صيّف بأمان

02:04 صباحا
قراءة دقيقتين

الصيف هذا العام يعلن تمرد الطبيعة على البشر، موجات الحر والفيضانات تضرب أماكن مختلفة من الكرة الأرضية، تكوي الناس حيناً وتغرقهم حيناً، والنيران تشتعل وتلتهم غابات وبيوتاً وتشرد عائلات.. في الشتاء نسميه «غضب الطبيعة»، لكن يبدو أن الغضب موصول ولم يتمكن من تهدئته تبدّل المواسم، فاستمر في الصيف أيضاً.

كعادتها، القيادة العامة لشرطة أبوظبي تطلق حملات توعوية تحذر من خلالها الناس، من كثير من المخاطر وتحثهم على اتخاذ تدابير معينة حفاظاً على سلامتهم، وبإطلاقها النسخة الرابعة من حملة «صيّف بأمان» التي تستمر حتى 31 أغسطس المقبل، تضع مجموعة نقاط تلفت من خلالها انتباه الجمهور إلى أخطاء قد نقع فيها دون انتباه، وتحثنا على اتخاذ التدابير الوقائية والمهمة، كي نصيّف بأمان ونستمتع بالإجازة والسفر والبحر، ونحاول تجنب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة. نقاط ربما اعتدنا على سماعها وقراءتها، لكن التذكير بها ضروري لأن الإنسان يميل أكثر إلى نسيان التفاصيل الدقيقة، وقلة من الناس تجعل من تلك النقاط أسلوب حياة تمارسه بشكل تلقائي، وأولوية تذكر نفسها وأبناءها بأهميتها.

هناك كوارث يتسبب فيها بعض الناس، وسواء ألقوا اللوم على النسيان أو السهو، فهناك شريك ثالث لا بد من الاعتراف بوجوده أحياناً وهو الإهمال، وتلك الكوارث لا ينفع بعدها الندم، مثل حوادث نسيان الأطفال أو تركهم في المركبات دون الأخذ في الاعتبار احتمال الاختناق المؤدي حتماً إلى الوفاة! ناهيك طبعاً عن إهمال السلامة بترك مواد قابلة للاشتعال في السيارات، وعدم الانتباه إلى مخاطر انفجار الإطارات أثناء القيادة.

كل تلك النقاط مهمة، لكن الأبرز في كل ما ذكرته حملة «صيّف بأمان»، هو حرص القيادة العامة على مواصلة توعية أولياء الأمور بأهمية «متابعة أبنائهم ومراقبتهم لوقايتهم من مخاطر الفراغ ومن الجرائم الإلكترونية» التي يكونون عرضة لها خلال الإجازات وأوقات الفراغ أكثر من فترة الدراسة، والتحذير من الجرائم الإلكترونية يشمل كل فخ قد يقع فيه الأبناء دون علمهم، خصوصاً أن وسائل النصب أصبحت كثيرة، ودخل على الخط نصابون يدّعون مساعدة الشباب والمراهقين على إيجاد فرص عمل خلال الصيف يستفيدون منها بالخبرة وملء الفراغ والاستفادة المادية في آن واحد، وحين يصل الأمر إلى وسيلة الدفع تجدهم يطلبون ملء البيانات بالمعلومات عن الشخص والبطاقة المصرفية ورقمها.. من لا ينتبه إلى هذا الفخ، يستكمل البيانات ويكتشف لاحقاً أنه ضحية عملية نصب، لذا من الضروري أن يكون للكبار دور في مساعدة الأبناء وتوعيتهم ودعمهم واستغلال الصيف للاستمتاع معهم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7fzud387

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"