عادي
صيفنا ثقافة

خلود الجابري.. تستريح على ضفاف الألوان

23:23 مساء
قراءة 3 دقائق
خلود الجابري

الشارقة: أشرف إبراهيم

يطوع الكثير من الكتاب والشعراء أوقاتهم، لإشعال جذوة الكلمات على ضفاف أخرى، وبحسب الحالة المزاجية وما تأنس إليه نفوسهم من رغبة في البوح، وتذهب أحياناً أفكارهم في فترة الصيف نحو استعادة وهج الكلام، وتجديد إيقاع الإبداع، سواء بالتأمل الدقيق لكل ما يبعث على الجمال، ومن ثم الاستكانة إلى دروب الحياة، فللصيف بهجات أخرى في نفوسهم؛ إذ إنه بإمكان الأصابع أن تدور من جديد في الفراغ لتلتقط كتاباً يكون بمثابة مسرة وفرح للاطلاع، أو تأمل وجوه وأمكنة جديدة، أو محاولة استكمال مشروعات في الكتابة تجعلهم على مرمي قريب من الحبر والورق.

تقول الفنانة التشكيلية خلود الجابري: «تتولّد اللوحة الفنية لديَّ من الأسئلة التي أطرحها على ذاتي، حين أستقبل وجه النهار أو الليل في كل يوم، وفي هذه الأجواء التي أستريح فيها على ضفاف الألوان والأوراق، أطاوع ريشتي كثيراً في التشكيل، وأحاول أن أجد مساحة على اللوحات الفارغة؛ لأرسم شيئاً غير معتاد من خلال دربة الرسم والتعاطي مع الأفكار والموضوعات؛ إذ أصبحت أبحث عن ما يرضي قناعاتي، خاصة أن لدي من الوقت ما يجعلني أشكل عالماً آخر من اللوحات، فأحياناً أستدعي الألحان التي أحبها وأسمعها وأنا أتناغم مع فكرة جديدة، فلست من النوع الذي يسلك الأودية المطروقة في الفن».

وتضيف: «حالياً أترك نفسي تماماً لأفكار لا تضع بيني وبين اللوحة حواجز؛ حيث أستخدم قطعاً من الأوراق الصغيرة؛ إذ تبلغ مساحة اللوحة أحجاماً من القطع المتوسط، وأستخدم في العادة ألواناً مائية وأحباراً وأقلاماً؛ لأجرب أنماطاً مختلفة من الرسم، وكل لوحة تأخذ حيزها الزماني أو المكاني وفق الرؤية التي تتشكل في ذهني، فأنا أحاول أن أتحدى ذاتي في رسم لوحة لا تستغرق مني وقتاً طويلاً».

وتلفت إلى أنها قد تستخدم ألواناً طبيعية مستمدة من الطبيعة، مثل الكركم والزعفران والقهوة وأحياناً من الشاي، خصوصاً أن مثل هذه اللوحات الدقيقية تغوص في سير وأمكنة، وتستدعى ذكريات، فأغلب الأفكار التي وظفتها فيها كانت عن المرأة والطبيعة والمراكب والزهور، فهي تذهب أحياناً بأدوات الرسم إلى المراكز التجارية لتتأمل الوجوة وحركة الناس، أو تأنس إلى بيت والدتها الذي يزخر بمقتنيات قديمة وأصيلة، لكنها في كل الأحوال تبتعد تماماً عن تقليد أو محاكاة لوحة موجودة على أرض الواقع؛ لأنها تؤمن بأن الفنان عليه أن يُشكل عالمه البصري من منظور خاص. وتوضح أن اللوحات التي أنجزت منها عدداً كبيراً في الفترة الصيفية، يمكن أيضاً أن توضع على الحوائط، وتزيَّن بها الجدران بحسب كثافتها التعبيرية ورؤيتها المتغيرة للواقع؛ لكونها لوحات صغيرة منمنمة تتوزع فيها الظلال، وتتسق فيها الألوان.

وتبين الجابري أنها في هذه المرحلة تعد لمعرض شخصي، بعد الانتهاء من تجهيز ما يقرب من 50 لوحة من القطعَين الكبير والصغير، خصوصاً أن هذه الفترة من السنة تمنحها القدرة على إنجاز أعمال فنية كثيرة، وأنها تحاول أن يكون المعرض الشخصي متنوعاً ومنسجماً في آن من الناحية الإبداعية، وأنها حالياً تعرض منه بعض اللوحات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «إنستغرام، والفيس بوك»؛ لتستطلع آراء بعض المهتمين بالفن التشكيلي.

وتؤكد أنها تستغل الفترة الصيفية في تجهيز ورش فنية تقدَّم للمبتدئين وأيضاً المحترفين، تعتمد على تقنيات حديثة في الفن التشكيلي؛ إذ تتبلور فكرة هذه الورش في عمل مجموعة من الأعمال الفنية عن طريق الطباعة أحادية الأبعاد، باستحداث قوالب ينفّذها المشاركون عن طريق الحفر على الزجاج، أو استخدام الجلد والخشب، ومن ثم استخدام الألوان المائية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ccsw33u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"