلهم للتحرك من أجل مواجهة التحديات الواقعية وتحفيز تغيير إيجابي، مشيراً إلى إن المشاركة الإفريقية الضخمة في إكسبو دليل واضح على العلاقة الراسخة بين دولة الإمارات وإفريقيا، تلك العلاقة الآخذة في الازدهار والقائمة على الاحترام والرؤية المشتركة.
وتابع موكيزا أن مشاركة أوغندا في «إكسبو 2020 دبي»، ستتيح لها ولأصحاب المصلحة فرصة لاكتساب المعرفة المناسبة والمهارات ذات الصلة، مع تطوير شراكات فعالة، مبيناً أن الرسالة الأساسية بالنسبة لنا هي أننا دولة جاهزة للعمل والاستثمار والشراكات، لأننا ندرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن أوغندا التي نريدها قابلة للتحقق، كما هو مفصل في رؤيتها وخارطتها الاقتصادية والاستثمارية.
تصميم تقني وتتطلع أوغندا في إكسبو 2020 إلى مواصلة تطوير الأسواق الناشئة، خاصة في السلع الاستهلاكية والسلع الرأسمالية، من جميع أنحاء العالم وتمتلك كمبالا مجموعة من الأصول والمزايا الاقتصادية، تم عرضها في جناحها بطرق مختلفة وتفاعلية، وساعدها في ذلك تميز الجناح بشكل بارز بالفرص الاستثمارية التي تدعو الزوار من رجال الأعمال إلى الاطلاع عليها من خلال تصميم تقني مبهر.
وتقوم أوغندا حالياً بتسويق 79 مشروعاً متاحاً للتمويل المصرفي أمام المستثمرين، ويمكن الاستثمار في هذه المشاريع عبر آليات الشراكة بين القطاع العام والخاص والمشاريع المشتركة وغيرها.
ويشهد الجناح الأوغندي إقبالاً كبيراً من زوار فعاليات إكسبو لمميزاته الثقافية والفنية للجناح الأوغندي في الفرقة الأوغندية التي ظهرت بالأزياء التقليدية الإفريقية بألوانها الزاهية، خلال استعراض مجموعة من الفقرات المتميزة، التي عبرت عن قصة تراثها الفني وتاريخها في عالم الموسيقى التقليدية الموروثة التي تختص بها القارة السمراء والتي مزجت الإيقاعات والأنغام الشعبية الإفريقية بأنواع الموسيقى المختلفة في أوغندا، مثل موسيقى «الجاز»، و«الراب»، و«هيب هوب»، و«كادونغو كامو»، الذي يعتبر أول أسلوب موسيقي شعبي يظهر في أوغندا.
وتعيش أوغندا طفرة كبرى في عالم السياحة، وضعتها على قمة القارة السمراء في المقاصد التي يأتي إليها السياح من جميع دول العالم، وبدأت هذه النهضة تحديداً منذ عام 2011، تخطت بها جنوب إفريقيا، صاحبة التفوق في السمعة السياسية، على جميع دول القارة، بنسبة نمو بلغت حوالي 25%.
