دبي : أحمد البشير
لايكاد يفلت موقع إخباري أو وسيلة إعلامية حول العالم من خبر أو تقرير أو فيديو من القمة العالمية للحكومات، التي اختتمت أعمالها في دبي، الأربعاء، بعد 3 أيام من زحام النشاطات والمواقف التي أطلقها المشاركون في فعاليات القمة التي احتفت بدورتها العاشرة هذا العام.
كيف لا والقمة جمعت 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 250 وزيراً، ورجال أعمال ومسؤولون حكوميون وقادة فكر، و10 آلاف متخصص ومسؤول حكومي، و80 منظمة دولية، وشهدت توقيع 80 اتفاقية عالمية بين الدول المشاركة.
وقد اهتمت الصحافة العالمية بشكل ملحوظ بتصريحات المسؤولين الأمميين، وكذلك بالحوار الذي جمع إيلون ماسك مع محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة العالمية للحكومات، وهو الثاني لهما في القمة.
«كوب 28»
واهتمت وكالات الأنباء والصحف العالمية الكبرى بمشاركة سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف «كوب 28» في القمة.
وفي هذا الصدد، قالت «الغارديان» The guardian إن دولة الإمارات تكثف جهودها لتعزيز التعاون والعمل الشامل والتكاملي الذي يسعى إلى توحيد جهود الاقتصادات الناشئة والدول المتطورة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص إضافة إلى مستهلكي الطاقة ومنتجيها بهدف إيجاد الحلول المناسبة وتحقيق التغيير المطلوب.
وتحدثت الصحف العالمية عن دور دولة الإمارات الرائد في العمل المناخي بصفتها شريكاً مسؤولاً وموثوقاً للمجتمع الدولي في دعم جهود التحول إلى الطاقة النظيفة؛ إذ تحتضن ثلاثة من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم وأقلها في تكلفة الإنتاج، كما استثمرت أكثر من 50 مليار دولار في مشروعات الطاقة المتجددة في 70 دولة في أنحاء العالم، وتعتزم إطلاق استثمارات إضافية بقيمة 50 مليار دولار بحلول 2030.
وكانت دولة الإمارات أول دولة في المنطقة توقع وتصدق على اتفاق باريس للمناخ وتلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية وتعلن مبادرة استراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وانطلاقاً من سجلها الحافل والريادي، تتعهد دولة الإمارات برفع سقف الطموح في هذا العقد الحاسم بالنسبة للعمل المناخي.
وسلطت «فوكس 24» على قول الجابر في كلمته على هامش مؤتمر القمة العالمية للحكومات إننا «بحاجة إلى مضاعفة حجم استخدام الطاقة المتجددة بواقع ثلاث مرات مما عليه الآن، ومضاعفة إنتاج الهيدروجين، وتوسيع نطاق استخدام الطاقة النووية، وتحسين أداء البطاريات وتخزينها»، مشيراً إلى أنه في حال «كنا جادين في عمليه التقاط الانبعاثات، فنحن بحاجة إلى توسيع نطاق تقنيات احتجاز الكربون».
صندوق النقد الدولي
وركزت الصحافة الاقتصادية على تصريحات المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، التي أوضحت من القمة العالمية للحكومات في دبي، أن «ما تعلمناه من جائحة كوفيد-19 والحرب الدائرة في أوكرانيا، هو أننا نعيش في عالم أكثر عرضة للصدمات، هذا بالإضافة إلى الأزمات المفاجئة التي يمكن أن نتعرض لها، كما حدث في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا».
وأضافت: «يتعين علينا جميعاً تغيير طريقة تفكيرنا لنكون أكثر مرونة وأكثر توجهاً نحو بناء المرونة على جميع المستويات، حتى نتمكن من التعامل مع الصدمات بشكل أفضل». وأشارت جورجيفا إلى أن «الاقتصاد العالمي لا يزال في وضع صعب للغاية».
راي داليو
وسائل إعلام أخرى، ومن بينها «Asia Net News» و«Time Snow News»، اهتمت بما قاله الملياردير والمستثمر الأمريكي راي داليو من إن الهند ستحقق أعلى معدل نمو خلال السنوات المقبلة. حيث أوضح داليو، وهو أيضاً مؤسس شركة «بريدجووتر أسوشيتس» خلال مناقشة مع محمد القرقاوي، على هامش القمة العالمية للحكومات تحت عنوان «الحكومات والنظام العالمي المتغيّر»: «إن الدول التي لم تشارك في الحروب، ووقفوا بعيداً عن النزاعات الدولية، مثل نزاع القوة بين الولايات المتحدة والصين، تشهد ازدهاراً وتطوراً»، مشيراً إلى أن الدول المحايدة مثل الهند ستتطور بصورة ملحوظة.
