بوتيـن: الأحـادية القطبيـة انتهـت.. وأوروبـا فقـدت السيـادة

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، أن «عهد أحادية القطب في العالم وصل إلى نهايته، وأن العالم الغربي يحاول عزل كل من يتمرد على محاولته لفرض سيطرته على العالم». كما أكد أن الاتحاد الأوروبي فقد «سيادته السياسية»، مشدداً على أن الحرب الاقتصادية على روسيا محكوم عليها بالفشل منذ البداية، وأن الغرب أضر باقت4صاده، وهو ما يظهر واضحاً في ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال بوتين، في خطابه الطويل أمام منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، إن التضخم مرتفع في أوروبا رغم أنها لا تخوض أي حرب، وقدر حجم الخسائر التي سيتكبدها الاتحاد الأوروبي بسبب العقوبات المفروضة على روسيا بأنها قد تتجاوز ال 400 مليار دولار.
وأضاف أن الغرب عندما لا يتمكن من السيطرة على من يتمرد عليه يحاول عزله، وتابع: «علينا أن نكون مستقلين فنحن أقوياء ويمكننا مواجهة أي تحدٍّ».
وتابع الرئيس الروسي: «نحن شعب قوي وسنتعامل مع أي مشكلة، وهذا يتضح من تاريخ بلادنا الممتد على مدى ألف عام».
وقال الرئيس الروسي: « هدف العقوبات كانت إسقاط الاقتصاد الروسي، ولم ينجحوا لأن قطاع الاقتصاد الروسي عمل بكفاءة». «والشعب الروسي كرس وحدة الصف، لقد اعتقدوا أن الدولار سيصبح 200 روبل.. واليوم اتضحت الحملة الدعائية».
وأفاد بوتين أن التوقعات المتشائمة للاقتصاد الروسي في مطلع الربيع لم تتحقق. بما في ذلك بلوغ الدولار 200 روبل والاتحاد الأوروبي فقد سيادته بالكامل. وكشف الرئيس الروسي أن نمو التضخم في بعض دول منطقة اليورو تجاوز الآن 20%، واصفاً العمليات الديمقراطية في أوروبا بالسيرك.
وأفاد الرئيس الروسي أن اختفاء الأسمدة يعني انخفاض إنتاج السلع الغذائية. وهو ما ينذر بالجوع حول العالم، وهي مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف في السياق «فرض الأمريكيون حصاراً على الأسمدة، تبعهم في ذلك الأوروبيون. ثم أدرك الأمريكيون أن الحصار ضار، فرفعوه، أما الأوروبيون فبسبب البيروقراطية لم يرفعوه بعد». وأكد أن العقوبات فتحت أمام روسيا فرصاً كبيرة، ودافعاً للمضي قدماً فيما يخص الاستقلال التكنولوجي.
وأفاد بوتين «روسيا ستتعامل مع من يريد التعامل معها من القادة القادرين على التمييز. ما بين مصالح أوطانهم والإملاءات الخارجية».
وتوقع الرئيس الروسي تغير السلطة في أوروبا. نتوقع تفاقم مشكلات العدالة الاجتماعية وانقسام المجتمع بسبب أخطاء الاقتصاد.
كما أكد بوتين أن الوضع الراهن في أوروبا سيؤدي إلى تصاعد الراديكالية، وفي المستقبل إلى تغيير النخب الحاكمة. أما الولايات المتحدة قد تحولت من مصدر كبير للمواد الغذائية إلى مستورد.
واتهم بوتين الولايات المتحدة برفع أسعار المواد الغذائية عن طريق طباعة النقود، و«اقتناص» المواد الغذائية في الأسواق العالمية. وشدد على أن هدف العملية العسكرية في أوكرانيا كان لحماية الناس في إقليم دونباس، مشيراً إلى أن العالم يمر بمرحلة تغيير جذري، وأن ما بعد الحرب في أوكرانيا لن يكون كما قبلها، وأن عهد أحادية القطب انتهى. (وكالات)