دور إماراتي لحفظ الاستقرار

00:58 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لطالما دعت دولة الإمارات من على منبر الأمم المتحدة وغيره من المنابر الدولية، وفي بياناتها الرسمية، إلى ضرورة تحقيق سلام شامل ودائم وعادل للقضية للفلسطينية، وفقاً للمرجعيات الدولية، من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها مدينة القدس، كما حثت المجتمع الدولي على المسارعة في تحقيق هذا الهدف، تجنباً للمخاطر الأمنية التي تهدد السلام والأمن في المنطقة والعالم.

وفي مواجهة التطورات الأخيرة، إثر المواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل، أعربت الإمارات عن قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف بين الجانبين، وشددت على ضرورة وقف التصعيد والحفاظ على أرواح المدنيين، شعوراً منها بأن ما يجري قد يقود المنطقة إلى مزيد من العنف ويقضي بالمطلق على أي أمل للسلام.

وحفاظاً على استقرار المنطقة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لحماية جميع المدنيين والحفاظ على أرواحهم، أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اتصالات هاتفية مع العاهل الأردني ورؤساء مصر وسوريا وإسرائيل وفرنسا ورئيس وزراء كندا، مؤكداً سموه أهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي، لاحتواء التوتر ودفع الجهود المبذولة تجاه مسار السلام الشامل والعادل الذي يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها. كما أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، خلال اتصال مع وزاء خارجية دول عدة، أهمية ممارسة أقصى درجات الحكمة، لتجنيب المنطقة أي عواقب وخيمة جراء هذا الصراع.

المساهمة الإماراتية الفاعلة في الجهود الرامية إلى التهدئة العاجلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تنبع من مسؤولية إقليمية ودولية تتحملها الدولة، لإرساء الأمن والاستقرار والحفاظ على حق الشعوب في العيش والكرامة، بعيداً عن أتون الصراعات والأزمات الإنسانية، لا سيما أن منطقتنا عانت ويلات الحروب والأزمات على مر العقود، وباتت شعوبها تتطلع إلى التنمية والازدهار، والالتحاق بركب الأمم المتقدمة.

أما الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فقد طالت معاناته وتفاقمت تداعياته، وآن الأوان لوقفة دولية حازمة تفضي إلى حل عادل يمنح الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم المستقلة، كما يسمح لإسرائيل بالعيش بسلام مع جميع جيرانها. ولا يمكن أن يتحقق ذلك دون تفاعل إيجابي من جميع الأطراف، ويحرر القرارات السياسية من أجندات المتطرفين، فالتصعيد الحالي لم يكن مفاجئاً، بل جاء بعد سلسلة من الاستفزازات والتجاوزات التي طالت المقدسات، مثل الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، والتجاهل التام من الجانب الإسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحل القضية الفلسطينية.

هذه المرحلة حرجة، ويجب على جميع الأطراف أن تعمل بمسؤولية لتجاوزها في أسرع وقت، من أجل أن يتحقق الاستقرار للجميع. كما لا يمكن أن يستمر باب السلام مغلقاً، ولا يمكن أن تبقى القرارات الدولية معلقة، ويجري تجاهلها لتحقيق تطلعات داخلية، تراعي التشدد والتطرف الذي يأخذ المنطقة إلى ساحات الحرب والقتل والدمار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrx7zmem

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"