عادي

التوزيع العادل للقاحات

22:19 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

آتشال برابلا- (سيانتفيك أمريكان)

بعد مضي عامين ونصف العام على بداية جائحة «كوفيد- 19»، تبدو الإحصاءات قاتمة، فبينما تلقّى 80% من سكان البلدان الأغنى على وجه الأرض جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، فإن تلك النسبة تنخفض إلى 18% في حالة البلدان الأفقر، إضافة إلى أن عدد الوفيات لا يمكن حصره فعليّاً؛ فلا أحد يعلم على وجه اليقين عدد من قضوا نحبهم من جرّاء عدوى الفيروس، فذلك العدد قد يبلغ نحو ستة ملايين، وفق الإحصاءات الرسمية لعدد وفيات الفيروس، أو قد يقترب من 15 مليوناً، وفقاً لتقديرات دراسة منظمة الصحة العالمية لعدد «الوفيات الزائدة»، التي تناولت معدلات الوفاة المرتفعة إلى درجة استثنائية، متضمنة الوفيات التي يُحتمل أن تكون ناجمة عن عدوى «كوفيد- 19» لكنها لم تُنسَب إليها.

وفي الوقت الحالي، هناك وجهتا نظر سائدتان ومتفائلتان، الأولى هي أن الجائحة كانت كارثية، لكنها انتهت، والأخرى ترى أنه بينما كان انعدام المساواة في توزيع اللقاحات عام 2021 أمراً لا يُغتَفر، فإن الدول الفقيرة لديها من الجرعات حاليًّا ما يكفيها لبعض الوقت، وكلتا وجهتي النظر هاتين بعيدة كل البعد عن الحقيقة؛ فمن الواضح أن الجائحة لم تنتهِ على الإطلاق، إذ ينتشر حاليّاً متحور فرعي جديد من «أوميكرون». وأصبح هو السلالة السائدة في جميع أنحاء العالم، وعلينا أن نتوقع ظهور المزيد من الطفرات، وإضافة إلى هذا، ففي حين أن فرص البلدان الفقيرة في الحصول على بعض لقاحات «كوفيد- 19» ربما تكون قد تحسنت، إلا أن تلك البلدان محرومة تقريباً من الحصول على لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال mRNA، التي تُعد أكثر فاعلية ضد سلالة «أوميكرون»، ما يجعل سكانها عرضة للعدوى.

ولو توافرت هذه اللقاحات على نطاق واسع، فسيتغير الوضع في عالمنا، لكن هذا لن يتحقق إلا إذا أرْخت الشركات الرئيسية المطورة لتلك اللقاحات من قبضتها الاحتكارية، وهذه الشركات هي: «موديرنا»، و«فايزر»، و«بيونتك».

ويمكن تحضير جرعات تلك اللقاحات على نحو أسرع وأكثر يسراً من اللقاحات التقليدية، وبواسطة عدد أكبر من الجهات المُصنعة أيضاً؛ فحتى تفشّي جائحة فيروس كورونا، كانت جميع لقاحاتنا تتطلب عملية استنبات في البيض، أو الخميرة، على سبيل المثال، وهي عملية معقدة تستغرق وقتاً طويلاً، لكن لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال تنطوي على حيلة ما، فرغم أنها يُمكن تحضيرها في أنبوبة اختبار، إلا أن أجسامنا تتعامل معها على أنها مواد بيولوجية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8mc3nv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"