عام آخر للأمير «لوكا» في بلاط الملكي.. هل تستمر الأمجاد؟

الشارقة - «الخليج»
يأمل النجم الكرواتي المخضرم، والأسطورة الحية «للميرنغي» الأمير لوكا مودريتش، مواصلة كتابة صفحات المجد مع ناديه الإسباني ريال مدريد، بعد أن قرر الملكي رسمياً الاحتفاظ بمودريتش وتجديد عقده حتى الانتقالات الصيفية المقبلة.
وكشف ريال مدريد عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اليوم عن تمديد عقد لاعب الوسط الكرواتي لوكا مودريتش لموسم إضافي ينتهي في 30 يونيو 2024.
وخاض مودريتش 488 مع النادي الملكي منذ انتقاله إليه في العام2012،
حيث أحرز 23 لقباً منها خمسة ألقاب لدوري أبطال أوروبا وثلاثة ألقاب للدوري المحلي.
ولعب مباراته الرسمية الأولى «للميرنغي» بعد يومين من تقديمه، في 29 أغسطس 2012، حيث كانت المواجهة الأولى له أمام برشلونة في كأس السوبر الإسباني في ملعب سانتياغو برنابيو حيث حقق لقبه الأول من الفريق.

رحلة كفاح

ولد لوكا مودريتش في قرية كرواتية صغيرة خلال حرب الاستقلال الكرواتية عام 1985، وباعتباره أحد مواليد الحرب توجب عليه أن يمر بالعديد من التجارب المؤلم والصعبة.
حيث عاش مودريتش مع جدّه في منزل حجري صغير، بينما كان والداه يعملان في مصنع قريب لتأمين قوت الأسرة.
وقُتل جدّه برصاص القوات الصربية وهو في عمر السادسة، ما اضطر عائلته إلى الفرار من مسقط رأسها والانتقال إلى فندق للاجئين في مدينة زادار المطلة على البحر الأدرياتيكي.
ودفع استمرار وطأة الحرب وثقل أيامها ودمائها، اللاعب الكرواتي إلى استخدم كرة القدم للهروب من مظاهر الدمار والخوف من حوله.
وتعثرت الأسرة الكرواتية ماليًا كآلاف الأسر آنذاك بسبب مخلفات الحرب القاسية، إلا أن والدي لوكا أدركا موهبة ابنهما وقاما بجمع ما يلزم من المال لإرساله إلى أحد معسكرات التدريب الكرواتية.
حيث أوصى مدرب في المعسكرات بمودريتش للعب في صفوف أحد أكبر الأندية في المنطقة مشيداً بموهبته، لكنهم رفضوا العرض معتقدين أن اللاعب صغير وضعيف للغاية بالنسبة لكرة القدم خاصة في قواعد الاحتراف الحديثة.
وبعمر السادسة عشرة، كرر مدرب في المعسكرات التوصية بمودريتش بعدما ألهبته موهبته بانضمامه إلى نادي دينامو زغرب والذي تم قبوله فيه بأكاديمية شباب الفريق، حيث لعب موسماً واحداً خطف خلاله الأنظار، لتتم إعارته إلى «زرينجسكي موستار» في الدوري البوسني الممتاز.
فاز مودريتش بجائزة أفضل لاعب في الدوري البوسني، لتبدأ قصته الاحترافية ووجهته الجديدة هو بعمر 18 عامًا فقط.
وبعد عودته إلي ناديه الأول، واصل مودريتش تقديم مستوى ممتاز في الموسم التالي، حيث ساعد نادي زغرب في الحصول على لقب الدوري الثاني في غضون عدة سنوات وحصل على جائزة «Prva HNL» وهي جائزة تمنح لدعم مواهب كرة القدم في كرواتيا.
في الموسم التالي ساعد الفريق في الحصول على لقب محلي للمرة الثالثة على التوالي.
وبثلاثة ألقاب مع مجموعة من الجوائز الفردية ينهي أسطورة ريال مدريد في بلاده رحلة وضعته تحت رادارات كبار أندية أوروبا، مثل برشلونة وأرسنال وتشيلسي، لكن الكرواتي استقر في النهاية على الدوري الإنجليزي الممتاز بالتعاقد مع توتنهام هوتسبير.

