عادي

ليتها كانت القاضية

22:51 مساء
قراءة دقيقة واحدة

رغيد جطل
أرسل أحد أمراء بني أمية ابنه الصغير إلى البادية، ليأخذ اللغة من البدو، فقد كانوا أهل فصاحة، وحينما أراد أن يعلمه القرآن، أرسله إلى شيخ في نواحي دمشق، فقال الشيخ للطفل: سأقرأ عليك سورة المسد، فردد من خلفي، وقرأ الشيخ: «تبت يدا»

فقال الطفل: تبت يدان، فنهره الشيخ وقال له، قل: تبت يدا

فكرر الطفل: تبت يدان، فغضب الشيخ، وأخذ الطفل إلى الأمير، وأخبره أن الطفل لا يريد أن يتعلم، وحكى له ما حدث. فطلب الأمير من ولده أن يردد «تبت يدا»، ولكن الطفل كرر قوله «تبت يدان»، فاحتار كل من كان بمجلس الأمير إلا أعرابي من البادية، قال لهم: أنا أعلِّم الطفل، وأخذ بيده وقال له: قل يا بني: «تبت يدا أبي لهب»، فقال الطفل: «تبت يدا أبي لهب»، فالتفت الأعرابي إلى الأمير وقال له: لعمري هذا غلام فصيح، فالمثنى لا تحذف نونه إلا إذا كان مضافاً، والعرب لا تقول تبت يدا، لكنها تقول تبت يدان.

فأعجب القوم بفصاحة الغلام.

‏مرض رجل من أهل النحو، وكان مولعاً باللغة والسجع، فزاره جاره وسأله: «ما بك؟»

فقال النحوي: «حُمَّى جاسية، نارُها حامية، منها الأعضاء واهية، والعظام بالية»، فقال له جاره - وكان أُمياً-: «ليتها كانت القاضية».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3aufjf94

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"