أبوظبي: «الخليج»
يحتفي العالم في فبراير من كل عام بشهر التوعية بأمراض القلب، لذا تعتزم «أبوظبي 360»، المبادرة المجتمعية الشاملة التي أطلقت أخيراً لتعزيز اللياقة البدنية والذهنية في الإمارة، الإضاءة على أفضل الطرائق التي يمكن اتباعها لتحسين صحة القلب.
وتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيس للوفيات في جميع أنحاء العالم، وبلغ عددها عام 2019 نحو 17.9 مليون بنسبة 32% من إجمالي الوفيات في ذلك العام.
وأشارت دراسة إلى أن أكثر من نصف سكان الإمارات، يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية. كما تتسبب هذه الأمراض سنوياً بنحو 40% من الوفيات في الدولة.
كما أشارت دراسة أجريت عام 2022 إلى انخفاض وسطي أعمار المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية في الإمارات، بمعدل 10-15 عاماً مقارنةً بمتوسط أعمار المصابين في العالم. وأشار عدد من الأطباء في الإمارات إلى بدء ظهور هذه الأمراض في بعض الحالات عند الأشخاص بعمر 30 أو 40 عاماً.
وتؤثر أمراض القلب والأوعية الدموية بوضوح في صحة جسم الإنسان؛ حيث تتراكم صفائح الدهون في الأوعية الدموية، بسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول أو السكر في الدم أو التدخين أو ارتفاع ضغط الدم، ما يؤدي إلى تضيق الشرايين، ومن ثم الشعور بالألم وتباطؤ الدورة الدموية. والحالات التي يمكن أن تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: ارتفاع نسبة الكوليسترول والإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والوزن الزائد، وقلة النشاط واللياقة البدنية، وتناول الأطعمة غير الصحية أو المعالجة، والتقدم بالعمر أكثر من 55 عاماً للنساء وأكثر من 45 عاماً للرجال، وإصابة أحد أفراد الأسرة بأمراض القلب والأوعية الدموية (استعداد وراثي للإصابة بهذه الأمراض).
ويمكن تلخيص النهج الصحيح للوقاية، بثلاث خطوات سهلة، وهي: ممارسة التمارين الرياضية، وتناول الأطعمة الصحية، وقضاء مزيد من الوقت مع أفراد الأسرة والأصدقاء.
وتقول لطيفة بن حيدر، شريكة مؤسسة في شركة «مينتال هيلث الإمارات»: «تسهم ممارسة التمارين الرياضية في الحدّ من إفراز هرمونات التوتر، وتساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق، بتعزيز إفراز هرمونات الإندورفين، ما يعزز صحة القلب.
وينصح «مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي» بالجمع بين تمارين الأيروبيك والقوة لتحسين صحة القلب، حيث تساعد تمارين الأيروبيك، مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات، على تحسين مستويات التنفس وتعزيز معدل ضربات القلب، ويفضل البدء بممارسة الرياضة لأوقات قصيرة في البداية، لتجنب الشعور بالإرهاق أو التعب، ويمكن زيادة مدة هذه التمارين تدريجاً للوصول إلى 150 دقيقة أسبوعياً، وهو ممكن تطبيقه بالالتزام الدائم.
ويُعدّ نظام حمية البحر الأبيض المتوسط، والمنتشر بشكل كبير في منطقتنا، من أفضل البرامج الغذائية التي تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، ويركز على تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، والمكسرات، والبذور والأسماك والزيوت النباتية، ولا سيما زيت الزيتون؛ في حين يحدّ من تناول اللحوم الحمراء ومشتقات الحليب، فضلاً عن الوجبات السريعة والأطعمة المعالجة. وتتميز الوجبات المحضرة منزلياً من المكونات الطازجة بفوائدها الصحية التي تتفوق بالتأكيد على جميع الوجبات السريعة.
كما يمكن أن نستبدل بالأطعمة غير الصحية، مثل البطاطس المقلية والبرغر، السلطات المغذية، ويمكن الاستعاضة عن الحلويات، بالفاكهة الطازجة أو قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسبة أقل من السكر والحليب.
وأظهرت الكثير من الدراسات، أن قلة العلاقات الاجتماعية تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقالت لطيفة بن حيدر «لطالما أكد العلماء والأطباء ارتباط اللياقة الذهنية والجسدية معاً، كما أن قلة العلاقات الاجتماعية سبب رئيس في تدهور الصحة بشكل عام، حيث إن الشعور بالوحدة يعزز خطر الإصابة بأمراض القلب مثل السكتة القلبية. ويمكن أن يسهم الدعم الاجتماعي والشعور بالألفة، بتخفيف مستويات القلق والتوتر، ما يتيح للشخص التغلب على مختلف المشاكل الجسدية والذهنية، ويفاقم الاكتئاب والقلق من مشاكل الصحة القلبية، ويرتبط حدوثهما إلى حد كبير مع وجود المشاكل الاجتماعية، وترتفع مستويات الأوكسايتوسين لدى الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية متينة، حيث يعمل هذا الهرمون على خفض مستويات التوتر والقلق وتعزيز شعور الشخص بالدعم والألفة والثقة، ومن ثم يخفف خطر الإصابة بأمراض القلب».
