مارلين سلوم
الأسماء تجذبنا، تبشرنا بمشاهدة أعمال بمستوى جيد، نعقد العزم وننطلق مع العمل منذ بدايته وكلنا شوق لاكتشاف المضمون، ونعلم طبعاً أن الأسماء وحدها لا تصنع عملاً جيداً، ولا القصة وحدها تتجسد بشكل جيد بلا ممثلين بارعين ومخرجين مبدعين.. لذلك تحمسنا لمشاهدة الجزء الثالث من سلسلة «ليه لا؟»، الذي سبق أن أمتعنا بقصص غير مألوفة وحلقات خاطفة سريعة، وزادنا رغبة في المشاهدة وجود نيللي كريم في البطولة ومريم نعوم في الإشراف على ما كتبته مجموعة ورشة «سرد»، انطلاقاً من فكرة سارة الطوبجي، والإخراج لنادين خان.
بغض النظر عن المشكلة التي أثارها المسلسل في إحدى حلقاته واتهامه بالإساءة لكلية الآداب قسم علوم المسرح، ما أثار غضب الممثلين والنقيب أشرف زكي، وخرجت مريم نعوم لتقدم اعتذاراً وتوضيحاً.. نتوقف عند نقطتين أساسيتين في هذا العمل: نقطة القضية الجوهرية التي يثيرها، ونقاط الضعف التي تجعله باهتاً إلى حد ما.
القضية التي يروّج لها صناع المسلسل «هل يحق للأم المطلقة الزواج؟»، لكنك حين تمشي مع الأحداث تكتشف أنها تتفرع لأكثر من قضية جوهرية، التمييز في التربية بين البنت والولد، الدلال الزائد للأبناء المؤدي طبعاً إلى إفسادهم، ليس من خلال البطلة شريهان وابنها ياسين وابنتها ياسمين فقط، بل من خلال أصدقائهم أيضاً.. لكن المسلسل للأسف يستعرض المشاكل ويتخطى نقاطاً مهمة فيها دون العودة إليها أو التطرق إليها بعمق، وكأنها مجموعة عناوين بلا تفاصيل، تعتمد على ذكاء المشاهد ليفهم ويستنتج ويمضي، ولعل أبرزها معاناة ياسمين من انشغال أمها باستمرار بياسين وحرصها على إرضائه، دون أن تبدي أي اهتمام بابنتها، وحين تصرخ ياسمين في وجه أمها بغضب من هذا الانحياز والإهمال، يمر المشهد بلا إجابة شافية، وبلا أي تغيير أو إحساس بالندم من قبل الأم!.
استعراض المشاكل والتركيز على أزمة ياسين مع رغبة أمه في الزواج، يشعرك بأن الكتابة هامشية، تلتقط خيوطاً مهمة ثم تفلتها مثل تردد الرجل المطلق وخوفه من الزواج مجدداً، وخوف صديقة شريهان من الارتباط برجل مطلق خوفاً من مشاكل الحياة الزوجية، والمتزوج سراً من مطلقة ترفض إخبار أولادها بهذا الزواج حرصاً على مشاعرهم، وانحراف بعض الشباب والمخدرات..
كانت كافية حلقات المسلسل ال 15 لتقديم عمل دسم، لكن الكتابة متذبذبة، وللإخراج عيوب في بعض المشاهد تبطئ الإيقاع، كما أنه من غير المنطق اختيار وظيفة مضيفة طيران لفريدة رجب (ياسمين)؛ لما تتطلبه المهنة من مواصفات معينة غير متوفرة لديها، بجانب الملاحظات على أداء فريدة وغيرها من الممثلين.
أزمة «ليه لا؟» الثالث أنه يفتقد للعمق، ويكتفي بحشو الفراغ بتكرار الكلام ويقف «محلك سر».
