عادي

كاهن النحت

23:24 مساء
قراءة دقيقة واحدة

امتلك النحات أحمد عبدالوهاب، قوة إبداع صادقة متدفقة بعظمة وصدق الفن المصري القديم، وفي إطار من الواقعية الرمزية، طرح الفنان منحوتاته التي نفذها بخامات مختلفة من الجبس، إلى الفخار والخزف، وصبها في البرونز والخامات المختلفة، وشكّلها من الحديد وعجائن الأسمنت، إلى رسومه المتميزة التي يرسمها على الورق، أو فوق منحوتاته، فهو يكاد يلوّن تماثيله مثلما فعل معلموه من أجداده.

ولد عبدالوهاب في السابع والعشرين من يونيو عام 1932، ليصبح واحداً من عمالقة النحت المصري الحديث، وفي طنطا حيث الجو المشحون بالحس الديني والطرق الصوفية، قطع خطواته الأولى، وتشرّب منذ بداياته خبرات متنوعة عن الفنون والناس، سيلخصها في ما بعد في شخصية واحدة فارقة هي «ابن النيل» القادم من أعماق التاريخ القديم، متقدماً بجلبابه الفضفاض وتاج رأسه (الطاقية) إلى آفاق المستقبل.

مع فجر ثورة يوليو 1952، التحق عبدالوهاب بقسم النحت بكلية الفنون الجميلة، وأظهر تميزاً واضحاً، ويقول عصمت داوستاشي في كتابه «النحات أحمد عبدالوهاب»، إنه وهب حياته كاملة للفن، ولم يره خارج مرسمه بكلية الفنون الجميلة، إلا في ما ندر، كان يعيش حياته أمام منحوتاته في تصوف وصمت، وفي قوة وجلال، وأخذ يشيد تكويناته الطقوسية بتكرارات لتماثيله الإخناتونية، سواء كانت كاملة أو مجرد رؤوس، ويصبها بمختلف الخامات، ويبدع تحويرات من تمثاله الشهير «ابن البلد» ذلك الكاهن الذي ابتكره منذ الستينات، فظل علامة فارقة في النحت التشخيصي المصري الحديث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3kvhkn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"