عادي
أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب

سلطان النيادي ينطلق بـ «طموح زايد» إلى «المحطة الدولية»

13:51 مساء
قراءة 6 دقائق
محمد بن زايد ومحمد بن راشد

دبي: «الخليج»

أعلن «مركز محمد بن راشد للفضاء» نجاح إطلاق مهمة «طموح زايد 2» التي يخوضها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، إلى محطة الفضاء الدولية، وهي أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب. ويوجد طاقم المهمة الآن داخل كبسولة «كرو دراغون» التابعة لشركة «سبيس إكس»، حيث سيقضي 24 ساعة في مدارٍ حول الأرض، قبل الالتحام بمحطة الفضاء الدولية.

وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن المشاركة في هذه المهمة تشكّل جانباً مهماً من رؤية دولة الإمارات لتعزيز إسهامها في علوم المستقبل.

 وقال سموّه «مشاركة أبناء الإمارات في هذه المهمة الفضائية خطوة نوعية مؤثرة في سبيل تحقيق رؤيتنا للأجيال القادمة، وتعزيز حضورها شريكاً أساسياً في صناعة المستقبل. دولة الإمارات لديها استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى تطوير كوادرها وتأهيلهم بشكل قوي، ليكونوا في طليعة مسيرة الاستكشاف العلمي».

 وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن طموح الدولة في الفضاء سيترك بصمة قوية تليق باسم الإمارات، وقال «طموحنا في استكشاف الفضاء وعلومه لا حدود له. نحرص على ترسيخ حضورنا في هذا القطاع الواعد وترك بصمة قوية تليق باسم الإمارات».

 وأشار سموّه إلى أن طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، طالما كان مصدر إلهام لأبناء الإمارات، وقال «إن طموح زايد ألهمنا، ورسم لنا ملامح الطريق الذي نسير فيه لنكون دوماً في المقدمة. الآن وبطموح زايد نشارك في أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب».

وقال سموه على تويتر: «انطلق ابن الامارات سلطان النيادي تحوطه رعاية الله وعنايته إلى الفضاء ليكون أول رائد فضاء عربي في مهمة طويلة الأمد تستغرق ستة أشهر لمحطة الفضاء الدولية .. أبناء الإمارات فخر وعز.. أبناء الإمارات يرفعون رؤوسنا في العالم.. ويرسمون لشباب العرب طريق كله أمل وعلم» وانطلقت المهمة الثانية لدولة الإمارات، لإرسال روّاد فضاء إماراتيين إلى محطة الفضاء الدولية، من المجمع رقم 39A في قاعدة كيب كانافيرال الفضائية، بمركز كينيدي للفضاء التابع «لناسا»، في ولاية فلوريدا، حيث تم الإطلاق، أمس الخميس، الساعة 9:34 صباحاً، بتوقيت الإمارات، على أن تصل الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية، اليوم الجمعة، 3 مارس/ آذار، الساعة 10.17 صباحاً، على متن صاروخ «فالكون 9»، التابع لشركة «سبيس إكس». وعقب نجاحه في حمل كبسولة «كرو دراغون»، الموجود على متنها طاقم المهمة، إلى مدار منخفض، عاد صاروخ «فالكون 9»، مجدداً إلى الأرض.

الصورة
1
  • مهمة Crew – 6

وسيكون رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين، قائد المهمة، من وكالة «ناسا»، ورائد الفضاء وارين هوبيرغ، قائد المركبة، من وكالة «ناسا»، ورائد الفضاء أندري فيدياييف، اختصاصي مهمة، من وكالة روسكوزموس. وستكون المهمة ضمن البعثة 6968 إلى محطة الفضاء الدولية. ويشير مفهوم الرحلة الاستكشافية نحو محطة الفضاء الدولية، إلى الأطقم الموجودة على متن المحطة لإجراء تجارب وأبحاث علمية، ويمكن أن تضم هذه الرحلات الاستكشافية بين 2 و7 رواد فضاء، وقد تستمر حتى 6 أشهر. وترقّم تلك الرحلات بالتسلسل، ويزداد هذا التسلسل تدريجياً مع زيادة عدد الرحلات مستقبلاً.

 ويوجد حالياً طاقم «البعثة 68» على متن محطة الفضاء الدولية، ويتكون الطاقم من روّاد الفضاء الأمريكيين من وكالة «ناسا»، وهم: فرنسيسكو روبيو، وجوش كاسادا ونيكول مان، ورائد الفضاء كويتشي واكاتا، من وكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، ورواد فضاء من وكالة روسكوزموس: دميتري بيتلين، سيرجي بروكوبييف وآنا كيكينا.

الصورة
1
  • دعم القيادة قوة وإلهام

وقال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة المركز «بينما نستكشف أعماق الفضاء، تراودنا آمال وأحلام كبيرة بوطننا، وتحثّنا على صنع التاريخ. واليوم، نحتفل بالإطلاق الناجح لأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب؛ ما يُعدّ رؤية ملهمة للأجيال القادمة. نحن ممتنون لقياداتنا الرشيدة التي وفرت لنا الدعم الكامل؛ دعماً كان مصدر قوة وإلهام لفريق المركز في مواجهة جميع التحديات. وستبقى مهمتنا دوماً رفع راية الإمارات عالياً والبقاء في طليعة الدول المساهمة في الإنجازات العلمية».

