لا للشائعات

كثيراً ما حذرت الجهات المختصة من تفشي الشائعات والدعاية المغرضة التي تستهدف زعزعة الاستقرار المجتمعي، حيث يقوم البعض بحسن أو بسوء نية بنشر معلومات وأخبار تصل إليه عبر وسائل التواصل المجتمعي المختلفة، وكلاهما مجرم أمام القانون، وحسب التشريعات المعمول بها في الدولة، حيث ذكر المرسوم بقانون اتحادي رقم 34 لسنة 2021 في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية، أن المادة 52 ذكرت أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة والغرامة التي لا تقل عن 100 ألف درهم كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو وسيلة تقنية المعلومات لإذاعة أو نشر أو إعادة نشر أو تداول أو إعادة تداول أخبار أو بيانات زائفة أو تقارير أو شائعات كاذبة أو مغرضة أو مضللة أو مغلوطة أو تخالف ما تم الإعلان عنه رسمياً أو بث دعايات مثيرة من شأنها تأليب الرأي العام أو إثارته أو تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب بين الناس.
هذا البعض الذي يريد أن يكون له تأثير في الناس، ينشر هذه الشائعات والأكاذيب، التي لا يتحصل عليها من مصادرها الموثقة، لكي يراه البعض ذا خبرة، وأن لديه معلومات لا توجد لدى جهات الاختصاص، وبالتالي يحدث بلبلة لدى المجتمع، وخاصة في المجموعة التي يستهدفها منشوره، والتي قد يكون ضمنها مثيل له يقوم بالدور نفسه مع مجموعات أخرى، وهكذا حتى تجد الكذبة قد صار الناس يتداولونها كأنها حقيقة علمية ثابتة.
خلال انتشار جائحة فيروس «كورونا» على مستوى العالم، واجهنا أمثال هؤلاء المدعين، الذين سهلت لهم مواقع التواصل الاجتماعي بث أكاذيبهم بين الناس، وهذا الأمر ليس حكراً على دولة الإمارات. 
وفي هذه الأيام والعالم يواجه مرض «جدري القردة»، يعود هذا البعض لنشر شائعاته، مع أن الجهات المختصة في الإمارات تعتبر الأكثر تواصلاً مع الناس، وتضع الحقائق العلمية أمام الجميع، من خلال البيانات الرسمية التي تصدر عنها، وكما نجحت في مواجهة «كورونا» ستنجح بإذن الله في مواجهة أي وباء أو مرض مثل «جدري القردة»، وقد أعلنت أمس عن اكتشاف 5 حالات جديدة وشفاء حالتين مصابتين، وبياناتها تصدر بكل شفافية. 
الوضع في الدولة مطمئن، وجيشنا الأبيض الذي نجح في مواجهة وباء أشد فتكاً من الجدري، قادر على تحقيق الانتصار نفسه، حيث أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع جاهزية القطاع الصحي للتعامل مع جدري القردة من خلال الاستعداد الاستباقي للرصد والتقصي المبكر مع بدء اكتشاف حالات في عدد من دول العالم، وأهابت الوزارة بالجمهور أخذ المعلومات من المصادر الرسمية في الدولة وعدم تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة، بالإضافة إلى أهمية متابعة المستجدات والإرشادات التي تصدر من الجهات الصحية، والمختصّة.
[email protected]