عادي
«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على نيالا.. ومعارك ضارية في الفاشر

استئناف محادثات السلام السودانية في جدة مع تصاعد وتيرة الحرب

01:37 صباحا
قراءة 3 دقائق
أصحاب عربات تشادية ينقلون متعلقات السودانيين الذين فروا من الصراع في منطقة دارفور بالسودان أثناء عبور الحدود بين البلدين (رويترز)

استأنف طرفا النزاع في السودان مفاوضاتهما في مدينة جدة برعاية سعودية-أمريكية، بهدف إنهاء الحرب، حسبما أعلنت الخارجية السعودية، لكن مساعي السلام هذه لم تهدئ جذوة الحرب المستعرة في السودان، فقد ادعت قوات الدعم السريع الاستيلاء على مدينة نيالا أمس الخميس، في وقت تشتد فيه المعارك في الفاشر.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: «ترحب المملكة باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية، والدعم السريع في جدة بتيسير من المملكة والولايات المتحدة ». وذكرت الوزارة في بيانها أن المملكة «تحث القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على استئناف ما تم الاتفاق عليه بينهما في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) في 11 أيار/مايو وعلى اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقّع من الطرفين في مدينة جدة في 20 أيار/مايو 2023».

مشاركة «إيغاد» في المفاوضات

يشارك في مفاوضات جدة أيضاً ممثلون عن «إيغاد»، التكتل المعني بالتنمية في شرق إفريقيا الذي تقوده كينيا الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة. وقالت الخارجية السعودية إن المملكة تؤكد حرصها على وحدة الصف وأهمية تغليب الحكمة ووقف الصراع لحقن الدماء ورفع المعاناة عن الشعب السوداني. وتابعت أنها تأمل التوصل إلى اتفاق سياسي يتحقق بموجبه الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه الشقيق.

مساعدات إنسانية دون عوائق

وأدى النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى سقوط أكثر من تسعة آلاف قتيل، ونزوح أكثر من 5,6 مليون شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي ساعد على الوساطة في بداية الأزمة، قد وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المفاوضات خلال زيارته إلى السعودية مؤخراً. وقال مسؤولون أمريكيون معنيون بأزمة السودان إن استئناف المفاوضات الخميس، وهي الأولى منذ انهيار الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال في حزيران/يونيو، يأتي بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار، لكن من السابق لأوانه مناقشة حل سياسي دائم.

وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم كشف هويته إلى أن الجولة الجديدة ستركز على ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتحقيق وقف لإطلاق النار وإجراءات أخرى لبناء الثقة.

شروط الجيش

واستبق الجيش السوداني، جولة مفاوضات جدة بالإعلان أن المفاوضات لا تعني توقف المعركة ضد قوات الدعم السريع، لكن مجلس السيادة السوداني طرح خريطة طريق لإنهاء الحرب الحالية عبر 4 مراحل، وهي:

الفصل بين القوات، والعملية الإنسانية، ومعالجة قضية الحرب بدمج «قوات الدعم السريع» وإنشاء جيش واحد، وتنتهي هذه المرحلة بعملية سياسية بالاتفاق على دستور يحدد كيفية حكم البلاد.

الفاشر ونيالا

وتزامناً مع استئناف المحادثات في جدة ادعت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على مدينة نيالا في جنوب دارفور، ونشرت مقطعاً مصوراً لم يتسن التحقق من صحته لجنود يحتفلون بإطلاق الأعيرة النارية ويقولون إنهم اجتاحوا قاعدة الجيش في المدينة.

وشهدت نيالا موجات من القتال العنيف، وأودى القصف الجوي والمدفعي بحياة العشرات ودمر منازل المدنيين وعطّل الخدمات الأساسية.

ونيالا هي مركز تجاري يقول المراقبون إن قوات الدعم السريع قد تتخذها قاعدة لها. ونزح ما لا يقل عن 670 ألف شخص من سكان ولاية جنوب دارفور من منازلهم، وجنوب دارفور هي ثاني أكثر الولايات تضرراً بعد ولاية الخرطوم.

وتشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كما تشهد مدن في إقليم دارفور اشتباكات بين الجانبين منذ أسبوع، وقال مصدر عسكري: إن الجيش يطارد قوات الدعم السريع المنسحبة من أطراف الفاشر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/256c53af

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"