عادي
ألقت محاضرة بجناح المعرفة في كوب 28

شما بنت محمد: عجلة القيادة ما تزال بأيدينا لإنقاذ الأرض

16:38 مساء
قراءة 4 دقائق
شما بنت محمد في صورة جماعية بعد انتهاء المحاضرة

دبي: «الخليج»

احتضن جناح المعرفة في كوب 28 محاضرة للشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، وحضر الجلسة كل من الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان والشيخ محمد بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان والشيخة حمدة بنت سعيد بن حمدان آل نهيان وعدد من الشيوخ وكبار الضيوف، فضلاً عن جمع كبير من المشاركين في الحدث المناخي العالمي من مختلف الجنسيات.

شما بنت محمد

ونظمت الجلسة بالتعاون مع المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، في المنطقة الخضراء بمؤتمر أطراف المناخ COP28 وتمحورت الجلسة النقاشية التي كانت بعنوان «من الوعي إلى الفعل مواجهة التغير البيئي والمناخي» حول مبادرات المركز في العمل البيئي ودوره في تعزيز الوعي بالتغيرات المناخية.

في البداية تناولت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد آل نهيان التأثيرات السلبيّة للتطور التكنولوجيّ والثورات الصناعيّة على البيئة والمناخ من خلال تصرفات اليومية للبشر عبر ما يطرحونه من بصمة كربونية موجهةً سؤالاً للحضور، إن كانوا سألوا أنفسهم بخصوص بصمتهم الكربونية، وأيضاً حول مساهمة أنشطتهم اليومية في زيادة الغازات الكربونية؟

خلال المحاضرة

لتجيب، أن جميع الأفراد لديهم بصمة كربونية من خلال ممارسة ستة أنشطة يومية اعتيادية على الأقل، فزيادات الغازات الكربونية في الجو هي نتاج ممارسات البشر يومياً أيضاً.

وقالت الشيخة شما بنت محمد «كلنا شركاء في التغير المناخي وكلنا مسؤولون عن علاج مخاطر بصمتنا الكربونية من أجل تحقيق الأمل وهو الوصول للحياد المناخي، لذلك نحن بحاجة إلى التوقف، والتفكير بوعي في تسارع استنزاف الموارد البيئية بشكل غير مسبوق. إضافة إلى أن كل ذرة غاز وكل سلوك سلبي يضع بصمته على المناخ والبيئة، أحفادنا سيدفعون ثمن هذا التغير السلبي باهظاً».

وأضافت «هل سنقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الوجه الآخر من مستقبل أبنائنا وأحفادنا؟ لتجيب بأن المسؤولية هي مسؤولية الجميع وعلى كل فرد أن يلعب دوره في حماية البيئة وأن المجتمعات أصبحت مطالبة بالتغير الإيجابي لحماية البيئة والمناخ».

وتناولت الشيخة شما، مسيرة المؤسسة مع العمل البيئي، حيث كانت البداية منذ أكثر من 20 عاماً عبر مبادرات مختلفة من أهمّها (مبادرة تشجير الحدائق المنزليّة) التي أطلقت عام 2010 بالتعاون مع جامعةِ الإمارات وتبنت توزيعَ شتلاتِ النباتات المحليّة مع توعية المجتمع بالأثر البيئيّ الإيجابيّ لزيادة المساحات الخضراء في المنازل، ثم مبادرة (ازرعها لا تعقها) عام 2017 التي تُشجّع على عدم رمي البذور بعد تناوُلِ التمر أو الفاكهة أو الخضراوات والتشجيع على زراعتِها في حدائِقِنا المنزليّة.

وقالت: «هذه المبادرة استفاد منها 1330 فرداً من كافة أفراد المجتمع، وفي الوقت ذاته وتحديداً عام 2018 أطلقنا برنامجَ التثقيف البيئيّ تحت شعار (أخضر أزرق دايم) فضلاً عن مبادرة (البيت المتميّز بيئيّاً) استهدفت توعيةَ سكّان المناطق في مدينة العين واختيارَ أفضل منزلٍ مثاليّ في فرزِ النفايات لتحسين آليّات إعادة التدوير وترشيدِ استهلاك الماء والكهرباء وتكريمه».

