عادي
المؤسس المشارك لشركة «مياسا بارتنرز» لـ «الخليج»:

سوق أبوظبي يعزّز مكانته بقوة الأداء والاكتتابات والسيولة

22:02 مساء
قراءة 5 دقائق
روسيل رياض

أبوظبي: عدنان نجم

أكد روسيل رياض المؤسس المشارك لشركة مياسا بارتنرز أن أسواق المال في الإمارات أظهرت مرونة ونمواً كبيرين في السنوات الماضية. وذكر رياض في حديث ل«الخليج» أن سوق أبوظبي للأوراق المالية عزز مكانته كونه السوق المالي الأكثر جاذبية في المنطقة، من خلال الجمع بين قوة الأداء وارتفاع نشاط الاكتتابات العامة، بجانب ارتفاع مستويات السيولة، وتنامي قاعدة المستثمرين النشطين لا سيما الدوليون.

قال روسيل رياض: «يمكن لسوق أبوظبي وأسواق رأس المال الإماراتية عموماً جذب المزيد من المستثمرين الدوليين ورؤوس الأموال الأجنبية من خلال تنويع محفظة منتجاتها وخدماتها وتعزيز بنيتها التحتية».

وبحسب رياض: «أظهرت الأسواق المالية الإماراتية مرونة ونمواً كبيرين، في السنوات الأخيرة، وكان لقوة أداء سوق أبوظبي دور كبير في هذا التميز، فعلى عكس الانكماش العالمي الذي يواجهه العديد من أسواق رأس المال الدولية أظهر سوق أبوظبي أداء قوياً يعكس التوقعات القوية لاقتصاد الإمارات، التي يدعمها ارتفاع أسعار النفط، وتحسن الإنتاجية، وزيادة السيولة في السوق بدعم من الاكتتابات العامة الأولية، كما تمكّن السوق من ترسيخ مكانته وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية مستقرة ومجزية.»

وقال: «وعند تحليل ديناميكيات الأسواق العامة والخاصة في أبوظبي يتضح أن هناك فرقاً كبيراً في السيولة بينهما، وقد بلغ هذا الفرق مستويات تاريخية لصالح الأسواق العامة، ما يعكس وجود طلب قوي على فرص الاستثمار فيها على مستوى المنطقة، حيث ارتفع حجم الاستثمارات في الأسواق العامة الإقليمية بشكل كبير، بينما شهدت الأسواق الخاصة تراجعاً على هذا الصعيد متماشيةً مع الاتجاه العالمي لنشاط الاستثمار، وقد عزز سوق أبوظبي مكانته كونه السوق المالي الأكثر جاذبية في المنطقة، من خلال الجمع بين قوة الأداء وارتفاع نشاط الاكتتابات العامة، بجانب ارتفاع مستويات السيولة وتنامي قاعدة المستثمرين النشطين لا سيما الدوليون.»

تدفقات رأس المال

ويرى رياض أنه لكي تتمكن الإمارات من جذب المزيد من تدفقات رأس المال، لا بد لها من مواصلة تعزيز البيئة التنظيمية، وضمان حماية المستثمرين، وتحسين مستويات الشفافية في الأسواق، وسيؤدي تبسيط الإجراءات وتخفيف القيود المفروضة على ملكية المستثمرين الأجانب إلى زيادة إمكانية الوصول إلى الأسواق، وفي الوقت نفسه، ستنعكس جهود الحكومة لتنويع الاقتصاد الوطني وتوسيع قطاعاته غير النفطية إيجاباً على تدفقات رأس المال الواردة. ومن شأن تعزيز الابتكار واعتماد أحدث الحلول التكنولوجية في القطاع المالي، إلى جانب المبادرات الفعالة لتوعية المستثمرين، تعزيز الثقة بالسوق وجذب مجموعة أوسع من المستثمرين.

ويقول رياض: «يمكن للسوق وأسواق رأس المال الإماراتية عموماً، جذب المزيد من المستثمرين الدوليين ورؤوس الأموال الأجنبية من خلال تنويع محفظة منتجاتها وخدماتها وتعزيز بنيتها التحتية، ومن خلال زيادة عدد الشركات المدرجة، وتشجيع الاكتتابات العامة الأولية، وتحسين قدرات صناعة السوق، ستقطع الإمارات شوطاً كبيراً نحو تعزيز سيولة السوق. وعلاوة على ذلك، فإن التعاون مع الهيئات التنظيمية الدولية لمواءمة الممارسات المحلية مع المعايير العالمية، فضلاً عن تنفيذ سياسات داعمة للمستثمرين، وخفض تكاليف التداول، وتطوير آليات تسوية فعالة، من شأنه أن يحسّن ثقة المستثمرين بشكل كبير.» ويضيف: «ويمكن للحملات التسويقية النشطة والجولات الترويجية والتعاون مع المؤسسات المالية العالمية المساهمة في زيادة الوعي حول فرص الاستثمار في الإمارات، ومن خلال عرض نقاط القوة الفريدة والإمكانات الاقتصادية للإمارات يمكن للسوق والأسواق المحلية الأخرى جذب المزيد من المستثمرين الدوليين ورؤوس الأموال الأجنبية، ما يعزّز تطورها ونضجها.»