  •  تحقيق المستحيل

 وقال سالم المري، المدير العام للمركز «عقب نجاح إطلاق ثاني مهمة إماراتية لرواد الفضاء، وأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، أثبتنا أن تطلعاتنا لا حدود لها، وأننا قادرون على تحقيق المستحيل. أبارك لسلطان النيادي، وكل الفريق الذي يقف خلف هذه المهمة، وعمل جاهداً حتى تُصبح هذه اللحظة التاريخية حقيقة نعيشها الآن. نتطلع إلى 180 يوماً مقبلة على متن محطة الفضاء الدولية».

  • أبحاث وتجارب علمية

 وسيجري رواد فضاء طاقم Crew - 6 تجارب علمية عدة، سيتضمن بعضها أبحاثاً علمية جديدة للتحضير للمهمات البشرية خارج مدار الأرض المنخفض، ومن ثمّ الاستفادة من نتائجها في مختلف علوم الحياة على الأرض. وخلال الأشهر الستة هذه، ستجرى 13 مكالمة مباشرة، و10 اتصالات لاسلكية، وجلسات لبرنامج التوعية المجتمعية مع مؤسسة الإمارات للآداب.

وتشمل التجارب التي سيجريها الطاقم، دراسات عن كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى، وأبحاث رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف، واستقصاء سيجمع عيّنات ميكروبية من خارج المحطة الفضائية. ووفقاً لوكالة «ناسا» هذه التجارب هي مجموعة من أكثر من 200 تجربة علمية وعرض تقني سيتم إجراؤها خلال المهمة. 

 وخلال المهمة، سيجري سلطان النيادي، 19 تجربة علمية، ودراسات متقدمة، بالتعاون مع وكالة «ناسا»، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، تشمل مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، ودراسة النوم، والإشعاعات.

 كما ستشمل المهمة برنامجاً تعليمياً وتوعوياً، من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، حيث اختار المركز مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وسيركز الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء، على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم. والثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى. 

  • مبادرة مجتمعية

 بهدف زيادة التواصل مع المجتمع وأجيال المستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعاون مركز محمد بن راشد للفضاء، مع مؤسسة الإمارات للآداب لبناء برنامج قائم على المعرفة. في إطار هذه الشراكة، أطلق الطرفان ELF in Space - وهي مبادرة تعليمية تسعى إلى تعزيز الإقبال على التعلم في المجتمع.

 وخلال الأشهر الستة التي سيقضيها سلطان على محطة الفضاء الدولية، ستتعاون مؤسسة الإمارات للآداب مع مركز محمد بن راشد للفضاء، لبثّ حلقات أسبوعية تتخللها مقابلات، ومعلومات وحقائق، ومسابقات وأنشطة مختلفة، وكذلك ستقدّم هذه الحلقات الفرصة لجميع الطلاب في دولة الإمارات، لتوجيه أسئلتهم لرائد الفضاء سلطان. ويهدف المركز إلى الوصول إلى 20 ألف طالب وطفل عبر هذه المبادرة، التي من المقرر أن تصبح علامة بارزة في التعليم التفاعلي، للاستفادة من نتائج مهمّة الإمارات الفضائية.

  • الخطوات القادمة

 وستنفذ المركبة الفضائية «سبيس إكس دراغون» الآن سلسلة من المناورات المدارية، التي يراقبها الطاقم، ومركز التحكم لتوجيه المركبة الفضائية نحو المنفذ المواجه للفضاء في وحدة «هارموني»، في محطة الفضاء الدولية. 

عقب ذلك سيرتفع مدار المركبة الفضائية تدريجياً بسلسلة من المناورات، لتكتمل عملية الالتحام بالمحطة خلال دقائق. وبالرغم من أن عملية الالتحام مصممة أوتوماتيكياً، فإن الفريق يمكنه تنفيذ تلك العملية يدوياً إذا لزم الأمر.

وعقب نجاح الالتحام بمحطة الفضاء الدولية، سيُقيم رواد فضاء البعثة 68، حفل ترحيب لاستقبال طاقم المهمة Crew 6. أما بالنسبة لطاقم مهمة Crew 5، فسيعودون إلى الأرض مرة أخرى بعد وصول طاقم Crew 6 بأيام قليلة، ومن المتوقع هبوطهم قرابة سواحل فلوريدا.

 وسيتمكن طاقم Crew 6 خلال وجوده في المحطة الدولية، من مشاهدة وصول مركبات الشحن الفضائية، بما فيها مركبة الشحن «سبيس إكس دراغون»، و«بروغريس». كما ستكون أمامهم فرصة للترحيب بروّاد فضاء مسموهمة «إكسيوم 2» ورواد طاقم مهمة اختبار الطيران المداري من بوينغ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3rc45fr8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"