وأضاف: «من خلال النظر إلى الإحصاءات التي تستخدم معدلات النمو لمدة 10 سنوات، ستتمتع الهند بأكبر وأسرع معدل نمو اقتصادياً، وسيكون لديها أكبر تحول من أي بلد آخر».
التاكسي الجوي
كذلك، كان للاتفاقيات والمبادرات التي أطلقت على هامش القمة النصيب من التغطيات الدولية، ومن ذلك ما اهتمت به وكالة «أسوشيتد برس» من إن دبي تخطط لإطلاق سيارات الأجرة الطائرة بحلول عام 2026، حيث تم اعتماد نماذج وتصاميم محطات «التاكسي الجوي» في منصة هيئة الطرق والمواصلات في القمة العالمية للحكومات.
وفي هذا الصدد، أشارت «New York Post» إلى أن المرحلة الأولى من تشغيل التاكسي الجوي، تشمل اختيار الشركات المصنعة والمشغلة من حيث التقنيات والخطة الزمنية، وكذلك تحديد مواقع المحطات، حيث جرى اختيار 4 مواقع مبدئية للمحطات.
«سي بي 24» و«سبيكتروم نيوز» قالتا إن مركبات التاكسي الجوي تتميّز بإمكانية الإقلاع والهبوط العمودي، وهي مركبات مستدامة صديقة للبيئة، تعمل بالطاقة الكهربائية، ولا تتسبّب في أية انبعاثات بيئية، كما تمتاز بالأمان والراحة والسرعة، ويصل مداها إلى 241.4 كيلومتر كحد أقصى، وسرعتها القصوى تبلغ 300 كيلومتر في الساعة، وطاقته الاستيعابية تتسع لأربعة ركاب إضافة إلى قائد التاكسي الجوي.
إيلون ماسك
وكان لمشاركة إيلون ماسك نصيب الأسد من اهتمام الصحافة العالمية، حيث حذر خلال مشاركته عن بعد في القمة، من مخاطر الذكاء الاصطناعي ومن أن التطوير غير المقيد للذكاء الاصطناعي يشكل تهديداً وجودياً محتملاً للبشرية مع انتشار شعبية منصة «تشات جي بي تي».
ودعا الملياردير ورائد الأعمال ورئيس موقع «تويتر» الحكومات خلال القمة إلى تطوير حواجز أمان واضحة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أثناء مناقشة صعود برنامج المحادثات «تشات جي بي تي» والتطورات الأخرى في مجال التكنولوجيا.
ووفقاً لما تناقلته «سي إن بي سي» و«بلومبيرغ» و«رويترز» و«NBC» و«Sunstar»، وعشرات المواقع الإخبارية، قال ماسك: «الذكاء الاصطناعي هو أحد أكبر المخاطر على مستقبل الحضارة»، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي يعتبر إيجابياً أو سلبياً على حد سواء، فهو يحمل في طياته وعوداً كبيرة وإمكانيات هائلة، ولكن أيضاً مخاطر محدقة.
واهتمت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأمريكية بقول ماسك، إن الوقت الأنسب لإيجاد شخص جديد لإدارة شبكة التواصل الاجتماعي «قد يكون بحلول نهاية عام 2023».
وقال ماسك، وفقاً لما نقلته مواقع مثل «ديترويت نيوز» و«إن واي 1» و«سي بي24»، خلال مشاركة عبر الفيديو في القمة العالمية للحكومات، «أعتقد أنه من المحتمل أن يكون آخر نهاية هذا العام توقيتاً جيداً لإيجاد شخص آخر لإدارة الشركة. قد أحتاج إلى تحقيق الاستقرار في المؤسسة والتأكد من أنها في وضعٍ صحي وأن خريطة الطريق واضحة. وأعتقد أنّها ستكون في وضع مستقر قرب نهاية هذا العام».
وبعيداً عن السياسة والاقتصاد والشؤون الحكومية، نقلت «أسوشيتد بريس» قول الممثل إدريس إلبا إنه سيلتزم بكونه المحقق جون لوثر - وليس جيمس بوند. وفي حديثه أمام القمة العالمية للحكومات في دبي، أثار إلبا المناقشات المستمرة حول توليه منصب الجاسوس البريطاني الشهير إيان فليمنغ. ازداد صوت هؤلاء بعد وفاة دانيال كريج بدور بوند في الفيلم الخامس والعشرين من السلسلة بعنوان «لا وقت للموت».