جاذبية المنطقة

وبحسب رياض، تتمتع المنطقة بإمكانات وفرص كبيرة للمستثمرين العالميين، بفضل نموها الاقتصادي المتسارع وتركيبتها السكانية الشابة، إلا أن المنطقة لا تزال غير ممثلة بما يكفي في المؤشرات العالمية التي تحظى بمتابعة واسعة، مثل مؤشر مورغان ستانلي العالمي لجميع البلدان، حيث يبلغ الوزن النسبي لأسواقها 4٪ فقط. وفي ذلك أضاف: «ومن خلال إغفال الفرص المتاحة في هذه المنطقة، يفقد المستثمرون العالميون إمكانات نمو مهمة في هذه السوق الديناميكية. ويجب أن تكون هذه المنطقة على قمة أولويات المستثمرين العالميين، بسبب وتيرة نموها الاقتصادي السريعة، باستثناء كونها تمثل 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتستأثر حالياً بنحو ثلث النمو الاقتصادي. وبالنظر إلى النهج الاستباقي الذي تتبعه الإمارات لتعزيز بيئة الأعمال ومنظومة الاستثمار فيها تزداد جاذبيتها باستمرار في المنطقة، وتواصل جذب العديد من اللاعبين مع ترسيخ مكانتها وجهة للعيش والعمل والاستثمار، وخير مثال لذلك التقدمُ السريع الذي حققه سوق أبوظبي وإنجازاته في ثماني سنوات فقط من العمليات، ما جعله المركز المالي الدولي الأسرع نمواً في المنطقة، من حيث العدد والتغطية الجغرافية.»

وتلعب شركة «مياسا بارتنرز»، التي تتخذ من سوق أبوظبي مقراً لها، دوراً محورياً في تطوير استراتيجيات استثمار مؤسسي فعالة وعالية الجودة للوصول إلى الفرص المتاحة في المنطقة، عبر إنشاء آليات شراكة مع المستثمرين المؤسسيين والخبراء المتخصصين في فئات الأصول، مثل شركة أبوظبي التجاري للعقارات، وجامعة نيويورك أبوظبي، ومبادلة. وبشكل عام، توفر المنطقة فرصة لإحداث تحول حقيقي في كيفية توزيع الاستثمارات في أسواق رأس المال، ما سينعكس إيجاباً ليس فقط على مستوى النمو الاقتصادي، بل أيضاً على مستوى دعم التنمية الاقتصادية المستدامة، التي يقودها قطاع خاص مسؤول ومؤثر عالمياً.

لكي تتطور أسواق رأس المال وترتقي بآلية عملها وتصبح أكثر كفاءة، فإنها تحتاج - بحسب رياض - إلى توفر العديد من العوامل المجتمعة، بما في ذلك فرص الاستثمار المتنوعة والمجزية، وسهولة التداول والوصول إلى الأسواق وتوفر السيولة، واعتماد مبادئ حوكمة قوية، إضافة إلى المزيد من الشفافية والموثوقية في المعلومات. وبالحديث عن الأسواق الإماراتية، وخاصة فيما يتعلق بالشركات العالية النمو، فإن تطورها وانتقالها إلى المرحلة التالية من مسيرة نموها يحتاج إلى توفر سوق حيوي للاستثمارات الخاصة، لتسريع عجلة تطوير الشركات، إضافة إلى بيئة عمل داعمة تحفز النمو وتوفر الوصول إلى رأس المال في مراحل مختلفة من تطور الشركات.

ويتابع رياض: «في حين شهدت الإمارات تقدماً ملحوظاً في هذا المجال سيكون من الجيد الآن رؤية ممولي مراحل النمو المتقدمة يدخلون السوق، ويدعمون الشركات أثناء استعدادها للإدراج، وتحتاج الشركات إلى زيادة وعي المستثمرين بالفرص المتاحة في الإمارات، إذ لا بد أن يكون لدى عدد أكبر من المستثمرين إدراك للفرص الاستثمارية المجزية، وإنشاء المزيد من منصات الاستثمار الفعالة. على سبيل المثال: لا بد للشركات من التعامل بجدية مع المخاطر البيئية والاجتماعية والحوكمة، والتحدث بثقة عن مدى تقدمها على هذا الصعيد. ومن شأن ذلك أن يعزز تواصلها مع المستثمرين والأطراف المعنية بأعمالها، ويزيد الثقة بنموذج عملها، ما يمهد الطريق لتدفقات رأس المال، وتحسين تقييماتها، بحيث تعكس بشكل أكثر دقة آفاق نمو الشركات المدرجة في المنطقة.»ويختتم بقوله: «ومن خلال معالجة هذه العوامل، وخلق بيئة داعمة للاستثمار والنمو، يمكن لأسواق رأس المال الإماراتية جذب المزيد من الشركات الموثوقة، وتحقيق تطور أكبر، وتوفير فرص متزايدة للمستثمرين.»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4w8k47sm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"