عادي

تجارب أدبية في التعب

23:25 مساء
قراءة دقيقة واحدة

«في الماضي دائماً كنت أخشى التعب»، هكذا تتصدر تلك المقولة كتاب بيتر هاندكه «عن التعب»، وقد ترجمته إلى العربية د. رضوى إمام، ويرصد من خلاله هاندكه تجاربه مع التعب، ويحللها ليكشف لنا ما لم نعرفه من قبل عن التعب بشتى أنواعه، تعب طيب وتعب خبيث، تعب في فترة الطفولة، يصاحبه الشعور بالذنب، وتعب في فترة المراهقة يتخلله التمرد والغضب، تعب السهاد، وتعب السفر، تعب شعوب بأسرها، وتعب فرد واحد، تعب مزدوج، يفرق بين الرجل والمرأة، وتعب يجمع بينهما.

يبدأ التعب لدى هاندكه في وقت الطفولة وفترة الدراسة وسنوات الحب الأول، فذات يوم أثناء قداس منتصف الليل، جلس طفل صغير مع عائلته داخل الكنيسة المضيئة، وشعر بشيء من التعب، يتخلله قدر من المعاناة، كان ذلك التعب أشبه بالمرض الخبيث، على حد تعبيره، جعله يرى زوار الكنيسة وكأنهم مجموعة من الدمى المصنوعة من الجوخ واللباد، كان طفلاً يستجدي العودة إلى المنزل، ويريد أن يغادر المكان.

أما التعب أثناء فترة الدراسة، فلم يكن ذلك بسبب التهوية السيئة أو تكدس مئات الطلاب في مكان ضيق.

وينتقل بيتر هاندكه إلى تعب من نوع آخر، ذلك التعب الذي تتسبب فيه المرأة، فهو -كما يرى- أشبه بالظواهر الفيزيائية، وكأنه نوع من الانشقاق، يصيب المرأة أيضاً، وبنفس القدر. إن وقعه يشبه تقلب الطقس، فهو يجتاح الرجل والمرأة من الخارج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8zc4xh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"