عادي

«راسموس بالودان».. اليميني سيّئ السمعة يشعل النار في السويد

14:50 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد – محمد ثروت

تحولت السويد، تلك المملكة الهادئة التي نادراً ما تسلط الأخبار الأضواء عليها، إلى شعلة من النيران، نتيجة الاحتجاجات واسعة النطاق في العديد من المدن السويدية، ضد قيام حركة يمينية متطرفة بحرق نسخ من المصحف الشريف، واعتزامها تكرار هذه الفعلة الشنعاء مجدداً.

وشهدت عدة مدن في السويد اضطرابات واشتباكات بين المحتجين والشرطة؛ حيث أصيب العشرات نتيجة تلك المصادمات، في حين نددت رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون بأعمال العنف التي وقعت في البلاد.

اضطرابات واسعة في السويد

وتشهد السويد أعمال عنف منذ 4 أيام، وقالت صحف سويدية، إن 3 أشخاص أصيبوا في مدينة نورشوبينج شرق السويد، عندما أطلقت الشرطة أعيرة نارية تحذيرية على مثيري الشغب، واشتعلت النيران في عدة سيارات، واعتقلت الشرطة ما يزيد على 17 شخصاً.

وامتدت الاشتباكات إلى مدينة مالمو، حيث تم إشعال النيران في حافلة خلال مسيرة لليمين المتطرف.

أصل الشرارة

ويعود أصل الشرارة التي أشعلت النيران في المملكة الأوروبية الهادئة إلى المتطرف اليميني «راسموس بالودان»، الذي يتزعم حزب «سترام كورس» السويدي، وأعلن حرق المصحف الشريف، في مدينة «لينكوبينج» السويدية، واعتزامه القيام بنفس هذا السلوك في مدن أخرى، رغم الاحتجاجات الواسعة على الصعيد الداخلي أو الخارجي ضد هذه الأفعال المسيئة للإسلام والمسلمين.

ويعتبر راسموس بالودان أحد أكثر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل، سواء في السويد أو على الصعيد الأوروبي، نتيجة آرائه المتطرفة الشاذة المناهضة للإسلام والمسلمين، خاصة في الدنمارك والسويد.

وُلد بالودان في الدنمارك عام 1982، لأسرة تحمل الجنسيتين الدنماركية والسويدية، إلا أنه حصل في عام 2020 على الجنسية السويدية.

حصل بالودان على درجة البكالوريوس من جامعة كوبنهاجن، وأصبح ضمن فريق التدريس بالجامعة، قبل أن يتحول إلى السياسة، والتي انطلق فيها من مبدأ مناهضة الهجرة، خاصة هجرة المسلمين إلى دول أوروبية، ومن بينها الدنمارك، وقام بتأسيس حزب «سترام كورس» في عام 2017، بتوجه يميني متطرف.

سياسات متطرفة وتاريخ مسيء

وبحسب شبكة التلفزيون الإخبارية الأمريكية «سي إن إن»، فإن حرق المصحف ليس جديداً على بالودان، الذي أقدم على نفس الفعل في عام 2020 بعد الحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات، بتهمة الترويج لآراء عنصرية، وتعرض المتطرف اليميني إلى محاولات اغتيال، كان أبرزها محاولة للطعن بسكين في يونيو/حزيران 2020، ما جعله تحت حراسة مستمرة من الشرطة.

وبحسب «سي إن إن»، فقد كان بالودان ضالعاً في قضية تحرش لفظي ضد مراهقين في عام 2021، وتم التحقيق معه بواسطة الشرطة الدنماركية، بعد اكتشاف قيامه بإرسال رسائل مبتذلة إلى مراهقين تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 17 عاماً.

وكانت المفاجأة في التحقيقات، أن راسموس بالودان لم ينكر تلك الاتهامات، وقال في منشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنه لم يكن يعلم أعمار الأشخاص الذين وجه إليهم رسائل التحرش.

وألقى بالودان باللوم على الشرطة السويدية، وقال إنه قرر إلغاء بعض الفعاليات التي كانت حركته تنوي القيام بها، والتي تتضمن حرق المصحف الشريف؛ لأن الشرطة عاجزة عن حمايته، بحسب قوله.

وقد أثارت تحركات اليمين المتطرف في السويد بقيادة بالودان ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة، حيث أعربت عدة دول عن غضبها الشديد، واستنكارها لهذه الأفعال التي تسيء للإسلام والمسلمين، وطالبت الحكومة السويدية بالتصدي لهذه السياسات والمسؤولين عنها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"