الكرة الذهبية

وفي مطلع 2012 حقق مودريتش حلم حياته بانتقاله إلى ريال مدريد قادماً من توتنهام مقابل 30 مليون جنيه إسترليني.
وحقق نجاحات كبيرة مع الفريق الملكي عززت تواجده ملكاً علي بساط «البرنابيو» لأكثر من عقد.

حيث كسر اللاعب الكرواتي احتكار النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو لجائزة الكرة الذهبية في السنوات العشر الأخيرة ليتوج بها لعام 2018.
وأعلنت مجلة «فرانس فوتبول» عن فوز «مودريتش» بجائزة الكرة الذهبية «بالون دور» لعام 2018 متفوقًا على 29 لاعبًا تم ترشيحهم للجائزة.

وحقق مسيرة أسطورية في ريال مدريد، حيث ساعد النادي على الفوز بعدد كبير من الألقاب تشمل لقبين في الدوري الإسباني وكأس الملك وأربعة ألقاب سوبركوبا دي إسبانا وثلاثة ألقاب لكأس السوبر الأوروبي وثلاثة ألقاب لكأس العالم للأندية وأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا.

موسم العمر

وحصل لوكا مودريتش على العديد من الألقاب في موسم 2018، عززت فرص الأسطورة الكرواتية في الحصول على جائزة «الكرة الذهبية» من مجلة «فرانس فوتبول»
أبرزها دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية مع نادى ريال مدريد، وقيادته منتخب كرواتيا للحصول على المركز الثاني والميدالية الفضية للمرة الأولى في تاريخ بلاده بجانب الحصول على جائزة أفضل لاعب في البطولة.
كما تم اختيار لوكا مودريتش للفوز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا لعام 2018، وذلك على هامش الحفل السنوي للاتحاد القاري لتوزيع جوائز الأفضل عن موسم 2018 الذي أقيم بإمارة «موناكو» الفرنسية.
وحاز الأمير لوكا على جائزة أفضل لاعب في العالم من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على حساب النجم المصري محمد صلاح والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ليحقق النجم الكرواتي الثلاثية في عام واحد.
مع ثورة التجديد التي تبنتها إدارة ريال مدريد كان هناك عدم يقين بشأن مستقبل النجم الكرواتي المخضرم، ليس بسبب أدائه، ولكن بسبب سياسة الاعتماد على العناصر الشابة.
وكان مودريتش الذي قاد بلاده للتويج ببرونزية مونديال قطر 2022 قد تحدث مؤخراً مع رئيس ريال مدريد «فلورنتينو بيريز» للتعبير عن رغبته في الاستمرار لمدة عام آخر في ملعبه «سانتياغو برنابيو»، بحسب تقرير أوردته صحيفة «آس» الإسبانية.
ليخوض بذلك لوكا مودريتش عامه الـ12 بالقميص الأبيض ويضع نصب عينيه تجاوز 500 مباراة مع الملكي كتاريخ شخصي له (لديه حتى الآن 480 مباراة) ورحب رئيس «الميرنغي» برغبة مودريتش في إعطاء الأولوية لريال مدريد، في الوقت الذي ناقش فيه اللاعب الأمر مع عائلته وبيئته المقربة، واتفقوا جميعاً على أن الوضع المثالي هو الاستمرار حتى عام 2024 في مدريد.
ولعب مودريتش 44 مباراة هذا الموسم، سجل فيها 6 أهداف وقدم مثلها من التمريرات الحاسمة، وهو ما يعادل أفضل رقم قياسي له على مستوى التسجيل الذي سجله في موسم2020-2021.

لوكا مع المنتخب

وسيواصل مودريتش اللعب مع منتخب بلاده كرواتيا، حيث سيخوض هذا الصيف نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد هولندا.
ويأمل اللاعب في خوض منافسات «يورو 2024»، التي ستقام في ألمانيا، ومن المتوقع حضور جماهيري كبير لقرب المسافة مع ألمانيا وسهولة وصول هذه الجماهير.
وشارك لوكا مودريتش في جميع مباريات منتخب كرواتيا في بطولة كأس العالم الأخيرة بقطر 2022، والتي حقق خلالها الفريق برونزية كأس العالم على حساب أسود الأطلسي الفريق المغربي، حيث صرح على هامش المونديال أنه يرغب في المزيد من المشاركات مع منتخب بلاده خاصة يورو 2024.
وخاض لوكا مودريتش 163 مباراة دولية، سجّل خلالها 23 هدفاً.