يقول الكاتب الألماني ديتمار دات، في كتابه «أبطال خارقون»، ترجمة د. نيرمين الشرقاوي: «أبطال طفولتي لم يبقوا في مرحلة الشباب، كما أن الحياة لم ترحمهم، لقد أحيل «باتمان» أكثر من مرة إلى التقاعد، بل وتعرض للموت، وللإصابة بالشلل النصفي في بعض الأحيان، وتزوج «سوبرمان»، و«سبايدرمان»، كذلك صار من الصعب التعرف إلى «رجال إكس»، أما «الفانوس الأخضر» فقد ارتكب جرائم فادحة في ظل معاناته من التشوش العقلي والأخلاقي».
يوضح المؤلف أن كل هذا موثق في المجلات المصورة (الكوميكس)، والكتب والأفلام، وعبر وسائط حفظ البيانات المتعددة، فالوسائط التي استحدثت لتخزين كل شيء اختلفت، وتعددت أشكالها عبر الزمن، وقد تعرضت البطلات الخارقات والأبطال الخارقون منذ سبعينات القرن العشرين، إلى تغييرات حادة وهزائم منكرة، كما يقول المؤلف.
ويذكر المؤلف كيف كانت البداية: كنا في ملعب الأطفال نعتبر أن الخارقات والخارقين حقاً لا يتغيّرون، ولا يموتون، ولا يتحللون، ونحن معهم ومثلهم، لأن واحداً من أشكال الحب الأول لتلك الشخصيات هو التماهي، كنا نعرفهم هم أكثر مما يعرف بعضنا بعضاً، وهذا يعني أننا كنا نقتسم معهم الأسرار، على سبيل المثال حقيقة الحياة المزدوجة التي عاشتها كثير من تلك الشخصيات.
ديتمار دات المولود في عام 1970 صحفي، ويكتب في النقد السينمائي، وهو أيضاً مؤلف روايات وقصص ومسرحيات وكتب متنوعة، ورواية مصورة واحدة، ويعتبر «مبتكرا للأفكار وللنصوص» التي يصعب تصنيفها تحت نوع أدبي محدد.
