عيسى كاظم: التكنولوجيا المالية في دبي تشكل مستقبل القطاع المالي

أكد عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، أن قطاع التكنولوجيا المالية في دبي محرك رئيسي للابتكار والنمو الاقتصادي، بما يتماشى مع أجندة دبي الاقتصادية (D33) لتكون المدينة بين أهم أربعة مراكز مالية عالمية، مشيراً إلى أن التكنولوجيا المالية في دبي تساهم في تشكيل مستقبل القطاع المالي من خلال تقديم حلول مبتكرة، أسرع وأكثر كفاءة، كما أن دبي في موقع يؤهلها لقيادة توجهات التكنولوجيا المالية التي تلعب دوراً مهماً في تشكيل المشهد المالي.
وأضاف في كلمة له أمام قمة دبي للتكنولوجيا المالية التي تنطلق على مدار يومي 8 و9 مايو/ أيار في مدينة جميرا، أن مركز دبي المالي العالمي أصبح محركاً رئيسياً لنمو اقتصاد دبي، ومساهماً كبيراً في الناتج المحلي الإجمالي. وسجل المركز نمواً بمعدل خمسة أضعاف أسرع من متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي لدبي على مدى السنوات العشر الماضية، كما ساهم المركز بنحو 6% في الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح كاظم أن قطاع التكنولوجيا المالية وشركات الابتكار كانت المحرك الرئيسي للنمو على مدى السنوات الثلاث الماضية، والتي ساهمت بأكثر من 27% من النمو الإجمالي لعملاء المركز.
وأكد أن أحد الأسباب التي جعلت دبي تتحول بسرعة إلى مركز عالمي للتكنولوجيا المالية هو النهج الاستباقي الذي يتبعه صناع السياسات.
وأشار إلى أنه يجب على الجهات الحكومية توفير النظام الصحيح لتمكين الابتكار والاختبار والاستثمار والنمو، لهذا السبب استثمرت دبي ومركز دبي المالي العالمي، بكثافة في نظامها للتكنولوجيا المالية من خلال إنشاء إطار تنظيمي داعم ومرن، ما يوفر الوصول إلى التمويل والموارد للشركات الناشئة والشركات القائمة على حد سواء.
ولفت إلى أن شركات التكنولوجيا المالية والابتكار في مركز دبي المالي العالمي جمعت، العام الماضي، تمويلات بأكثر من 615 مليون دولار.

• مستقبل القطاع المالي

وتابع كاظم: سمح تطور قطاع التكنولوجيا المالية للأفراد والشركات في المنطقة بالوصول إلى خدمات مالية موثوقة وبأسعار معقولة تدعم التجارة عبر الحدود وتعزز النمو الاقتصادي بشكل أكبر، وأدى اعتماد التكنولوجيا المالية أيضاً إلى تطوير نماذج وخدمات أعمال جديدة مثل إقراض (peer to peer lending)، والمحافظ الرقمية، والمستشارين الآليين.
وأكد أن قطاع التكنولوجيا المالية في دبي يساهم في تشكيل مستقبل القطاع المالي من خلال تقديم حلول مبتكرة أسرع وأكثر كفاءة، وأكثر سهولة في متناول المستهلكين والشركات، بينما نتحرك نحو عالم متصل رقمياً أكثر من أي وقت مضى. وأكد أن دبي في موقع جيد لتقود التوجهات في قطاع التكنولوجيا المالية التي تلعب دوراً مهماً في تشكيل المشهد المالي.
وأشار إلى أن البيئة التنظيمية في دبي تدعم للابتكار، حيث أدخلت سلطة دبي للخدمات المالية (DFSA) برنامجاً يسمح لشركة التكنولوجيا المالية باختبار منتجاتها وخدماتها في بيئة خاضعة للرقابة، ويسهم هذا الأمر في تقليل مخاطر مشكلات الامتثال التنظيمي ويمكّن الشركات الناشئة من ضبط عروضها قبل الذهاب إلى السوق، كما أنشأ مركز دبي المالي العالمي مركزاً للابتكار لتوفير منصة للتعاون بين الشركات الناشئة والشركات والمستثمرين، كما نشجع على التعاون بين المؤسسات المالية التقليدية وشركات التكنولوجيا المالية، لا سيما مع التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تقود الابتكار بوتيرة سريعة داخل القطاع، ومساعدة القطاع على تحقيق أقصى استفادة من الموقع الجغرافي القريب لدبي من الأسواق النامية.
وقال في الوقت الذي يواجه العالم تحديات غير مسبوقة بمواجهة التباطؤ الاقتصادي والتضخم أثناء محاولة معاجلة المشاكل المتعلقة بتغير المناخ والاستدامة، نشهد طفرة هائلة في اعتماد حلول التكنولوجيا المالية، حيث أصبح المستخدمون أكثر ذكاء في مجال التكنولوجيا. ووفقاً لتقرير شركات التكنولوجيا المالية لعام 2022 الصادر عن «فينتك هايف» التابع للمركز، من المتوقع أن يتضاعف حجم القطاع من أكثر من 135 مليار دولار في عام 2021 إلى ما يقرب من 270 مليار دولار في عام 2027.