عادي

«سرطانات المنظفات» تطارد النساء في المنازل

17:21 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: محمد عزالدين

عكف باحثون من مجموعة العمل البيئي، وهي مجموعة نشطاء أمريكية متخصصة في الأبحاث، على دراسة المخاطر الصحية المحتملة لمنتجات التنظيف المنزلية الشائعة، ووجدوا 530 من المركبات العضوية المتطايرة الضارة بالصحة في 30 منتجاً من المنظفات الشائعة، بما في ذلك منظفات متعددة الأغراض والزجاج ومعطرات الجو وغيرها، مما يشكل مخاطر صحية ويسهم في تلوث الهواء.

وخلصت الدراسة إلى أن هذه المنتجات اليومية تطلق مئات المركبات العضوية المتطايرة الخطرة، ومن بين هذه المركبات، كان 193 من المركبات العضوية المتطايرة الخطرة على صحة الإنسان لتسببها بأضرار صحية مثل تلف الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، والآثار التنموية والإنجابية. وتؤثر المركبات العضوية المتطايرة الموجودة بمنتجات التنظيف في جودة الهواء في الداخل والخارج، ولكنها تلوث الهواء الداخلي أكثر من مرتين إلى 5 مرات مقارنة بالهواء الخارجي، وتنبعث من بعض المنتجات مركبات عضوية متطايرة لمدة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر.

وقال البروفيسور، ألكسيس تيمكين من المجموعة: «الدراسة بمثابة دعوة لتنبيه المستهلكين والباحثين والمنظمين ليكونوا أكثر وعياً بالمخاطر المحتملة المرتبطة بالعديد من المواد الكيميائية التي تختلط مع الهواء الداخلي في منازلنا».

وتأتي هذه الدراسة التي أجراها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، بالتركيز على العنصر النسائي، مواصلة للدراسة التي سبقتها، ومؤكدة أن النسوة اللاتي يتعاملن مع المواد الكيميائية المستخدمة بشكل كبير خصوصاً تلك الموجودة في المطبخ، يواجهن خطراً متزايداً للإصابة بسرطان المبيض وأنواع أخرى من السرطانات، بما في ذلك مضاعفة احتمالات الإصابة بسرطان الجلد.

وتستند الدراسة الجديدة إلى تحليل البيانات التي جمعت خلال برنامج المراقبة الحيوية للمركز للفترة من 2005 إلى 2018، وشملت أكثر من 10000 مشاركة، نظر الباحثون فيها إلى تشخيصات السرطان السابقة ومستويات حمض السلفونيك البيرفلوروكتاني والفينولات في عينات دم وبول المشاركات.

سرطان الجلد

قال ماكس أونغ، الأستاذ في كلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: «أظهرت البيانات أن النساء اللواتي تعرضن بشكل أكبر لمركب السلفونات المشبع بالفلور أوكتين طويل السلسلة، كان لديهن احتمالات وجود تشخيص سرطان الجلد، في حين أن النساء اللواتي تعرّضن بشكل أكبر لمركبين آخرين من السلفونات المشبع بالفلور أوكتين طويل السلسلة، كان لديهن ما يقرب من ضعف احتمالات تشخيص سرطان الجلد، فضلاً عن وجود صلة بين الحمض النووي الريبي وسرطان الرحم». وأن النساء المصابات ببعض أنواع السرطانات الهرمونية، اللواتي تعرضن لبعض المركبات الكيميائية الفلورية التي يطلق عليها «فاعل السطح فلوري»، التي تدخل في صناعة العديد من المنتجات المنزلية والصناعية، بما في ذلك المواد المقاومة للبقع والحرارة، ووجدوا روابط مماثلة بين النساء المصابات بالسرطان والتعرض الكبير لل «فينولات»، التي تدخل عادة في تغليف المواد الغذائية والأصباغ ومنتجات العناية الشخصية، ويطلق عليها اسم «المواد الكيميائية إلى الأبد». وتعمل المواد الكيميائية، والفلورية منها على وجه الخصوص، على تعطيل وظائف هرمونية محددة لدى النساء، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالهرمونات».

وأضاف:«تزيد هذه المواد الكيميائية من خطر العديد من النتائج الصحية، وبإمكانها تغيير المسارات البيولوجية، إذ يكاد يكون من المستحيل تجنب التعرض ل «حامض السلفونيك البيرفلوروكتاني»، لأن المواد الكيميائية منتشرة على نطاق واسع في البيئة، وتسمى أيضاً بالمواد الكيميائية إلى الأبد لأنها لا تتحلل بشكل طبيعي، ويمكن أن تستمر بقايا السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين في الماء والتربة والهواء والغذاء. ويقدر أن 97٪ من الأمريكيين «ببلد الدراسة» لديهم حمض السلفونيك البيرفلوروكتاني في دمائهم، وأن 45 ٪ من مياه الشرب الأمريكية ملوثة بحامض السلفونيك البيرفلوروكتاني».

وهناك الآلاف من الأنواع المختلفة من السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين، لا تزال الأبحاث تجرى حول آثارها الصحية، على الرغم من أن أنواعاً معينة من السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين ترتبط بمشاكل صحية متعددة بما في ذلك انخفاض الخصوبة وأمراض الكلى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vcaunf7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"