وأشارت إلى أن المبادرة انطلقت على مرحلتين: الأولى عام 2018 استهدفت 100 بيت مع متابعة سلوكيّات المجتمع بعد انتهائِها، وكانت المفاجأة عودة الأفراد إلى عدمِ الفرز، وذلك لعدم وجود قانون ملزم لهم بالفرز بشكل كامل، والمرحلة الثانية عام 2023 استهدفت 1200 بيت في مناطق مختلفة من مدينة العين وسجلت المبادرة ضرورة بذل المزيد من العمل لرفع الوعي البيئي عند أفراد المجتمع.

وتابعت، وفي السياق نفسِه جاءت مبادرة (مسابقة صُنع مجسّمات فنّيّة مـن النفايات الإلكترونيّة) التي استهدفت طلّاب كليّات التقنيّة العليا من أجلِ ربط الفن بالعمل البيئيّ ودعم الإبداع مع التفكير بصورة مبتكرة لإعادة تدوير النفايات الإلكترونيّة والتي تُعتبر من أشدّ ملوّثات البيئة.

وأكدت الشيخة شما بنت محمد، أهمية الاستثمار في رفع الوعي البيئيّ للأطفال، لتعزيز الاستدامة وهو ما دفعنا لإطلاق (برنامج الوعي البيئيّ الموجَّه لطلاب المدارس) بهدف زرعِ بذور الوعي منذ البدايات، حيث تنمو وتتجذّرُ هذه المعارف والقيم مع تطوُّر شخصياتِهِم، وتُصبح جزءا لا يتجزّأ من تكوينِهِم المعرفيّ والأخلاقي.

وفي السياقِ نفسِه أشارت إلى (مبادرة ألوانات) تحت شعار نُلوّن، نَتعلم، نَبتكر. واستهدفت طلّابَ المدارس حيث يقدّمُ الطُلّاب أعمالاً فنّيّة باستخدام عناصر من الطبيعة، مضيفةً «دعماً للربط ما بين مفردات التراث الإماراتيّ والعمل البيئيّ أطلقنا (مبادرة مُنمنَمات إماراتية) وتَستهدفُ استخدام مكوّنات سعفِ النخيل في عملِ لوحاتٍ ومنمنماتٍ فنيّة عَبرَ نحتِها على يد فنّانين محترِفين وهواة وموهوبين».

وسجلت، في قياس الآثار المترتبة على هذه المبادرات رغمَ النجاح الذي يتحقَّق في تنمية الوعي البيئيّ عند المجتمع، تباطئ وتيرة هذا التطوّر والتعثر أحياناً وهو ما يدفع إلى مواجهة هذه التحدّيات بفكرٍ ووتيرةٍ مختلفين نُعَوّلُ فيها على الشباب والتعليم وتنمية الوعي.

وشددت على أهمية التعليم والثقافة والشباب حيث يعتبرون كأدوات حاسمة في مواجهة هذه التحديات، وفي ختام الجلسة استعرضت الشيخة شما بنت محمد صورة الأرض التي ستورث للأحفاد لو استمر التغير المناخي على ما هو عليه، داعية إلى تكاثف الجهود والحفاظ على مستقبل البشرية.

وعقب الكلمة نظمت جلسة نقاشية حول الموضوع، ضمت المتحدث المهندس أحمد المطوع سفير اليونسيف لليافعين لدى كوب 28، أدارها عبدالله الظاهري نائب رئيس مجلس شباب مؤسسات محمد بن خالد آل نهيان.

وتناول أحمد المطوع، تاريخ الإمارات مع البيئة والمناخ التي تعود إلى فترة ما قبل الاتحاد من خلال المغفور له بإذنه تعالى المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، من خلال اهتمامه بالزراعة والبيئة والاستدامة بمفهومها الحديث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3hm6e4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"