عادي
ألفت كتاباً عن معاناتها

هجون الزيودي تقهر «الجنف» بالكتابة والأمل

23:41 مساء
قراءة دقيقتين

دبي: محمد الماحي

نجحت الفتاة الإماراتية هجون الزيودي (18 عاماً) بالتغلب على مرض «الجنف» الذي يصيب العمود الفقري بانحناء جانبي في شكل «C» أو «S»، ويؤدي إلى صعوبة في الحركة، كما يؤدي الجنف الشديد إلى تلف الرئتين والجهاز الهضمي بالضغط عليهم الزائد عن الحد.

وكان لدى هجون عزيمة وإصرار خلال معاناتها الطويلة في التغلب على المرض، وساعدتها الكتابة في معركتها مع الجنف التي استمرت أكثر من 6 سنوات، وخضعت لعملية جراحية لدمج الفقرات في «مستشفى برجيل للجراحة المتطورة» في دبي.

وألفت هجون كتاباً عن معاناتها تحت عنوان «رغم شوك الحياة»، لتشارك الناس ما مرت به، وتنشر الأمل وتفض الألم من نفوس الناس، وتثبت أن المستحيل في هذه الحياة غير وارد في قاموسها، وأن الصعاب نعمة تمر على الإنسان لتعلمنا كيف نكون أقوياء.

وفي التفاصيل، تقول هجون الزيودي، الطالبة في «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا» وتسكن في الفجيرة، إن أهلها اكتشفوا حالة الجنف التي لديها عندما كان عمرها 11 عاماً، وأن كتفيها لم تكونا متساويتين، وأصروا على ذهابها لأحد مستشفيات العاصمة أبوظبي، للكشف عن ذلك، فتبين أن لديها انحناءً ووصفوا لها علاجاً طبيعياً، وقالوا لها إن عليها ممارسة السباحة والتسلّق، مع العلاج الطبيعي لتمرين عمودها الفقري.

مجسم هيكل

بعد ذلك عندما عادت من إجراء العلاج الطبيعي، وجد الأطباء أن الانحناء قد زاد، وأن العلاج الطبيعي لم يكن مناسباً لحالتها، وطلبوا تفصيل مجسّم لهيكلها الخارجي طُلب من دولة خارجية، لتقويم عمودها الفقري، وكانت تلبسه دائماً ويسبب لها الكثير من الإحراج وتقييد الحركة، ولكنها كانت مصرّة على أن تعالج ما ألمّ بها وتتخطى هذه المرحلة من حياتها.

بعد ذلك تبين أن القياسات لم تكن صحيحة في المجسّم، وأن الذي طلب منها لم يفدها، لأن المشكلة ليست من ممارسة العادات اليومية غير الصحيحة. وحوّلت أوراقها من أبوظبي إلى «مستشفى برجيل» في دبي، عند الدكتور فراس حسبان، استشاري جراحة العظام، الذي أكد ضرورة إجراء العملية الجراحية في الحال، وبالفعل تمت العملية بنجاح، ومن دون أي مضاعفات.

وقال د. حسبان في تفاصيل حالة هجون «عندما أتت إليّ هجون في البداية، رأيت في عينيها الأمل بالتعافي، وقررت مساعدتها بكل الطرائق الممكنة، وأظهرت الأشعة السينية لها وجود منحنى مضاعف في عمودها الفقري، وبلغت درجة ميلان المنحنى الصدري لها 39 درجة، والمنحنى القطني 43 درجة، وشخّصت بالجنف المراهق المجهول السبب.

وأعرب والدا هجون، عن بالغ سعادتهما بنجاح العملية، وقالا «استطاعت الحركة في اليوم التالي للعملية. نحن مسروران أن ابنتنا كان مؤهلة لهذه العملية. ونشكر للطاقم الطبي في المستشفى، حسن الرعاية، وللدكتور حسبان إتاحته هذه الجراحة في المنطقة».

وقالت هجون، «الآن في شهر التوعية بالجنف في يونيو من كل عام، أحب أن أشارك قصتي مع الجميع، وأشجعهم على مثل هذا الخيار، وأقول لهم: لا يأس مع الحياة، وبعد كل معاناتي مع الجنف، أنا فخورة بما وصلت إليه، وأشكر الدكتور فراس حسبان على جهوده في معالجتي بطريقة مميزة واستثنائية ومن دون ألم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxwnh4b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"