واصل الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، توسيع عملياته البرية في مدينة خان يونس، زاعماً أنه استكمل تطويق المدينة، فيما كثف الطيران الإسرائيلي غاراته الجوية على مختلف مناطق القطاع، وواصلت المدفعية الإسرائيلية قصف المربعات السكنية واستهداف المستشفيات والنازحين ومقرات الإيواء، ما أسفر عن وقوع مئات القتلى والجرحى، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل 24 ضابطاً وجندياً وإصابة 17 آخرين في المعارك المحتدمة بالقطاع، في يوم هز إسرائيل ووصف بأنه أصعب يوم على الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب التي دخلت يومها التاسع بعد المئة، حيث وصف وزير الجيش يوآف غالانت مقتل الجنود والضباط ال24 بأنّه «ضربة قوية»، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن فتح تحقيق في «الكارثة»، في حين حذرت «الأونروا» وبرنامج الغذاء العالم من المجاعة في غزة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقتل 24 ضابطاً وجندياً بينهم 21 «من قوات الاحتياط في الحصيلة الأعلى في يوم واحد منذ 27 تشرين الأول/ أكتوبر، مشيراً إلى أن الجنود والضباط الاحتياط قتلوا جميعهم في انفجار صاروخ «آر بي جي» استهدف دبابة إضافة إلى استهداف مبنيين وانهيار ثالث وسط قطاع غزة، وبذلك ترتفع الحصيلة المعلنة لقتلى الجيش الإسرائيلي إلى 556 منذ بدء الحرب، منهم 221 قتيلاً منذ الاجتياح البري. وأشارت معطيات الجيش، أمس الثلاثاء، إلى إصابة 17 عسكرياً خلال الساعات ال 24 الماضية، بينهم 10 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعضو مجلس الحرب بيني غانتس ووزير الجيش يوآف غالانت، بياناً مشتركاً عن قتلى الجيش، قائلين: «الثمن الذي ندفعه في هذه الحرب باهظ». وجاء في البيان المشترك «لن نتوقف لحظة عن السعي لتحقيق هدف لا بديل عنه وهو تحقيق النصر الكامل».
وكان الجيش الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات ال24 الأخيرة 22 مجزرة بحق العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 195 قتيلاً فيما أصيب نحو 354 شخصاً، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة في غزة، مشيرة إلى حصيلة ضحايا الحرب ارتفعت إلى 25,490 قتيلاً و63,354 مصاباً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر الماضي,
وأعلنت القوات الاسرائيلية، أمس الثلاثاء، تطويق خان يونس في جنوب غزة حيث تتركز المعارك منذ أسابيع.
وقال الجيش في بيان «خلال اليوم الفائت طوقت القوات خان يونس وعمقت العملية في المنطقة». واتهمت وزارة الصحة في غزة الجيش الإسرائيلي بقصف مستشفى ناصر في خان يونس فيما اتهم الهلال الأحمر الفلسطيني الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي للطابق الرابع من مقره في خان يونس، بينما فتحت مسيرات النار ما أدى الى إصابة أشخاص لجأوا الى هذا الحرم الطبي، بجروح. وذكرت الوزارة في بيان أنّ «الدبابات الإسرائيلية تطلق النار بكثافة على الطوابق العلوية بمبنى الجراحات التخصصية ومبنى الطوارئ في مستشفى ناصر في خان يونس، وتوقع عشرات الإصابات». وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أن 6 نازحين فلسطينيين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في قصف لملجأ تديره الأمم المتحدة في خان يونس جنوبي القطاع.
من جهة أخرى، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنّ غزة «مهدّدة بمجاعة وشيكة» حيث يصعب نقل المساعدات الغذائية إلى القطاع بسبب المعارك والعقبات التي تضعها السلطات الإسرائيلية. وقالت عبير عطيفة المتحدثة باسم البرنامج في الشرق الأوسط خلال مؤتمر دوري للامم المتحدة في جنيف «كل يوم يمر نتجه بالطبع نحو وضع أكثر كارثية». وأشارت إلى «تهديد وشيك بالمجاعة» خلال مؤتمر عبر الفيديو من القاهرة، مضيفة أن «خطر وجود جيوب من المجاعة في غزة لا يزال قائماً». وأكدت عطيفة أن «أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي ويتزايد خطر المجاعة كل يوم حيث يحد الصراع من توفير المساعدات الغذائية الحيوية للمحتاجين».
كما أعلنت «أونروا» أمس الثلاثاء، أن 750 ألف شخص في قطاع غزة يواجهون جوعاً كارثياً. ودعت الوكالة الأممية، في بيان، إلى زيادة المساعدات بشكل كبير مع تزايد خطر المجاعة. وأضافت الأونروا أن القتال العنيف ورفض وصول الإعانات وانقطاع الاتصالات تعوق قدرتها على تقديم المساعدات بأمان وفاعلية. (وكالات)
