عادي

اليميني فيلدرز يبحث عن شركاء بعد فوزه بالانتخابات التشريعية الهولندية

22:29 مساء
قراءة 3 دقائق
اليميني فيلدرز يبحث عن شركاء بعد فوزه بالانتخابات التشريعية الهولندية

لاهاي - أ ف ب

حضّ اليميني المتطرف، غيرت فيلدرز، خصومه السياسيين، الخميس، على إيجاد أرضية مشتركة لحكم البلاد، بعد فوزه المفاجئ في الانتخابات التشريعية في هولندا، والذي ترددت أصداؤه في الداخل، وفي أنحاء أوروبا.

وفاز «حزب الحرية» الذي يتزعمه بـ37 مقعداً في البرلمان، أي أكثر ضعف حصته في الانتخابات السابقة، ومتفوقاً على معارضيه، وفق نتائج شبه مكتملة. وحلت خلفه كتلة اليسار بفارق كبير بحصولها على 25 مقعداً، في مقابل حصول حزب اليمين الوسط على 24 مقعداً، وهي نتيجة كارثية لحزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته، مارك روته.

وأمام فيلدرز (60 عاماً) حالياً مهمة شاقة تتمثل في محاولة تشكيل ائتلاف ناجح، واستمالة خصوم رفضوا الانضمام لحكومة بزعامة فيلدرز، قبل الانتخابات.

ومحتفلاً بنتيجة الانتخابات، قال فيلدرز إن «الناخبين قالوا كلمتهم. المقاعد حُددت. من المهم الآن أن نبحث عن الأشياء التي يمكن أن نتفق عليها».

وقوبل الفوز الساحق بتهنئة من قادة اليمين المتطرف في فرنسا والمجر، لكن يثير ذلك، على الأرجح، مخاوف في بروكسل، ففيلدرز مناهض لمؤسسات لاتحاد الأوروبي، ويريد استفتاء على خروج هولندا من الكتلة. ورغم تخفيفه من حدة خطابه المناهض للمسلمين خلال الحملة الانتخابية، يتعهد برنامج حزب الحرية بفرض حظر على القرآن والمساجد والحجاب، وسارع قادة المسلمين في هولندا إلى التعبير عن قلقهم.

وقال حبيب القدوري من «مؤسسة العمل المشترك للمغاربة في هولندا»: «استيقظت صباحاً مع شعور بالانزعاج. وفي الحقيقة بصدمة». وأضاف: «بعض الأشخاص خائفون، وآخرون قلقون بشأن مستقبلهم، وبشأن ما تعنيه نتيجة الانتخابات بالنسبة إلى جنسيتهم، أو مكانتهم في المجتمع».

لكن سائق سيارة الأجرة براك تجين (40 عاماً)، قال: «أعتقد أنه يستحق فرصة. بصراحة أعتقد أنه يسعى بدعايته المتعلقة بالمساجد والمسلمين لكسب الأصوات. لكن بخلاف ذلك، كل ما يقوله عن الهولنديين والفقر صحيح».

  • تسوماني

وصعّد فليدرز خطابه المناهض للهجرة، مخاطباً أنصاره في لاهاي، وقال إن الهولنديين اقترعوا لاجتثاث تسونامي طالبي اللجوء. وشدّد على أنّ حزبه بات قوة لا يمكن تجاهلها، داعياً الأحزاب الأخرى إلى العمل معه لتشكيل ائتلاف حكومي.

لكن لم يتضح بعد كيف سيجمع 76 مقعداً ضرورية لتشكيل أغلبية في البرلمان المؤلف من 150 مقعداً.

واستبعد فرانس تيمرمانز، زعيم تحالف اليسار-البيئيين الذي حل ثانياً، الانضمام إلى ائتلاف يقوده فيلدرز، قائلاً، إن واجبهم الآن «الدفاع عن الديمقراطية».

من ناحيته، قال السياسي الشعبوي المناهض للفساد بيتر أومتسيغت، الذي حصل حزبه «العقد الاجتماعي الجديد»على 20 مقعداً، إنه منفتح على محادثات، معترفاً بأنها لن تكون سهلة.

  • رياح التغيير

ويأتي انعطاف هولندا نحو اليمين، بعد انتخاب إيطاليا جورجيا ميلوني رئيسة للوزراء. وسارع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، إلى الترحيب بـ«رياح التغيير» عقب صدور النتائج، بعد إغلاق مراكز الاقتراع، كما هنأت زعيمة حزب«التجمّع الوطني» الفرنسي، مارين لوبن، فيلدرز.

وسعى فيلدرز مؤخّراً، إلى تحسين صورته لدى الرأي العام، في الداخل والخارج، من خلال تعديل مواقفه. وأكّد السياسي المثير للجدل أن هناك مشاكل أكثر إلحاحاً من خفض عدد طالبي اللجوء، كما خفّف من حدة مواقفه المعادية للمسلمين، مؤكداً أنه في حال فوزه سيكون «رئيساًَ للوزراء لكل الهولنديين». لكن شرعة حزب «الحرية» تنضح بكراهية الأجانب، ومناهضة المهاجرين، وتقول: «يتغذى طالبو اللجوء على بوفيهات لذيذة مجانية على متن السفن السياحية، بينما يتعين على العائلات الهولندية تقليص مشترياتها من البقالة».

ويقول برنامج الحزب «نريد نسبة أقل من الإسلام في هولندا، وسنحقق ذلك من خلال: تقليص الهجرة غير الغربية، ووقف عام للجوء». ويعِد البرنامج بإجراء استفتاء ملزم على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي. ويدعو الحزب أيضاً إلى وقف فوري لمساعدات التنمية.

وخيّمت على وسائل الإعلام الهولندية حالة من الذهول من هامش فوز فيلدرز. وقالت صحيفة تراو اليومية: «لم يتوقع أحد ذلك، ولا حتى الفائز نفسه»، ووصفت هيئة الإذاعة العامة الفوز بأنه«انتصار هائل». وقالت صحيفة فينانسييله داغبلاد، إن النتيجة «تقلب السياسة في لاهاي رأساً على عقب»، بينما وصفتها صحيفة «إن سي آر» اليومية بأنها «ثورة شعبوية يمينية ستهز بيننهوف من أساسه»، في إشارة إلى الحي الحكومي في لاهاي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8zbhz9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"