دافع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي يواجه عشرات التهم المتعلقة بإساءة التعامل مع وثائق حكومية سرية، عن نفسه في مقابلة على شبكة «فوكس نيوز»، قائلاً إن انشغاله الشديد منعه من فرز هذه الوثائق التي اختلطت بمتعلقاته الشخصية، في وقت أعلنت فيه وزارة العدل الأمريكية، أمس الثلاثاء، أن نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، هانتر بايدن، أقر بثلاث تهم فيدرالية موجهة إليه.
وقال ترامب لمضيفه، بريت بير، على شبكة «فوكس نيوز» في مقابلة حادة بشكل غير اعتيادي على القناة المحافظة التي دعمته خلال رئاسته، إنه لدى مغادرته البيت الأبيض بسرعة في يناير/ كانون الثاني 2021 اختلطت متعلقاته الشخصية مع الوثائق الحكومية السرية. وأضاف «في حالتي، أخرجتها على عجل إلى حد كبير، لكن أشخاصاً قاموا بتوضيبها ثم غادرنا، وكانت لدي ملابس هناك وكل أنواع المتعلقات الشخصية، والكثير من الأشياء». وزعم ترامب «لديّ كل الحق في الاحتفاظ بهذه الصناديق». وعندما سأله بير عن سبب عدم تسليمه الوثائق وحسب عندما طلبها المسؤولون، أجاب ترامب «كان علي مراجعة الصناديق وإخراج كل متعلقاتي الشخصية، لا أريد تسليم تلك الأشياء.. حتى الآن». وتابع «كنت مشغولاً جداً كما رأيتم إلى حد ما».
ووصفت وزارة العدل في لائحة الاتهام أدلة بينها تسجيل صوتي لترامب في يوليو/ تموز 2021 خلال اجتماع مع مؤلف وناشر واثنين من موظفيه أبرز خلاله الرئيس السابق ما أسماه وثيقة «سرية للغاية».
وقال ترامب وفق الاتهام «هذه معلومات سرية.. أترون كان بإمكاني بصفتي رئيساً رفع السرية عنها»، مضيفاً «الآن لا أستطيع ذلك».
وعندما ضغط عليه بير الذي كان يتحقق من كل إجاباته بشكل مباشر للتعليق على هذا التسجيل، ادعى ترامب أن ما كان يريه للآخرين «لم يكن وثيقة». وأفاد «كانت معي نسخ من مقالات صحفية ونسخ من مجلات، كميات هائلة من الأوراق حول إيران وأشياء أخرى، ربما أبرزتها وربما لا، لكن هذا لم يكن وثيقة». كما أثار بير مع ترامب مسألة العديد من الجمهوريين الذين عملوا في إدارته، وهم الآن إما يقومون بمنافسته، أو انتقاده بشدة، بما في ذلك بيل بار الذي رفض بصفته وزيراً للعدل النظر في مزاعمه بتزوير الانتخابات.
وفي سياق منفصل، قال ممثلو الادعاء الأمريكي، أمس الثلاثاء، إن هانتر، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، أقر بتهمتين على صلة بالتخلف عن دفع ضريبة دخل فيدرالية. كما أقر هانتر بايدن، في اتفاق مع مكتب المدعي العام الأمريكي في ولايته ديلاوير، بحيازته سلاحاً نارياً على الرغم من تعاطيه للمخدرات. وعلى الفور علق ترامب، عبر منصة «تروث سوشيال» على صفقة الإقرار بالذنب بين نجل بايدن ووزارة العدل الأمريكية. وقال ترامب: «لقد قضت وزارة عدل بايدن الفاسدة على مئات السنين من المسؤولية الجنائية من خلال منح هانتر بايدن مجرد مخالفة مرور. نظامنا مكسور». وذكرت وكالة «إن بي سي نيوز» أنه تم إعلان تهم فيدرالية ضد هانتر بايدن في قضية تتعلق بالضرائب وتهمة حيازة السلاح، حيث يُتوقع أن يقر بالذنب في الرسوم الضريبية فقط، كما سيتم تحويله قبل المحاكمة لتهمة السلاح. وأعلنت وزارة العدل أن هانتر بايدن أبرم صفقة لتسوية تهم الضرائب والأسلحة، وسيقر بالذنب في بعض الجرائم. وأضافت الوزارة أن «الاعتراف بهذه التهمة يعني بشكل أساسي، أنه إذا ظل هانتر بعيداً عن المشاكل لبضع سنوات، فإن التهمة ستختفي طبقاً للاتفاق مع سلطات التحقيق». وبعد الصفقة، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، إيان سامز، تعليقاً على كشف لائحة الاتهام واتفاق الادعاء مع هانتر بايدن، أن «الرئيس والسيدة الأولى يحبان ابنهما ويدعمانه وهو يواصل إعادة بناء حياته. لن يكون لدينا أي تعليق آخر». (وكالات)
