عادي

الحرب بين روسيا وأوكرانيا تهدد الفقراء في سيراليون

15:24 مساء
قراءة دقيقتين

فريتاون - أ ف ب

تقول إيساتو توراي إنه لم يعد لديها ما يكفي لإطعام أسرتها في حي كرو باي العشوائي الفقير الضخم بأكواخه المبنية من ألواح الصفيح في فريتاون، الذي كانت الحياة فيه شاقة، لكن النزاع في أوكرانيا زاد من صعوبتها.

قالت توراي، البالغة من العمر 28 عاماً، الأم لثلاثة أطفال وقد فقد زوجها عمله أثناء وباء كوفيد-19: «يجب أن يساعدونا».

وأضافت بحزن: «نؤمن بالكاد ما يسد الرمق بوجبة وحيدة في المساء».

وتابعت: «لا طعام ولا ماء ولا كهرباء»، مؤكدة أن النقص المزمن في المياه والكهرباء يجعل الوضع أصعب في هذا الحي الذي تتجول في شوارعه المملوءة بالقمامة، خنازير وكلاب ضالة، في عاصمة سيراليون.

وقال البنك الدولي إن الارتفاع الكبير في أسعار مواد أساسية جداً مثل الأرز وزيت القلي والمحروقات يكون له وقع أكثر إيلاماً، عندما يعيش الفرد بأقل من 1,9 دولار يومياً كما هي حال 43% من سكان سيراليون.

وعلى الرغم من أنها تملك ثروة طبيعية من الألماس، تبقى سيراليون واحدة من أفقر دول العالم ومن الدول العشر الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة الذي يجمع البيانات الاقتصادية بعناصر أخرى مثل متوسط العمر أو مستوى التعليم.

وكانت المستعمرة البريطانية السابقة بسكانها البالغ عددهم 7,5 مليون نسمة تتعافى من الحرب الأهلية الوحشية التي جرت بين 1991 و2002 وتفشي إيبولا 2014-2016 في غرب إفريقيا عندما ضربها وباء كوفيد-19. وتحول الخوف من ضربة جديدة تشكلها الأزمة الأوكرانية للدول الأكثر فقراً، واقعاً.

ويؤكد موسى سيساي البقال في فريتاون أن جميع مورديه رفعوا أسعارهم، وقال: «لسنا المسؤولين عن ارتفاع الأسعار إنها مشكلة عالمية».

فشوال الأرز الذي يزن خمسين كيلوغراماً كان يكلف ما يعادل 27 يورو من قبل ويباع اليوم لقاء 32 يورو، بزيادة قدرها 20 في المئة.

وسجلت أسعار الوقود ارتفاعاً سريعاً. ففي نهاية مارس رفعت هيئة تنظيم المنتجات البترولية سقفي أسعار البنزين والديزل بنسبة 34 في المئة و 40 في المئة على التوالي عما كانت عليه في يناير.

وتحدثت الهيئة عن صعوبات في الإمداد مرتبطة بـ«تدهور الوضع الجيوسياسي في أوروبا».

أما الحكومة فتؤكد أنها تدخلت للتخفيف من حدة الصدمة ولضمان ألاّ تنعكس الكلفة الإضافية للواردات بالكامل على محطات الوقود.

وقام سائقو سيارات الأجرة والشاحنات بإضراب وأغلقوا مؤخراً شوارع في العاصمة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين المحتجين على ارتفاع تكاليف المعيشة.

وقدر البنك المركزي بنحو 17,6 في المئة معدل التضخم في فبراير.

وسيواجه الرئيس جوليوس مادا بيو الذي انتخب في 2018، صعوبة في الوفاء بالوعد الذي قطعه خلال حملته بمعالجة مشكلة الفقر والجوع.

وقال الرئيس في ابريل أمام ممثلين عن قطاع الأعمال إن الحرب في أوكرانيا ليست من شأننا، لكن مواطنينا يعانون. وتعهد باتخاذ إجراءات لمساعدة «الناس العاديين».

وقبل هذه الأزمة الجديدة كانت سيراليون تكافح من أجل ضمان توفير الكهرباء ومياه الشرب والسيطرة على التضخم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"